الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخلوقة من طين...!

بان ضياء حبيب الخيالي

2008 / 12 / 23
الادب والفن



حين انتويت عناق السماء والضياع في دنيا الفراشات مزقت شرانقي البغيضة وتخلصت من صنوي الشرانق الوضاعة والعفن ....واستعرت لي جناحين من غيمة ....
استقبلتني قبائل النجوم وملئت ملائكة المطر جيوبي بالئالي والضياء كدستها في روحي المشتاقة للضّي ...فأغرقتني كرمال فرشت أرض المحيط ....لؤلؤة منها نبضت ...أخرى تنفست ...وواحدة نقت لي دمي من أسقام قديمة ....أحسستني أصبحت يكونني الندى كلؤلؤة في محارة تلفها الغيوم الحانية...إلا إن إحدى دقائقي كانت تحترف خَزنَ الذكريات...ذكرتني بوشوشة الأوراق حين يلثمها المطر أو حين تعتريها نسمات تلاعب خضرتها بحنو .... ذكرتني بندى فجري المضمخ بالشذى ، باحتضاني لعش صغير في البعيد ...ربتت حينها على وجنتي قداحة بيضاء تفتحت لتوها ....فأرقت جذلي ....عدت أتوق للرسو في موانئي بعيدا ًعن المنفى
لا تلمني إن تعثرت بغيمة ....أو إن كبتت أنفاسي نسمات الأثير الشفافة.....فأنا مخلوقة من طين أخضر ......أهوى صحبة الورد والأطيار واحتضان ملايين فراشات الضي وهناك في بلاد السماء البعيدة احتضنني الفراغ وبسبب غلبة الضباب في مدن الغيوم انتابني العمى ....فتعثرت بأذيال غيمة وحين أفقت قرب أصيص زهوري ....منحتني أمي قبلة الرجوع فعاد لي بصري ...وقبلت طينها ....علمت حينها إنني أعشق أن أبقى غُصينا ًصغيرا ًفي شجرة شرانق من أن أرحل في الأثير ......تائهة من دون أم .....!
.............................................................................................................................
(غفوة...!)
كان وهما أبعدني خارج المعقول أوصلني لحدود اللامعقول لتلك الأزمنة ألا متناهية من الضياع من النوم لسنوات من البرد اشتريتها بثواني من الدفء الزائف ......رذاذ البحر يتطاير من حولي ....يبعد عني إغفاءة كانت قصيرة طويلة....لا تزال في النفس رغبة جامحة في الكرى والأحلام ...لكن الواقع يسحبني وتشدني الحقيقة بإلحاح بغيض لها ...الشمس...البحر....الهواء ...أتمنى أن تأخذني تلك القوافل الهادرة من البعيد معها نحو البعيد نحو عالم الصدق العاجي الناصع والقاسي ....أنا أتخبط في عالم من الفيروز الكاذب وافتقد دوما جبال العقيق الصادقة
تتأرجح أرجوحتي الوردية بين رغبة في إبحار اورسو كلاهما يجب أن يكون أبديا ً...هو هناك ينتظر أن أفيق من صحوتي وأعود إليه
سيجارته الخمسين تنتحر تحت قدميه عند الشاطئ...الدقائق تنتحر والسجائر تنتحر الكل يتحول الى رماد ....أما روحي التي كانت رهينة الجسد فقد ارتشفت الموت ببطء وسكينة حتى تحولت هي الاخرى الى رماد ....هو أيضا ًينتظر أوبتي ....أوبة الروح لجسده ...طال إغفائي في عرض البحر .........أراه على الشاطئ ولا أراه في داخلي .......أ ترآه.... رحل ........؟
.............................................................................................................................
(همسات قشّة)
أجدف وحدي ....وتصعد الأمواج بي نحو القمر تارة وتسحقني بين صخور القاع طورا ًكلت يداي وكل قلبي .....ألفُّ وحدتي في صاري الأمل ....ألوك الصبر عسى أن يشق ليلي وميض فنار مهجور...يرحمني من صروف أقدار بحرية لا ترحم... ديدنها المد والجزر والأمل المشرب باليأس ....أحيانا يصمت المحيط أمامي....لا أكاد أتبين أنفاسه المترددة بوهن....هل هو يتعب مثلنا ؟
أحس المحيط يصطخب أحيانا في متاهات فكري المتشعبة ....أأنا منه أم إن به بعض مني..؟
اهمس لنفسي واتارجح في قاربي كأنني قشة...!
أجدف ....وحدي بنور الفجر ...بثورة وصخب الموج ....بليالي المحيط الموحشة أجدف كل عمري .....لا فنار يتلقف خوفي ولا ميناء تسند أقدامي المتعبة من عدم الاتكاء على أساس
صلب ....!
أنا والملل ومجدافي والمحيط المحتضن برحابة كل أيامي أنام على ترنيمة موجة وأفزع لهدير جبال متخاصمة تلعب حولي لعبة نسيتها منذ الطفولة .... تزعق النوارس خوفا أحيانا ًًوتسكر ضحكا ً....وأنا ارقبها ... اتسائل بهمس يبتلعني الصمت ...وأعود لأجدف ....قشة.... تتأرجح بملالة ....هو قدري أن أبقى....وحدي اتسائل ....و أجدف........!
..............................................تمت........................................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلمت يداك
زينب محمد رضا الخفاجي ( 2008 / 12 / 22 - 22:48 )
الحبيبة بان الخيالي
لانك تتسلقين سلم الابداع بروعة وتاني..تحصدين النجاح مع مثابرتك...كل حرف تكتبيه احس انني عشته معك


2 - بسمات
بان ضياء حبيب الخيالي ( 2008 / 12 / 23 - 05:03 )
الغالية زينب
تخيلي نفسك قشة واتركي التفكير بالامواج وابيها المحيط وتأملي في الكون الفسيح .....تأملت اليوم فوجدت صباحي يكون اجمل حينما تكونين معي


3 - ياسلام على الروعه
reem ali reem ( 2011 / 5 / 14 - 20:11 )
(همسات قشّة)
أجدف وحدي ....وتصعد الأمواج بي نحو القمر تارة وتسحقني بين صخور القاع طورا ًكلت يداي وكل قلبي .....ألفُّ وحدتي في صاري الأمل ....ألوك الصبر عسى أن يشق ليلي وميض فنار مهجور...يرحمني من صروف أقدار بحرية لا ترحم... ديدنها المد والجزر والأمل المشرب باليأس ....أحيانا يصمت المحيط أمامي....لا أكاد أتبين أنفاسه المترددة بوهن....هل هو يتعب مثلنا ؟
أحس المحيط يصطخب أحيانا في متاهات فكري المتشعبة ....أأنا منه أم إن به بعض مني..؟
اهمس لنفسي واتارجح في قاربي كأنني قشة...!
أجدف ....وحدي بنور الفجر ...بثورة وصخب الموج ....بليالي المحيط الموحشة أجدف كل عمري .....لا فنار يتلقف خوفي ولا ميناء تسند أقدامي المتعبة من عدم الاتكاء على أساس
صلب ....!
أنا والملل ومجدافي والمحيط المحتضن برحابة كل أيامي أنام على ترنيمة موجة وأفزع لهدير جبال متخاصمة تلعب حولي لعبة نسيتها منذ الطفولة .... تزعق النوارس خوفا أحيانا ًًوتسكر ضحكا ً....وأنا ارقبها ... اتسائل بهمس يبتلعني الصمت ...وأعود لأجدف ....قشة.... تتأرجح بملالة ....هو قدري أن أبقى....وحدي اتسائل ....و أجدف........!

اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي