الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام العراقي يحن لكبت الحريات ويطالب بعودة سياط الجلاد ورئيس الحكومة يرفض ان يعودوا صدى السلطان

سلام فضيل

2008 / 12 / 23
الصحافة والاعلام


عندما بدء نظام المواطنة والعدالة بالتلويح للمساواة في الولايات المتحدة كان الاعلام هو من يهدم جدران الصمت وعتمة الخوف ليعبر على شعاع ضوئه كل الناس حتى يصلوا وسط القرية حيث ساحة رقص الاعراس وما حولها من افراح فيعلقوا قصة رحلة حياتهم فوق جذع النخلة بين السعفات وعثوق التمرات‘
وراحت تعدل ما فيها من ميلان اهتزار الريح ورشق الامطار واعتام اللون‘ وتجاورها بما يبقيها عند كل هواة الحرية تلك المعشوقة وهما الحالم بارتشاف سحر شفتاها حد الذوبان والدوران عند جرف النهر وتحت خيال الاشجار حتى تلتصق الاجساد عند الاجساد‘ .
وهذه البداية كانت قبل اكثر مائة عام في الولايات المتحدة الامريكية‘ويعرفها ويمارسها كل المائة وخمسون الفا‘ من جنود الجيش الامريكي في العراق‘
ومنهم ذلك الذي هاجم وزير الدفاع السابق رامسفيلد عندما كان في زيارة لاحدى وحدات الجيش الامريكي في العراق وظلت كلماته وصورته بلباسه العسكري تظهر بصدركبرى وسائل الاعلام الامريكي والعالمي ‘ وهو يصرخ بوجه وزيرالدفاع‘ بالرغم من تعلمه من ان الجيش يستمد قوته من ضبطه العسكري‘
ولم يطالب بمحاسبته حتى حرس رامسفيلد الشخصي‘بل كان اللوم على من قصر في تجهيزاته العسكرية مما اشعره بالحيف ‘ الذي دفعه ليقول عن كل ما راه وسمعه من رفاقه في الوحدة او ممن التقاه في فترة تدريب مشتركة .
ولان ثقافتنا ثقافة الجمود حد التكلس ومن يحاول التفلت من صحراء كهوف البدايات فيعد من الخارجين على الدين والعادات إن لم يكن صار كافرا وحل قتله مثلما يفعله كل يوم وحوش الارهاب التكفيري في افغانستان وباكستان‘ والمغرب والجزائر‘ وبقايا الصومال‘ والمستقدمين للعراق ‘حيث القتل يتم على ملامسة يد حبيب او صديق وظهور البسمة واطراف الخدين.
وعندما كان صدام الدكتاتور او اي من نظامه يلتقي بوسائل الاعلام لااحد ينتظر غير المديح والتملق التأليهي الاستعبادي‘ولكنه في بعض الحالات يأمر احد المعتمدين ان يطرح سؤالا فيه بعضا من ملامح النقد لحارس فقير في احدى مدارس القرى البعيدة فيعدها الطبالين على انها ثورة الحريات دون خجل او حرج من سخرية الناس على ثقافة بلد وليس على نظام صدام الدموي الجلاد‘
ويوم امس الاحد21-12-08 مساء حيث التقى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ممثلين وعاملين في وسائل الاعلام العراقي لمناقشة قضية منتظر الزيدي‘
فكان اللقاء لايختلف حتى في عبارات التملق المسيئة لقائلها قبل غيره مما كان ايام صدام إذا ما رفعت عنها صورة المالكي واحد الصحفين عمره في الطريق الواصل بين الخمسين والستين‘
حيث كان هو والمالكي وحدهم الغرباء
وسط فريق لم يعدل طرف ردن قميصه عن ثقافة صدام ونظامه الساقط‘ حيث حب التملق وكبت الحريات‘وكان اكثرهم بؤسا ممثل احدى القنوات الفضائية التي تبث من احدى مقاطعات المشايخ التي خرج منها نظام صدام قبل سقوطه بثلاثة عشر عاما ولم تمر بها رياح التغيير فظلت وفية لجمود نا عند بادايات تشكل القبيلة‘
كان هذا الاعلامي قد طالب يوم امس رئيس الحكومة بمحاسبة رجال الامن ولجان الرقابة التي قصرت في مراقبة وسائل الاعلام واعتقال من يشت عما يريده من في يده السلطة والمال ‘ومعاقبته اي من لايكون صدى الشيخ هو والوسيلة وكل العاملين بها ومن نشرت او بثت له رأي في مقالة او اولقاء وان يجلدون و يحاكمون بتهمة الارهاب الوحشي ؟
فكان كلامه محرجا لرئيس الحكومة ومحزنا لبعضا ممن كان يجلس قرب الستيني حيث ترك سؤال المالكي وتوجه الى صاحب ثقافة نظام صدام الاستعبادية‘وراح يعدد له وبحزن الخائف من الفقدان عدد وعمل واسماء لجان الاشراف والتابعة والترخيص لوسائل الاعلام العراقي الان
