الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف واللاعنف والنساء

مليحة ابراهيم

2008 / 12 / 22
حقوق الانسان


الحديث عن العنف هو موضوع عميق ومتشابك لدرجة عميقة جدا فالعنف ان صح لنا ان نعطية وصفا هو كل فعل يقوم بة الفرد اتجاة فرد او مجموعة من الافراد بقصد لاسائة اليهم واهانتهم ,وفي مجتمعنا نرى الكثير من صور واشكال العنف بدرجات وصور متفاوتة فما تتعرض لة النساء وما يتعرض لة الطفل من سوء معاملة وما يتعرض لة الرجال من اسائات كل هذا من اشكال العنف .كل اشكال العنف تكون متأتية من جذور عميقة داخل لافراد والمجتمعات حيث انها تأتي على شكل ردود افعال لتصرفات معينة او اجابة لافكار محددة وحتى بالامثال الشعبية (من امن العقاب اساء لادب)والعقاب المتأتي هنا هو العنف ولاهانة
ان البحث في جذور هذا الموضوع هو بحث بجذور شائكة ومواقف عميقة جدا وفي هذا المجال يجب ان يكون الشخص ملما بعض الشيء بموضعات علم النفس ليستطيع اعطاء صورة قريبة من الحقيقة ومن الواقع .وبما ان الكثير من اشكاليات العنف متاتية من جذور عميقة داخل لافراد اذا هي متاتية من سلوكيات وعادات متوارثة ومع لاسف الشديد فتراثنا يعج بهذة الثقافة بشكل كبير وواسع ايضا وكثير ما تفسر هذة لافعال ليس على اساس انها اعمال عنف او اسائة بل على انها بطولة وشجاعة فنجد ان لاب يفتخر بابنة مثلا اذا ما اسائة لشيخ كبير او لشخص مسؤل حيث يعتبر ان ابنة بطلا وهمام وغيور ولايشق لة غبار وبنفس الوقت فان هذا لابن الهمام يعامل والدية وافراد اسرتة بنفس لاسلوب ولايعتبر قاسيا او عنيفا بلرغم من اشكال الظلم والمعاناة التي يعيشها افراد اسرتة وعائلتة فهو بنظرهم بطل شجاع لايشق لة غبارولقد حاول الكتاب والمؤلفين توضيح هذة الصورة ولاشكالية وتفسيرها بان لازمان تتغير وتتبدل كما تتبدل فصول السنة ففي الزمن القديم كان الزمن هو عصر القوة حيث كل شيء يتم اخذة بلقوة وسلاح هذة القوة هو العصى التي كانت الرادع القوي لكل من يحاول ان يغير المقايس لاجتماعية او لاخلاق العامة ولاعراف لاجتماعية ومع تغير الحياة وتغير شكلها ودخول الصناعة للحياة تغير معنى القوة وشكلها وصورتها فلم تعد القوة تعني ضربا او اسائة ولم تعد العصى مخيفة ومرعبة حيث اصبحت الالة هي من يغير شكل الحياة وهي من يصنع الحياة ومعها بدئت تتغير صور الكثير من لاشكال وظهرت مشاكل كثيرة وعديدة فاصبح الفرد بامس الحاجة للتعبير عن مشاكلة والالمة ومأسية وفي عصر الثورة المعلوماتية اصبحت عملية التعبير عن الرأي وعن الهموم والمشاكل ممكنةواصبحت عملية الحوار والوصول الى الحلول الناجحة والممكنة بدون دم وذبح وقتل وتشريد واسائة ممكنة ومتاحة للجميع ,واصبح فعل هذا لابن الذي يسيء الى الكبار بظربهم واهانتهم ليس عملا بطوليا ولا يدل على شجاعة واقدام انما يدل على فعل همجي متأتي من عصور همجية ولاصرار على التصرف بهذة الطريقة يولد الكثير من الظلم والحيف ولاضطهاد والمعاناة ولالم واصبح تعاملة مع افراد اسرتة يعتبر نوع من لاسائة والعنف لذوية
ان العنف يعتبر حالة مرضية وغير صحية وفي اغلب لاحيان ياتي عبارة عن ردود افعال لمواقف او لاراء او لمباديء ومع مرور لايام وتوالي لاحداث يصبح هذا العنف متخذ شكلا اخر فيتحول الى استغلال او جشع او تحايل على لاخر وسلب حقوقة بالاضافة الى لاسائة .ونصيب المرأة داخل مجتمعاتنا كثير ,فالمرأة التي تتعرض الى العنف بصورة مستمرة ودائمة مع مرور لايام سيكون من الصعب عليها المواجهة او المطالبة بحقوقها وادوارها داخل البيت اولا وبلتالي سيكون سكوتها عن اشكال الظلم والجور الذي تلاقية داخل المجتمع امرا طبيعيا وعندها تكون عملية مطالبتها بحقوقها الكاملة ومساواتها داخل المجتمع امرا غريب ومستهجن حتى من قبلها هي وبلنتيجة يكون دورها بلحياة دائما منقوص وغير كامل فهي حتى بلعمل وبلرغم من خروجها للعمل يكون وجودها بجزء كبير منة مظهر خارجي فقط وبلداخل يكون شكلا من اشكال لاستغلال البشع اليها ولجهودها ,ففي المجال العملي نلاحظ ان نصيبها من الترقيات والعلاوات واستلام مناصب ادارية ووضعها باماكن صنع القرار اقل من نصيب الرجل بكثير وايضا بحقها بفرص التعيين يكون حقها منقوص حيث ان لاولوية ولافضلية للرجل على حساب المرأة في العمل حتى لو كانت هذة المرأة تملك مؤهلات ومميزاة وكفائة اكثر من الرجل
ونلاحظ حتى بلحياة اليومية تتم محاسبة المرأة والتشديد عليها اكثر من الرجل فهو رب الدار حامي الديار وهي امرأة كل ما يصدر منها ممكن ان يكون خطاء فهي رمز للشرف المصان والعفة فلايحق لها حتى برفع صوتها والمطالبة برفع الظيم والجور عنها او حتى ان تعبر عن لالم الذي يعتصرها عند تعرضها للاهانات والتقليل من قيمتها ,وفي الوقت الحاضر نلاحظ ان الكثير من النساء يتعرضن للاهنة والتجريح فهي حتى غير مسموح لها ان ترتدي ما يحلو لها والجواب انت امرأة مسلمة ويجب ان تكوني رمز للعفاف ونجد ان هذة لافكار يتم غرسها بلرؤس ومنذ الطفولة ونعومة لاضفار فليس من حق حتى هذة الطفلة ان تختار ما تشاء من اللباس حيث يتم الباسهم اللباس لاسلامي ومنذ نعومة اظفارهم ويكون الجواب هو ان هذا اللباس افضل لها فهي عندما تكبر ستلبس ها اللباس ولذا فمن لافضل الباسها هذا الباس وهي بهذا العمر حتى لاتفكر بخالفة او محاولة التساؤل عن هذا الفكر عندما تكبرحيث ان مخالفة افكار كهذة تكون وبالا عليها وغير محمودة العواقب بلنسبة لها
وياخذ العنف اشكالا كثيرة ومتعددة وتكون لة مسببات كثيرة وعديدة وايضا نتائجة وسلبياتة تكون كثيرة وعديدة فالطفل الذي يعنف كثيرا في طفولتة او يتعرض لمواقف وصور عنيفة كثيرة يكون عبارة عن طفل مازوم يحاول ان يفجر هذا الغضب والعنف الذي بداخلة بكل تصرف او فعل يقوم بة في يبدأ اولا مع اقرانة واصدقائة ومن ثم مع اخوتة واخوانة واسرتة
وفي هذا الخظم نلاحظ ان الكثير من النساء يحاولن تغيير هذة الصورة او محاربة هذا الظلام الفكري الهدام ولكن ادوارهن قليلة ومحدودة فلا يجود اي حراك مدني مجتمعي باتجاة العنف الذي تواجة المرأة والطفل ولايتم توعية المرأة بحقوقها وواجباتها الكاملة ,ولانجد ان هناك الكثير من المنظمات النسوية مثلا تطالب بحقوق المرأة او انصافها من الظلم والحيف الذي يقع عليها فاغلب المنظمات مبنية على ايدلوجيات وافكار حزبية معينة تصب باتجاة محدد والتي تعمل باغلبها على اسكات المرأة واخضاعها وعدم انصافها ,وحتى القوانين و لانظمة لانجد فيها ما يعمل على انصاف المرأة او يعطيها حقوقها بلكامل فحقها بلتعليم مثلا اغلب لاحيان يكون منقوصا وغير منصف فعملية اخراجها من الدراسة وتزويجها وهي بعمر صغير جدا لاتفقة شيئا من معنى الحياة ودورها وبدون اي محاسبة او معاقبة للجهات المسؤلة عنها والتي ترعاها وتهتم بها وبلنتيجة تكون ام متخلفة مستكينة خاضعة حتى وان ارادت التمرد على واقعها لاتستطيع ولاتعرف كيف تقوم بذالك بلطريقة الصحيحة التي تكسبها لاحترام والتقدير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق


.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا




.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي