الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن : ظاهرة اختطاف الاجانب

محمد كليبي

2008 / 12 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


يعد اليمن , وفقا للمؤشرات والمعايير الدولية , من أكثر بلدان العالم تخلفا , وعلى جميع المستويات , السياسية ( حيث يعتبر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أقدم رئيس على مستوى آسيا وثاني أقدم رئيس على المستوى العربي بعد القذافي , وسابع أقدم رئيس على المستوى العالمي , وذلك كأحد مؤشرات الاستبداد السياسي والدكتاتورية السياسية ) والاقتصادية ( حيث يعتبر اليمن من أكثر دول العالم فقرا ومعاناة من الفقر ) واجتماعيا وثقافيا وتعليميا وصحيا ... الخ

ولذلك فان مظاهر وظواهر تخلف المجتمع اليمني كبيرة وعديدة منها :

- ظاهرة تعاطي " القات " , وهو عبارة عن أوراق أشجار مخدّرة , يتم تعاطيها كما تتعاطاها المواشي , وبشكل يومي دراماتيكي مقرف ...

- ظاهرة تغطية المرأة " بالنقاب " , والذي يحولها الى ما يشبه الشّبح أو الخيمة السوداء المتحركة , ويضفي عليها طابع الكآبة والحزن ...

- ظاهرة حمل السلاح الأبيض " الخنجر المسمى يمنيا بالجنبية " , والذي يلفّ ويشدّ حول خصر الرجل فيما يشبه انسان الغابات الأول , وهي بالتأكيد احدى بقايا ذلك العصر ...

- وأخيرا , وليس آخرا , تأتي ظاهرة اختطاف واحتجاز السياح الاجانب ( الغربيون تحديدا , الأغلى ثمنا لدى حكوماتهم ولدى الحكومة اليمنية أيضا ) , والتي تتنامى وتتزايد باستمرار . حيث كان آخرها اختطاف واحتجاز ثلاثة سياح ألمان قبل عدة أيام فقط , واطلق سراحهم بعد تحقيق مطالب خاطفيهم , القبلية والمادية !؟!

ويمكننا ايعاز استمرار وتنامي هذه الظاهرة اليمني البدائية المتخلفة الى العوامل التالية :

أولا : التركيبة القبلية للمجتمع اليمني

حيث تسود اليمن حياة القبيلة , وثقافة القبيلة , وعلاقات القبيلة , وسلوكيات وتصرفات العقلية القبلية . ومن النعروف ان حياة القبيلة , وثقافة القبيلة , وعقلية القبيلة , وسلوكيات وتصرفات القبيلة ترتكز على مجموعة من " المباديء! " والقيم! " التي تسيّر حياة القبيلة والمجتمع القبلي والفرد القبلي . ولعل من أهم تلك المباديء والقيم القبلية مباديء وقيم (( الغزو والسلب والنهب )) كأسلوب حياة !؟! . حيث كانت القبيلة قديما تتخذ من اسلوب الغزو والسلب والنهب وسائل لتحقيق مصالحها واستمرارها في محيطها الذي يشبهها !؟ وما يحدث في اليمن اليوم من خطف للسياح الاجانب يأتي كأحد محصلات تلك العقلية القبلية السائدة في اليمن , حيث تلجأ القبيلة والمجتمع القبلي والفرد القبلي الى خطف واحتجاز الاجانب للضغط على الحكومة اليمنية لتحقيق مطالب ومصالح , شرعية أحيانا كالمطالبة ببعض الخدمات التنموية , ولاشرعية في أغلب الاحيان كالمطالبة باطلاق سجناء أو مكاسب مادية ...

ثانيا : الرئيس القبيلي والنظام القبلي

من المؤكد أن الرئيس علي عبدالله صالح لازال - وسيظل - يفكر بالعقلية القبلية , ويدير اليمن والمجتمع اليمني بذات العقلية القبلية . وهذه العقلية القبلية التي تصبغ عقلية الرئيس صالح وحكومته هي التي تسمح باستمرار المظاهر والظواهر القبلية البدائية المتخلفة في اليمن , ومنها ظاهرة اختطاف السياح الاجانب . فلو ان الرئيس صالح وحكومته اتخذوا في يوم من الايان اجراءات رادعة وحازمة تجاه أي طرف قبلي يمارس الاختطاف لتم القضاء على هذه الظاهرة منذ زمن بعيد . لكن ما يحدث هو ان الرئيس صالح وحكومته يلبّون جميع مطالب الخاطفين بهف اطلاق سراح المختطفين , ولا يعاقب الخاطفون فيما بعد !؟! مما يساهم في استمرار هذه الظاهرة , ويشجع على بقائها !؟!
ثم انه , اذا كان الرئيس صالح يقبل أن يتم حل القضايا المجتمعية بالاسلوب القبلي بدلا من القضاء , كان يتم السماح - على سبيل المثال - بذبح ثور أو مجموعة أثوار ( فيما يسمى قبليّا بالهجير ) أمام القصر الرئاسي من قبل القبائل للتعبير عن مطالب أو لتدخل الرئيس في شأن من الشؤون القبليو او غير ذلك , فان هذا الرئيس أبعد ما يكون عن انهاء المظاهر القبلية البدائية المتخلفة , لانه ببساطة يتعامل بها ويدير شؤون اليمن وفقا لها!؟!

ثالثا : السّيّاح الغربيون

من المؤسف , و من التعارف عليه , وعلى نطاق واسع في اليمن , أن السياح الغربيون أنفسهم يساهمون في استمرار واستفحال ظاهرة اختطاف الاجانب في اليمن , وذلك من خلال تورطهم المتعمد في الوقوع ضحايا للاختطاف , نتيجة لحبهم - المعروف تاريخيا - للمغامرة والاستطلاع , أو لاهداف اخرى , ليس منها بالتأكيد عنص أو نظرية المؤامرة , بالاضافة الى معرفتهم اليقينية بأنهم لن يتعرضوا للأذى , وسيتم اطلاق سراحهم بالتفاوض مع الحكومة اليمنية وتلبية مطالب الخاطفين , أي أنهم يعلمون أنهم عبارة عن أدة أو وسيلة للقبائل أمام الحكومة اليمنية .
وهكذا فان السياح الغربيون يساعون على تنامي ظاهرة الخف والاختطاف في اليمن , بدلا من مقاطعة اليمن سياحيا حتى يصبح بلدا يأمن فيه السائح على نفسه وماله , ويستمتع بسياحته في اليمن , ان كان في اليمن ما يمكن الاستمتاع به!؟!

ختاما :

يدعي اليمن , ويطالبه البعض بذلك , أن له دورا سياسيافي القرن الافريقي , ودورا أمنيا في البحر الاحمر وخليج عدن ضد القراصنة الصوماليين , في ذات الوقت الذي يعجز فيه عن القضاء على القرصنة الامنية داخل اراضيه تجاه السياح الاجانب ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و