والكثير يتمنون التقليل منها او ازالتها كي نلتحق بعالم الحريات. ‘ وصاحب طلب رقابة الاعلام واعتقال واغلاق وجلد العاملين فيه من غيرصدى الشيخ ‘ لم يقل ‘إن كان يتحدث بأسم القناة وهذا سيكون محزنا حد الالم‘ ام بأسمه الشخصي؟ مثل ما قال اثنين من زملاء منتظر الزيدي العاملين في قناة البغدادية وكانوا هم ومنتظر قد تدربوا معا في مركز الدراسات الذي يعمل فيه استاذ علم الاجتماع فالح عبد الجبار في بيروت
حيث تحدثوا باسمهم وكانوا اقرب الى ذلك الستيني الخارج عن فريق (الطبله)‘وهنا ليس الموافقة او الرفض لما فعله الصحفي منتظر الزيدي فالمالكي والستيني وزملائه من البغدادية قد رفضوا ما فعله منتظر
ولكن المالكي قال نرفض ان يعود الاعلام صدى السلطان او من بيده السلطة.
ولكن ان يطالب صحفي يعمل في فضائية عراقية تتحدث في بعض الاحيان عن الحريات وتلوم ظلمة الدكتاتور‘
بان تكون وسائل الاعلام تحت اشراف شرطة الامن والاجرام ويحاكم كمجرم ارهابي من تفلت منه كلمة او فردة حذاء قرب مسامع شرطة السلطان؟
فمثل هذا حتى نظام صدام الاكثر سحقا لحياةالانسان قبل الحريات لكان سيأخذ بالتخفيف من هذه الشروط المحزنة لكل الناس قبل الاعلام
ليس في العراق الذي قال بوش سيكون مثالا للمنطقة في الحريات والعدالة والمساوات بعد سقوط صدام‘بل هذه مضحكة لعسكر الانقلاب الموريتاني وحكومة بقايا الصومال بعد صرعة انتشار القراصنة من على شواطئه‘
وكي يكون الكلام اكثر تأكيدا‘ يمكن الذهاب الى موقع وزارة الخارجية الامريكية وقرأة ما تمثله حريات الصحافة والاعلام‘قبل مائة عام في الولايات المتحدة وما يطالبون به انظمة القهر في العالم الثالث واولها العالم العربي الاسلامي
حيث من دون حرية الصحافة والاعلام كما هم يؤكدون‘ لايمكن الحديث عن ديمقراطية وعدالة وتنمية ثقاقية واقتصادية وقبل ثلاثة ايام كان من يتصدر نشرات الاخبار الرئسية في قناة جورنال الهولندية هو رحيل الصحفي الامريكي الذي كشف ووتركيت وتمويل حرب العصابات التي صارت من بين اهم احداث التاريخ .
ومن على قناة الجزيرة برنامج ما وراء الخبر كان موظف قانوني كبيرسابق و مدير مركز دراسات امريكي الان‘ ومعه سفير مصر في اسرائيل السابق وهو مختص بالقانون الدولي حيث علقوا مساء يوم حادث رمية الحذاء‘ على العقوبة في حالة عدم تنازل المتضرر في الدستور العراقي ودساتير انظمة المنطقة القمعية‘
حيث لايوجد لها ادانة قانونية وتعد نوع من انواع المداعبة الساخرة التي تزيد من شعبية المتضرر منها في العالم المتقدم حسب ماقال القانوني الامريكي
واكمل القانوني الاميريكي حيث قال إن الرئيس بوش و الذي سيحل من بعده اوباما سوف لن يعيروها اي اهتمام اكثر من انها مزحة شابها بعضا من الخشونة وهي بداية تلاشي خوف السلطة وبداية حرية المواطنة.
وكل بداية بالتأكيد لابد وان يكون فيها شيئا من المزاح الخشن المتناثر من لهيب جحيم الرعب و حزن احبة قتلوا ودفنوا تحت تراب جموع المقابر‘
واحلام امهات وحبيبات تكسرت وتهات بين وحشة ظلام وسياط سجون نظام صدام الجلاد‘
وترشيدها اي الحريات‘ يكون بالتعالي على الثأر والقسوة وعدالة تأخذ بما تخلفه ظلمة ليل الشتاء الطويل والم جروح اهلها.




















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس


.. الإعلام الإسرائيلي: تل أبيب ترفض شرط حماس بالحصول على تعهد م




.. ياسين مكاوي مستشار الرئيس اليمني يكشف أسرار وخبايا أنظمة الي


.. روسيا تجري تدريبات عسكرية تشمل قاذفات صواريخ نووية متنقلة




.. -الإسلاموفوبيا-.. عنصرية غربية أم صناعة شرقية؟