الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الآن تتساقط أوراق عمري ... !!!

مريم الصايغ

2008 / 12 / 23
الادب والفن


رثاء ... وتعجب ... !!!

بخطوات رجل عجوز يحتضن خشبته الضعيفة ،ويستند عليها ...
بحنان أب يحب أبنه الوحيد ويفتخر بكونه سنده في الحياة !!!

يخطو العجوز المتألم بخطوات ثكلى لا تعرف إلي أين تسير ...
تارة تمضي قدما بصعوبة بالغة ... و أخرى تتقهقر نحو المجهول المظلم الهاربة منه تلك الخطوات !!!
لذا كثيرا ما تراه مترنح الخطوات ، فيتهاوى العجوز المرهق ليفترش الأرض وليصيبه الأذى من أثر هذا التهاوي... !!!

وقد يجد من يشفق عليه وعلى كبر سني عمره فيقيمه من الأرض ...
وقد يجد من يقف ويشير له من بعيد في استهزاء متناسي كفاح عمره الطويل المرير الحافل بالأحداث والعطاء والحب والحنان. !!!

وقد يجد من يسرقه ليشتري حفنة من المواد المخدرة أو سلاح يسطو به على أبرياء أو ليغتصب فتاة عذراء طاهرة أو ليقتل طفل بريء ويتاجر في أعضاؤه .

وقد يجد من يقف يراقبه من بعيد ينتظر ما ستسفر عنه الأحداث ...
أو من يقف والخوف يعقد لسانه ويشل قدرته على الدفاع عن هذا العجوز البريء . !!!

عجوز مريض كانت سني حياته كشتاء عاصف جامح يقتلع كل من حوله،
يجمد أوصال الخونة الضعفاء ويفتك ويقتلع جذور الأعداء ويشتت قواهم بعنفوان شبابه ... سلاحه ... قلوب مليئة بالحق والحب والصدق والأمانة. !!!

لكنه الآن خريف في صيف الكون تتهاوى أوراق حياته بسرعة برق يخطف أبصار الصغار...
وقد يصيب طفل بخوف شديد فيرتمي في أحضان أمه الحنون .

وقد يجعل فتاة بريئة تفرح فرحة شديدة تجعلها تنتظر هذا البرق من جديد... أوقد تحزن لاختفاء البرق وتتعلم أن الفرحة لحظات عابرة تمضي وتتبقى فقط مرارة وقائع الحياة !!!

آهِِِ يا صديقي ...هل أصبحت الآن رجل عجوز؟؟؟
آهِِ يا وطني المسكين هل اجتاحتك الشيخوخة وتنتظر نهاية رحلتك بعد كل تلك الأعوام المليئة بالعطاء؟؟؟
وكيف لا والفقر والفساد والجوع والأمية والبطالة والسرقة والاستبداد والعنف والإرهاب يجتاح بلدانك .

ومواطنيك يشتهون كسرة الخبز اليابس الفاسدة التي تميت حتى المواشي .
ومن أجل فرصة للعيش الكريم يموتون غرقا ويجلدون بل يتعفنون في سجون الطاغية .
آه ...يا وطني كيف أنتشر الفقر والبطالة والجريمة واجتاح الظلم والفساد وعدم تكافؤ الفرص وسادت مفاهيم الفهلوة والنصب وتراجعت العدالة والتفوق والنجاح في هذه الألفية .

أي عصر هذا الذي نحياه يا إلهي ... !!!
أنه العصر الذي هربنا منه دوما عصر تعالت فيه الشعارات و لم نعد نرى فيه سوى الانفعالات والخطية .

لذا لا تصرخ يا وطني قائلا انصفيني يا جامعة يا عربية ... !!!
أي جامعة تلك التي توهمنا الخلاص فيها عشرات السنوات !!!
أي جامعة تلك التي انتظرنا أن تأتينا بجديد !!!
فلم نجد منها سوى فشل في التعامل مع الأزمات ،عدم اتفاق بين الدول وخصام ونزاعات، وصياغات لفظية فضفاضة مطاطة بلا مفاهيم محددة تسعى لحل المشكلات ، و تغلغل علاقات وضغوط وغضب من أصحاب السيادة مانحين النعم ومقررين مصير الذات .

كيف تعود وتقول يا وطن ... واه ... واه عرباه ؟؟؟
وقد توهمنا إقامة مشاريع عربية تتكامل فيها الوحدة العربية ...
محكمة عدل عربية، وبرلمان دول عربية ، ومجلس أمن عربي، وآلية تصويت،
وآلية تنفيذ للقرارات التي دفنت وفسدت ولا تتناسب مع الأزمات ،فقط كل ما تحتويه كلمات !!!

آه ... يا وطني ... أنت مازلت تحلم و بالبرلمان العربي تؤمن ...!!!
أين نحن من أوهام البرلمان العربي الانتقالي لخمس سنوات واستبداله ببرلمان دائم ، لمناقشة المواضيع السياسة في المنطقة العربية وتفادي مخاطرها وتأثيراتها على الأمن القومي والهوية ، ؟؟؟
نحن معك صدقنا شائعة اهتمام البرلمان بالقضايا التنموية وحقوق الإنسان والحريات في الوطن الذي يعاني فيه كل العباد من القمع والاستعباد !!! .
لكن كالعادة حدثت أيضاََ مشادات واختلافات . !!! وأختلف العرب على الصيغ والعبارات !!!
فمتى يا إلهي سيستيقظ الضمير في هذه البلاد ؟؟؟
ومتى ستسعى لخير الشعوب وتتناسى الذات ؟؟؟
لك كل الحق يا وطني أن تصرخ إلى الله باكيا متسائلا هل تتساقط الآن أوراق عمرك ؟؟؟

هذه كانت قصة رثاء لوطني وتعجب من وطن أصابه الفساد بالوهن فتركه فريس المحن بحثا عن الثروات !!! .
الله قادر أن يتولانا برحمته من الأزمنة الصعبة القادمة .
كليوباترا عاشقة الوطن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل