الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المدرسة التي ارادت ان تخرجني ...هي ذاتها التي خرجت بن لادن ورموز الارهاب ..!!

علي السعيد

2008 / 12 / 23
سيرة ذاتية


ارتباطنا في الدين جاء بتأثير العادات والتقاليد التي نشأنا عليها في بيئة موبوئة داكنة , كقول عمر الخيام (لبست ثوب العيش لم أستشر...وحرت فيه بين شتى الفكر ) ,لم يكن حضور الدين فينا الا بالخوف والترهيب فهي الصفة الشائعة ,كانت ولا زالت ,في التربية والتهذيب .الخوف من النار وجهنم ...منذ كنا صغارا ...ولدي على ذلك القصة الواقعية القصيرة من حياة طفولة ارادوا لها ان تكن كما هي حال رموز الارهاب اليوم .كنت واخي وشلة كبيرة من الاطفال في حلقة دراسية دينية , منذ نعومة أظفارنا , في العطلة الصيفية ,بعد اكمالنا الصف الاول الابتدائي في منتصف الخمسينات من القرن الماضي . كان المللا معيوف , صاحب العصا الرفيعة الطويلة واللحية البيضاء الطويلة , يعلمنا قراءة القرآن وتلاوته , وفنون التهديد بعذاب جهنم ونار جهنم والنار التي تشتهي المزيد ...والمزيد . كان يجلس الى يساري اخي والى يميني ابن جارنا , كان من عائلة نجدية محافظة ,ظعيف البنية , حنطي البشرة . كنا نجلس على الارض اثناء الدرس , وعصا المللا معيوف لطولها فانها تصل الى أبعد تلميذ , ممكن أن تفاجئه ظربة خاطفة تطيح بجزء عمه الذي بين يديه . يبدأ المللا ...كعادته كل يوم , التلويح بالعصى , وتلاوة الاية التي في منهاجه ونردد عليه بنغمة طفولية بريئة , شرط أن نتمايل باجسادنا ورؤسنا مع نغمات التلاوة والتجويد . كان اخي الذي يكبرني بعام واحد فقط ,ذكيا مشاكسا حركا , ياكل الحمص بخلسة وسرية , وفي تفسير لاية ما ...فيها من التهديد والوعيد ومن الرعيد والنار والعفريت ...فإذا باخي يسال دون إذن أو إستاذان ...ماذا يريد الله منا نحن نصلي ونخاف ونقرأ القران لماذا يهددنا بالنار والعذاب والحديد ..؟ أين نذهب لنشتكي من الله ...؟ هكذا قالها بعفوية وبراءة ...وهي رد فعل طبيعي في مصنع الخوف والرعب ..!! ومن طفل موهوب ومتفتح بعقله للحياة والتعلم .جاء الرد قاسيا ومباشرا بضربة عصا على الرأس ثم نهوض المللا من مكانه , نهض ليهيأ ادوات ( الفلقة أو الزوبة أو التجحيش باللهجة الخليجية ) صرع أخي أرضا وألبسه أداة التعذيب وبدأ بالضرب على راحة قدميه , بعصى غليظة وقصيرة ,حتى أدماها ونزفت دما وتغير لون القدمين مابين الاحمر والازرق والاصفر . ثم قام الجلاد معيوف بتكبيل قدمي اخي ويديه ورفعه للاعلى ليضعه في شباك يعلوا عن الارض بما يقارب الثلاث امتار ( بما يسمى في اللهجة الشعبية الرازونة أو الدريشة ) وأجلسه فيها لفترة انتهاء الحصة . في تلك الاجواء الرهيبة بال الكثير من زملائي على ملابسهم , وانا واحدا منهم ايضا , دون أن يبالي الجلاد بذلك . واستل عصاه الطويلة ليصرخ بنا ...إجلسوا هكذا سيكون عذابكم يوم تحشرون !!! ثم استمر في القراءة والتلاوة ...تبت يدا أبو لهب وتب ...وما كنا نفهم ونستوعب غير ( الزوبة ) واللهب وأمرأته حمالة الحطب ...بعد إنتهاء الحصة أنزل أخي , والحمص يتساقط من جيبه , الاإنه غير قادر على الوقوف وغير قادر أن ينتعل نعليه , والكثير منا , رغم التبول على ملابسنا ,نبكي ... وما من منقذ او مستجيب ..!!.خرج الجلاد ... وساعدت أخي ان ينهض ولكنه وهو يهم بالوقوف ناشدني أن نهرب ...هربت معه والطفل النجدي الى خارج المسجد لنستنجد بدار (الاغوات)...تلك الدار التي كان يسكنها رجال خصيان أنذرهم أهلهم وابائهم لخدمة المساجد والجوامع ..!! ماكنت أعرف , ولازلت , مامعنى (الاغوات ) الا أنني فهمت من هم حينما كبرت ونمى عودي . هؤلاء الرجال تم إخصائهم منذ كانوا أطفال ,وينحدرون من جنسيات مختلفة , من اليمن والجزيرة العربية وافريقيا . تم ترحيلهم الى مكة بعد عام 68 ليخدموا مناطق العبادة فيها . كانوا هادئين في تصرفاتهم وفي منتهى الرقة والادب , ولم يكن معظمهم ملتحي , اعتقد بسبب قطع الخصوبة عنهم وتاثيرها عليهم منذ الصغر , سبب في تخلف علامات الرجولة عليهم . التجأنا اليهم مذعورين مرعوبين , قام مجموعة منهم بالاهتمام باخي ومداواة جراحه وغسل وجهه ويديه , وقدموا لنا الماء في كاسات نحاسية نظيفة ومن ( الحبانة) وهو إناء فخاري يستعمل لتبريد الماء والشرب منه .كان أشباه الرجال هؤلاء...في منتهى الرقة والود والحنان . في اليوم التالي عجز اخي من النهوض صباحا , واعتقد إن أبي قد أمر بأن يترك أخي تلك المهزلة ليبقى جليس البيت . أمرت أنا وصديقي النجدي بالاستمرار في االدوام , رغم المهزلة , ورغم ماتركه المللا في نفوسنا من خوف وارهاب . ولكن هذه المرة قررت أنا والنجدي وطفلين أخرين الذهاب الى محطة قطار ( نظران) بدلا من الذهاب الى ابي لهب وحمالة الحطب , أي الهروب من المللا معيوف ومسلخه وعصاه , استمرت حالنا هكذا اياما ,بدل التوجه للجلاد معيوف , نتوجه الى محطة سكة القطار لنتمتع بالحرية والبساتين والنخيل والشطوط . حتى علم اولياء أمورنا بالهروب فقرروا ترك الملا وعصاه وتبت يداه .أي دين هذا ... وأي تربية وتهذيب ..!! إنها مدارس لصناعة الخوف والارهاب خرجت على الطريقة تلك الاف من الارهابيين والقتلة والسفاحين , وصنعت اجيالا من الشذوذ والمجاهدين . أعتقد مدرستي هذه ...هي عينها التي خرجت بن لادن والملا عمر والظواهري ...ولم يكن هذا غريبا وبعيدا . تلك المطابخ فشلت في بيئتي (العراق ) لاسباب منها وعلى مااعتقد وجود مناهج مدرسية تنهج المنهج العلمي , وعي الكثير من الاباء واولياء الامور , وجود الفكر الاشتراكي والعلمي وعلى قمته الحزب الشيوعي بين فئات عديدة من المجتمع ,في البيت , المدرسة ( الكادر التدريسي ) , الشارع وقيادته الشارع العراقي لسنوات طويلة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اطفل ابواه... يؤسلمانه او شيوعيانه او...؟
سلام العماري ( 2008 / 12 / 23 - 14:41 )
اخي العزيز علي السعيد, عندما نريد مناقشة اي فكر سواء علمي او خرافي لابد اولا من تناول الفكر النظري, والا سقطنا في متاهات لن نصل الى نتيجه مقنعه بشكل واضح ودامغ لايمكن الفرار من نتيجته. فانت تناولت ما قام به مله يدرس الاطفال وفي زمن الخمسينات, وهذه الظاهره التربويه السيئه المدمره للانسان, انما هي موجوده في كل المدارس سوء الدينيه او الحكوميه. وهي موجوده في الوطن العربي قاطبة كما هي موجوده في اوربا.صحيح بداية سن القوانين كانت في فرنسا سنة 1886م.
اعطني ايه او حديث عن محمد يقول بالضرب...نعم هناك موجود ولكن يحدده بالضروره وان لا يؤذي الطفل وان لا يكون اكثر من ثلاث ضربات ولا تترك اثرا وبعلم واذن ولي الامر كوالده.

اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا