الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضة ثالثة في الافق

علاء نايف الجبارين

2008 / 12 / 24
القضية الفلسطينية


يعيش الشعب الفلسطيني حتى هذه اللحظة تبعات انتفاضة الأقصى الثانية من تدهور اقتصادي واجتماعي وسياسي، يرافق ذلك دعاية إسرائيلية عن وجود سلطة ذاتية تمتلك مقومات الدولة من مؤسسات إدارية وأمنية من اجل إخلاء طرفها من تحمل مسؤولياتها اتجاه الشعب المحتل وفق القانون الدولي الإنساني

يعتقد اغلب الفلسطينيين أن الانتفاضة الثانية أعطت الاحتلال أكثر مما أخذت منه، وهو المستفيد الأول من نتائجها على كافة المستويات وأصبحت الرواية التي تشير إلى أن الرئيس الراحل ياسر عرفات من أطلق شرارتها هي الأوسع انتشارا وقبولا على المستوى الدولي، بادعاء أن الرئيس الراحل بعد فشل كامب ديفيد وتحميله المسؤولية أمريكيا وإسرائيليا، أراد حركة شعبية كالانتفاضة الأولى تعيد الأمور إلي نصابها فلسطينيا ودوليا

القيادة الإسرائيلية بدورها استغلت هذه الحركة لتحقيق أهدافها بنسف الجهود السابقة لإحلال السلام وإقامة الدولة الفلسطينية، وحصلت على الضوء الأخضر من شعبها الذي تغلب عليه الآراء اليمينية المتطرفة من خلال انتخابهم لارئيل شارون الذي مزق اتفاق أوسلو وأعاد احتلال مناطق نفوذ السلطة ودمر مؤسساتها وحاصر الرئيس الراحل حتى استشهاده بدعم وتأييد من الرئيس الأمريكي جورج بوش رافقه صمت عربي على المستوى الرسمي

إسرائيل لا تريد دولة فلسطينية، ولا تبحث عن السلام، وتستغل أي خطأ فلسطيني لإعادة الأوضاع إلى نقطة الصفر، وهذا ما نلمسه في المرحلة الحالية التي نعتقد بان الأحداث والتغيرات على المستوى الدولي لا تأتي لصالح إسرائيل ، فالرئيس الأمريكي باراك اوباما و وفق التقارير الصحفية سيأخذ بالتقرير الذي تعده وزيرة الخارجية الأمريكية المنصرفة كوندليزا رايس التي تحدثت في نهاية عهدها عن ضرورة حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكذلك المذكرة التي نشرها مستشاري الأمن القومي السابقين سكوكرفت وبريجنسكي حول الدولة الفلسطينية وحدودها على الأراضي المحتلة عام 1967

أما الاتحاد الأوروبي فقد عبر عن موقفه من خلال الوثيقة الأوروبية التي تطالب إسرائيل بالتخفيف من القيود على الفلسطينيين ووقف الاستيطان لتوفير الضر وف المناسبة لإقامة الدولة الفلسطينية ، وسبق هذا الموقف الترويج للرؤية العربية القائمة على مبادرة الملك عبد الله واقتناع العديد من الدول الفاعلة ببعض ما جاءت به

هذه الأحداث وضعت إسرائيل في حجر الزاوية ويتطلب الوضع الجديد انتقالا من مرحلة العلاقات العامة إلى التطبيق على ارض الواقع، فما هو الحل للخروج من هذه المأزق ؟

الحل الوحيد الذي يحقق الأهداف الإسرائيلية هو انتفاضة ثالثة تعيد الأوضاع إلى المربع الأول، والمؤشرات على ذلك كثيرة وأهمها أحداث الخليل الأخيرة واقتحام سجن عوفر

يعتبر الاستيطان والأسرى من القضايا التي تمس وتستفز مشاعر الفلسطينيين، ففي الخليل هاجت قطعان المستوطنين بتنظيم وتنسيق من مجالسهم الاستيطانية وحماية الجيش لتفتك بالمواطنين في المدينة، فحرقت البيوت وأصيب العديد برصاصهم، ولكن الأمر المهم أن الفلسطينيين لم ينجروا خلف المخططات التي أريد منها إيقاعهم في فخ المواجهة العسكرية من خلال استفزازهم لإطلاق النار على الجيش مما يعطيهم المبرر للرد بكل قوة، وتنتقل الأحداث إلى جميع أنحاء الضفة، فتنقلب الأمور رأسا على عقب

فشل المخطط الأول أدى بهم للبحث عن وسيلة أخرى وهي استهداف الأسرى والعمل على التأجيج الإعلامي، ولكن أحداث غزة والبحث عن هنة هناك سحبت الأضواء من سجن عوفر

والآن غزة تعيش في ظلام دامس وحصار جائر يرافقه انتظار وترقب الإحداث بعد انتهاء التهدئة، ورغم ذلك فانا لا اعتقد أن الانتفاضة ستأتي من هناك، لان إسرائيل تريد من حماس إقامة الإمارة، وعقد هدنة هشة تنتهي عندما تكون إسرائيل على المحك فيما يتعلق بتطبيق الاتفاقيات النهائية مع القيادة الفلسطينية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام