الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعارات ديمقراطية !!

عبد الحميد العماري

2008 / 12 / 23
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


كلما أقترب موعد أية أنتخابات عراقية سواء أكانت (مجالس محلية أم برلمانية)، ينبري المرشحون أمام عدسات الكاميرات لأستعراض عضلاتهم الوقتية، والناتجة عن استخدام عقاقير سياسية ينتهي مفعولها ريثنا يسدل الستار عن ألأنتخابات ، لكن الجديد قبيل إنتخابات مجالس المحافظات المقبلة ، أن أغلب المرشحين صاروا يتحدثون عن ضرورة منح المواطن حقه الكامل في صنع القرار السياسي أو التشريعي دون ذكر الآلية المناسبة لتحقيق ذلك ، وهي واحدة من الشعارات الجديدة التي ما طرحت من قبل ، لكن المعطيات الموجودة على ألأرض تفيد بأن المواطن العراقي لم ولن يصدق ما قيل ويقال حتى ألآن ، بل أن أغلب تلك الكيانات التي تطرح نفسها اليوم صارت مثار سخرية الناس .
إن الحديث عن الديمقراطية في العراق اليوم من جانب تلك النخب السياسية أشبه بمن يغني في الحمام ليطرب نفسه حتى يظن أن صوته يطرب الملايين ،ثم يتبدد هذا الوهم حال الأنتهاء من الأستحمام ، وببساطة شديدة .. فأن هذه النخب المتوفرة في البازار السياسي لاتؤمن بالديمقراطية مطلقا ، ومنذ تأسيسها وربما البعض منها يعود تأسيسه الى عقود طويلة من الزمن .. لم تشهد تغييرات في قياداتها إلا في حالات الوفاة أو القتل، ومنهم من صار يعقد المؤتمرات الحزبية التي تشبه أنتخابات الـ(99،99%) المنتشرة في العالم العربي منذ عشرات السنين ،ولم تكتف هذه النخب بذلك، انما شكلت أجهزة قمع حزبية لكوادرها وقياداتها التي تحاول التجديد في الرؤى وألأفكار ، وإسكات كل من يحاول ألأعتراض على هذا التوجه أو ذاك ، ولنا شخصيا صداقة مع أغلب القيادات السياسية الحالية مذ كنا في المعارضة العراقية ، ونعرف الكثير من الوقائع والأحداث التي قتل فيها من قتل ، وشرد من شرد ، وكممت أفواه الكثيرين ممن صدقوا أنهم يعملون في ظل أجواء تنافسية حزبية صحية وصحيحة تخدم بالتالي مصلحة البلاد والعباد، ومن هنا يأتي السؤال الملح .. وسط هكذا بيئة ضبابية تصارعية تهالكية على المناصب وألأمتيازات الحزبية .. هل يمكن أن تنموا الديمقراطية ؟ الجواب قطعا لا ،لأنها ببساطة تحتاج الى مناخ ملائم، تتوافر فيه كل المقومات اللازمة للنمو ،فضلا عن توافر الرغبة الصادقة لغرسها وقيامها على نحو أمثل .
لقد جرب العراقيون طيلة السنوات التي أعقبت سقوط النظام المقبورهذه النخب ، سواء التي شاركت أو لم تشارك في العملية السياسية ، والعراقي بطبيعته يعرف كيف يميز بين الصالح والطالح من بين هؤلاء كونه شهد حقب سياسية مختلفة في تأريخه منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد ألآن ،وإذا ما إستثنينا الأحزاب الكردية التي تعرف ما تريد من الأتحاد ( ألأختياري) مع باقي مناطق العراق .. فأن جميع القوى السياسية ألأخرى ليس لديها تصور واضح المعالم لشكل العراق المستقبلي ،كما لاتعرف ماذا تريد بالضبط ، أو ربما تتخوف من ألأعلان عن أهدافها في الوقت الراهن على أعتبار أن البعض منها لديه أجندة تقسيمية تحمل عناوين نظام الفيدراليات تارة ، والمحافظات غير المرتبطة بأقليم تارة أخرى ، تماما كما حصل مع احدها من الذين جربوا العمل وفق طريقة استخدام الجرعات حينما أعلن عن ضرورة قيام إقليم الوسط والجنوب والذي يضم تسعة محافظات ، إلا أن رد الفعل العكسي الذي شهدته الساحة العراقية وقتذاك ،دفعته لتأجيل الموضوع ووضعه في سلة مجالس المحافظات المقبلة ،لذا فأننا نشهد اليوم حراك سياسي على هذا النحو ، وهناك إعتقاد من أن إقليم البصرة الذي يجري التحرك بأتجاهه هذه الأيام ، أتى بدفع من هذه القوى رغم أنها أعلنت تحفظها على تشكيله ،وبتصورنا أيضا أن المجالس التي سوف تصل الى مواقع المحافظات سوف تكون كبش فداء أو حقل تجارب للأحزاب والقوى التي تقف ورائها وربما ينتهي بها الحال الى أن تستقيل إذا ما فشلت في تمرير وتنفيذ قانون الأقاليم المزمع تطبيقه منتصف العام المقبل ، وهو ما أكدت عليه بعض القوى التي تسعى جاهدة لتشكيل أقليم وخصوصا في محافظات البصرة وميسان وذي قار والمثنى كمرحلة أولى ، ومن ثم تأتي الخطوة التالية نحو تشكيل أقليم واحد أو أقاليم في محافظات الفرات ألأوسط .
أننا نعتقد جازمين من أن هذه القوى التي ترفع شعارات الديمقراطية اليوم سوف تنسفها بعد أن تحقق مآربها في تقسيم العراق على أسس طائفية وعرقية وربما مناطقية وصولا الى العشائرية .. سيما وأن أحزاب السلطة اليوم سارعت منذ نحو عام تقريبا الى تعيين أبناء شيوخ العشائر والوجهاء ممن لديهم سطوة بين أهلهم ومناطقهم .. نقول تعيين أبنائهم في سفارات العراق في عدد من الدول العربية وألأجنبية الى جانب تعيين البعض ألآخر منهم في مناصب مدنية وعسكرية داخل العراق ، إستثناءا من عامل الشهادة والكفاءة والخبرة ، ضمن إطار كسب الأصوات والولاءات لأنتخابات مجالس المحافظات هذه ، تمهيدا لكسب ذات ألأصوات في ألأنتخابات البرلمانية المقبلة بعد عام من ألآن .. فيصبح شعار هذه ألأحزاب (ظل البيت لأم طيره) .. فهل يعي الجميع خطورة ذلك؟

كاتب وصحفي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قل لي من؟؟؟
سلام العماري ( 2008 / 12 / 23 - 12:48 )
اخي العزيز العماري, المقاله رائعه, لكن لي ملاحظتين:- 0
انت لم توضح من هي الاحزاب التي تتحدث عنها؟؟؟ قد عرفت
قل لي اي حزب عراقي لم يتمسك قائده المنصب حتى الوت؟؟؟

اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب