الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحق في البهجة...!؟

جهاد نصره

2008 / 12 / 23
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


قد لا يشكِّل الحديث عن الأعياد التي تحتفل بها الأقليات الشرق أوسطية كالنوروز عند الأكراد، والقوذلة عند العلويين، والحلو عند المرشديين، وعيد الصوم الكبير عند الإيزيديين، وشم النسيم وكذبة الأول من نيسان والقداس والنياشين وأكيتو وغيرها الكثير إضافة جديدة..! ذلك، لأنه بات معروفاً أن كل تلك الأعياد هي ذات العيد من حيث التوق إلى البهجة الجماعية المشتركة وهي حالة إنسانية خالصة وقد لا تختلف في المبنى والمعنى غير أنها تتميز عن الأعياد الأخرى التي لها مرجعية لاهوتية صرفة من حيث أنها مجرَّد فرصة سنوية لاقتناص البهجة البعيدة عن التهويمات الروحية التعبدية التي تزخر بها الأعياد الدينية فمعظمها مرتبطٌ بالمواسم الزراعية والتجارية والمناخية وبالخير والشر والنور والعتمة والحق وغير ذلك.
إن استمرارية أعياد الأقليات المغلوب على أمرها تمثِّل إعادة إنتاج متجددة لمفردات مقاومة مجتمعية تاريخية للطغيان الاقصائي فتبقى حيّة على الدوام لتزخر بها الثقافة المتوارثة عبر الأجيال منذ مئات السنين إن لم يكن آلافها حيث ابتدع الإنسان طقوساً احتفالية وقت أن بدأ يتعرف على الطبيعة كمكان بلا حدود وعلى الزمان كفضاء ومدى للمكان..! غير أنه مع مرِّ الزمن راحت ساحات الأعياد تتحول من أمكنة للبهجة إلى ساحات وغى, وظلمة، وتعسف، وإقصاء..!؟ وهو ما يحدث اليوم في معظم البلدان الإسلامية الأمر الذي يعطي للحديث قيمة مضافة عدا عن كونه في حدِّ ذاته تعبيرٌ عن لحظة وفاء في سيرورة الحياة وبخاصة إذا كانت حياة عكرة يغلب فيها اضمحلال الضمير إلى حد كبير...!؟
لكل قوم صغر أم كبر تاريخه ولغته وثقافته وأعياده وفولكلوره وعاداته ومذهبه وأساطيره ومن المفترض باللغة الإنسانية احترام كل ذلك بالجملة والتقسيط فنكران هذه الحقائق التاريخية أو تشويهها بهدف وأد تلك الفرص التي كرَّستها الأقوام خلال مسيرة حياتها لاقتناص البهجة الموسمية واحتفائها بالحياة لهو أمرٌ شاذ وهذا الشذوذ يتمظهر عادةً بالسلطوية السياسية الاقصائية وبالاستبدادية الدينية المركزية وما هو شاذ في الحياة يبقى مستهجناً ومداناً ولا ديمومة له مهما تمنطق بقوة الأمر الواقع وصرامة الثقافة المهيمنة..!؟ إن ما تعانيه الأقليات المختلفة في معظم البلدان العربية أصبح مخجلاً بلغة العصر ومعاييره الإنسانية ولا مندوحة أمام المتنورين أينما كانوا من التعبير المستمر عن تضامنهم وإعلان ذلك في كافة المحافل فمثل هذا العمل لا يقل أهمية عن الانشغال بالقضايا السياسية المباشرة والآنية وإن كنا نظن أن المنشغلين في إنتاج بويا لتلميع الأحذية الفردية والسلطوية لا يلتفتون إلى مثل هذه القضايا التي لا يمكن أن يروها إلا صغيرة صغر مثقافاتهم العنينة فأنا لهم أن يروا البهجة التي ترتسم على وجوه الناس البسطاء في القرى والدساكر وهم يحتفلون بأعيادهم ومناسباتهم المعلن منها وغير المعلن..! وأنا لهم الشعور بذاك الفرح والأمل بالرغم من كل ما يحيق بتلك المناسبات من جحود..!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