الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة العرقوبية

علي الانباري

2008 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



رحم الله عرقوبا فقد كان مثالا في اخلاف الوعود حتى قيل في من يعد ولا يفي -مواعيد عرقوب-
وحكايته في التملص عن الوفاء معروفة كما اوردها الميداني في كتابه المشهور -مجمع الامثال-.
هذا الاستهلال يجرني الى الحديث عن القوائم الانتخابية ووعودها العسلية للناس فكل قائمة تعدهم
بانها سوف تنزل عليهم مائدة من السماء وتطعمهم المن والسلوى كما فعلتها ذات يوم قوائم سالفة
شاركت في انتخابات البرلمان ومجالس المحافظات تبين بعد حصولها على مآربها بان مواعيدها
نسخة مكررة عن مواعيد عرقوب وان ما قدمته للمواطن هو قبض الريح ووجع الرأس والفاقة
والحرمان.
ففي السنوات السالفات لم يقدم القائمون على الامور للشعب المسكين الا فتات ما ياكلون هم واذا
ما طالب المواطن بحقه رموه بشتى التهم والسهام المسمومة وقيل عنه ما يعيب وكأن هذا المواطن
ما عليه الا السمع والطاعة في حضرة المسؤول الذي يتحجج بانه منتخب من الجمهور .
لو كان ما يطالب به المواطن فوق طاقة هؤلاء لمنحناهم العذر وقلنا ان الظروف التي مر بها
البلد لا تسمح للحكومة بتلبية متطلبات الجماهير ولكن ما يطالب به المواطن لا يكلف الدولة الا
النزر اليسير فتبليط شارع ترابي داخل احدى المدن العراقية لا يحتاج الا الى مبلغ زهيد يدرك الجميع
ان الدولة لا تنوء به كذلك توفير الماء الصالح للشرب لاحد الاحياء هو امر تافه قياسا الى البذخ
القاروني الذي بات اكثر المسؤولين يناله بيسر ودون حساب.
ناهيك عن دواء المستشفيات التي لا يملك قسم منها المخدر اللازم لاجراء عملية جراحية مرورا باكوام
الزبالة التي اصبحت سمة مميزة لاكثر المدن العراقية ومن ضمنها بغداد ومن لا يصدق فعليه زيارة
شارع السعدون ليرى بام عينيه مناظر تقشعر لها الابدان والانوف.
لقد ذهبت عشرات المليارات من خزينة الدولة هباء منثورا ولا يعلم الكثير منا اين ذهبت ولم نر آثارها
في ارض الواقع فاين محطات الكهرباء التي وعدونا بها؟ اين المستشفيات فما نزال الى الان نتداوى في
مستشفيت موروثة لم تعد تسد حاجة البلاد بعد ان كبرت المدن وازداد قاطنوها.
ان المواطن هو آخر الهموم بالنسبة للسادة المسؤولين ولا يتذكرونه الا في مواعيد الانتخابات وبعد ان يعتلوا
ظهره ويوصلهم الى كراسيهم الوثيرة يصرخون به اذهب الى الجحيم فلم نعد بحاجة اليك الان وسوف نتذكرك
في المواسم الاتية.
ان الحكومة العرقوبية هي الحكومة التي تجعل من السيد عرقوب رحمه الله اماما وهاديا مهديا وتسير على خطاه
وان كان عرقوب رجلا مدقعا لا يمتلك الا نخلة اخلف احد اصدقائه بمنحه ثمارا منها فان ساستنا ما اخلفوا بما يملكونه
ولكنهم راوغوا وساوموا بامر لا يملكونه الا وهو حق الناس الذين هم قائمون عليه.
ان من يتبجح الان بالوعود يجب عليه ان يتحمل سهام النقد حين لا يفي بها والا فما اسهل الكلام وما ابسط القول
ان من ساسوا الامور في مجالس المحافظات من قبل هم الناكثون بابسط ما اقسموا عليه من الوفاء والسهر على
المواطن واني اتحدى ايا منهم ان يقول ويشهد على قوله عامة الناس بانه كان اهلا لما انيط به من مسؤولية.
والمواطن ايضا مسؤول مسؤولية كبرى عن اختياره وان لم يجد الجدير بتحمل المسؤولية فمن الشرف الكبير له
ان يغ الطرف عمن امامه من الاسماء ولئن يبق دون راع خير له من ان يقوده اللصوص والعرقوبين.
وبارك الله في الشاعر القديم الذي قال.
وعدت فكان الخلف منك سجية مواعيد عرقوب اخاه بيثرب
هل سيكون اللاحق هو من يكذب السابق؟
هذا ما سوف نراه بعد حين وعندها سيكون لكل حادث حديث









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في