الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأغلى زهرة السوسن

عبدالحسين الساعدي

2008 / 12 / 24
الادب والفن


( مهداة الى سوسن التي ولدت معي في عالم الناسوت )
كان الوجود مشاعياًَ
و العالم بلا حدود و طبقات
كنا سوية
أتفقنا أن نكون واحدا
ووقعنا بالأحرف الأولى فوق الشفاه
أستودعتك سري الوجودي
وبعدما أكتشفت تضاريس روحك الهائمة
وتحسست جسدك الطري
زرعت في أحشائك قصيدتي البكر
.........................
عندما كنا نستريح تحت شجيرات السرو
كنت تنزوين تحت جناحي مثل الفراخ
بثوبك الشفيف
تعبثين بخصلات شعري
تكركرين
وتمارسين دلعك الخجول
أقل ما نقول عنه
شهي مثير
أدعوك الى الرقص تحت السماء
تأبين أن تبارحي مكانك الدافيء
أغريك بالشمس
وكنت تغرينني بالحضن
تعاندين
فيزداد شبقي إليك
بوصلتي شفتاك والنهدين
مرتشف منهل الضمآن
أمتاح شهدك وأذوق عسيلتك
فنسكر من النشوى
جميل عطرك
رائحة الأشجار الطرية
وعبق زهور السوسن
..............
أدنِ مني لا تخافي يا حلوتي
نامي ها هنا فوق صدري
كما كنت
أسمعي دقات قلبي
أعبثي كيف ما تشائين بي
وحدقي في الأفق البعيد
حيث النوارس البيضاء تحلق عند الشطآن
بأنتظار الربان
أتركيني أحدق بعينيك
أنا ربانك الذي سيبحر بك في وسط البحر
تعالي كوني جنبي
لا تخافي
فالبحر صديق للحالمين
............................
كنت غافياً على صدرك البلوري
أفقت
لم أجدك بقربي
رأسي مطوح في الهواء
هالني الفراق
صرخت بأعلى صوتي
الصدى الموحش
يحزني من الوريد الى الوريد
مجنون أبحث في السكون اللا متناهي
أسير الى الأمام والى الخلف في الوقت نفسه
تمزفت
تبعثرت
لا أحد يواسيني أو يكترث لصراخي
أدور في الفراغ
أبحث وأبحث وأبحث
دون جدوى
وثمة صوت يزمجر ويقول
سحقا لك أيها الحالم
غادر هذا المكان
أستفق أيها المجنون
أنى لك أن تقترن بالحور العين ؟
وتشم رياحين الجنان
وتشرب خمور الجنة
وتتسربل بأثواب الحرير
مجنون أستفق
ملعون أنت أبد الآبدين
كيف نمت ؟
وتركتهم يسرقون عمرك وحلمك
أخرج من مملكة العاشقين
أنك مطرود ملعون رجيم
....................
أجهش باكياً في داخلي
أحاول أن أعزي نفسي أرممها
ينكسر من بعدي كل شيء
عبثية دورة الحياة عندي
لم تبق خلجان ولا مدن ولا صحارى
إلا وبحثت فيها
صار للعالم حدود وطبقات
وصار الحب بقانون
تعذر الوصول الى مشارف عينيك
ذهبت عذرية الأشياء
وأصبح كل شيء يكال ويباع
المدن المقدسة هي الأخرى ما عادت عذراء
أفتض بكارتها المفسدون
أرواح فاسدة
وكل شيء يأتي بالمجان
حتى الكلام بات
جثة هامدة على مشرحة الشفاه
ومبضع الزمن يعبث بدماغي
باحثا عن سر السؤال
أيها الناس
أشهدوا على ما أقول
أنا مسطول نام فوق صدر حبيبته
فأستيقظ وتحول الى ركام
...............................
نصحني صديقي الصوفي
أن أشرب همي وغمي
وألعق جراحي
وأعتاش على رائحة جسدك العبق
وألتصق بالمكان
علك تأتين في الفجر
مثلما كنا نلتقي عند الشجيرات
أمنحك الدفء
وتمنحينني الإشتهاء
مبارك شبق الأرض
عندما يتدفق الماء في الصيهود
تعود الخضرة للأرض
والزرقة للسماء
.............
بعد ألفين عام من الولادة والضياع
تناءى صوتك من خلف الغيوم ينادي
تعال أيها التائه
أنا هنا عند البحر أحط الرحال
أقف على الشاطيء
ألوح بمنديلي المعطر
أنتظر عودتك مكلل بالغار
قلت لك من يقود السفينة ؟
قلت أنا الربان
حسناً لملم روحك
أرفس كل شيء وراءك
دعنا نتجدد
نتجلى
ثمالة كأس الخلود نحتسيها
تالله أنها عبادة
أنا أرض شبقة ملت اليباب
أبوابي وشبابيكي مشرعة
تعال قبل أن نفيض الى عالم الأنوار العلوي
في زمن المطر والثلج
موسم الطهر والنماء
أشتهيك حد الجنون
لاتتردد
مهري قبضة حناء
عهدتك شبقا مثلي
أستودعني كما فعلتها سابقاً
جرحك وحزنك وفرحك الطفولي
وأزرع قصيدتك الأخيرة في أحشائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجنازات في بيرو كأنها عرس... رقص وموسيقى وأجواء مليئة بالفر


.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا




.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا


.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو




.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا