الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما أسباب البرود الجنسي في فراش الزوجية؟

امتياز المغربي

2008 / 12 / 25
العلاقات الجنسية والاسرية


"ترددت كثير في تلك الخطوات التي كانت تقودها إلى بيت عشيقها، ولم تنسى أن تخلع خاتمها لكي لا تتذكر زوجها، وهي تمارس الحب مع شخص أخر لم تكن تهواه، ولكنها تسير إليه دائما بدافع الحاجة والغريزة لا الحب والأمان، وكثيرا ما عصفت بها مقاييس العادات والتقاليد التي كانت تجبرها على القبول بما يعطيها إياه زوجها في الفراش حتى ولو كان ذلك قليلا جدا أو باردا للغاية، ولكنها قررت أن تستمر في زواج مقنع، وان تمارس ما تشتهي من فنون الغرام مع شخص يعرف كثيرا بأمور النساء والفراش".

"لم تبتعد نظراته عنها فهي مسيطرة عليه لدرجة الجنون، قادته في إحدى الليالي إلى بيتها لكي تمارس معه فنون الحب في الفراش تحت عنوان أنها محرومة للغاية وبحاجة إلى شي غير الوسادة، ولم يفكر هو كثيرا فزوجته لا تأبه له في حضوره وغيابه، وكان من السهل أن ينساق وراء نظرات امرأة تشده إلى حيث فراش خالي من المشاكل وعامر بفنون الحب والقتال الغرامي".

كثيرا ما ذهبت بنا العادات والتقاليد إلى أماكن ابعد من تلك، لأنها تقمع رغباتنا وتنتقل معنا لفراشنا، وتجعل من معابد الحب في فراش الزوجية شيئا أشبه بدورة تدريبية شفوية بكيفية التعامل مع الأخر بأدب واحترام شديد وأحيانا مبالغ فيه، دون استخدام الغنج أو فنون الحب والجنس في فراش مخصص لذلك، ومتسع أيضا لكل ما سيدور عليه.

إن ثقافة العيب التي أحاط سوارها بالمرأة، عملت على تحجيم الرغبات الجنسية لها، خصوصا في فراش الزوجية، حيث الشرعية التي تحق لها، ولكنها وبناءا على ما تعلمته تبقى حبيسة الأفكار الرجعية، وتعيش في هاجس العيب من إصدار أي صوت داخل الفراش أو الإتيان بأي حركة، وذلك أيضا بسبب وصايا أمها التي فعلت ذلك من قبلها بكل التزام على مدار سنوات زوجها، وكأن الصمت والاختناق هو من نصيب الزوجة في الفراش دائما.

وعندما يختلي الزوج بزوجته على فراشها فانه قد يعاملها على أنها وعاء متلقي، وذلك حسب الثقافة الذكورية التي تربى عليها وجعلت منه ذكرا في الفراش، أي ثقافة"سي السيد"، غير أبها بزوجته التي لها حقوق شرعية عليه، ولكن بعض الذكور في مجتمعاتنا العربية يؤمنون بشدة بعدم إعطاء المرأة حقوقها الجنسية في الفراش، وذلك لأنها لا تستحق ذلك في نظرهم، وأنها مجرد جسد خالي من المشاعر والإحساس والغريزة، أو أنها قد تشعر بقيمتها وتتمرد عليه مستقبلا، فتبقى المرأة إلى أن تموت حبيسة مفاهيم ذكورية لا تعترف بوجود النساء كبشر.

وعندما تتجه المرأة للبوح بعدم وصولها مع زوجها إلى الإشباع الجنسي اللازم في الفراش، فإنها تتهم بأنها غير سوية وقد توجه لها تهم مخلة بشرفها، وذلك فقط لأنها طلبت حقها الذي أراده لها الشرع والدين، ولكن الموروث الثقافي يقدس في نظر الغالبية أكثر بكثير من موضوع الدين الذي يستخدمونه فقط في الصلوات ويبعدونه عن حياتهم اليومية.

ومتى عرفت الزوجة طريق رجل آخر، فإنها تقع في بئر من التخبط، ما بين العادات والتقاليد وبين الدين وقناعاتها، ولكن في النهاية الذي يغلب على أمرها هي الغريزة التي تجعلها تسير إلى بيت رجل آخر، وهي ترتعد من شدة الخوف، وشدة الحاجة إلى من يفهمها في الفراش.

وبالمقابل هناك النساء اللواتي يأخذن حياتهن كأنهن فقط خلقن لكي يحصلن على فرصة الزواج، ومن ثم الجلوس في البيت وإنجاب الأطفال وممارسة أعمال البيت اليومية، ولسان حالهن يقول "تزوجنا وخلصنا"، وللأسف من تمتلك تلك القناعات فإنها تكون غير قادرة على إعطاء الحب والإشباع الجنسي لزوجها، لأنها تعتقد بأنه لن يستطيع الالتفات إلى أخرى بسبب كثرة المسؤوليات والأطفال.

وهناك الكثير من الأزواج سواء الرجل أو المرأة الذين يخجلون من طلب ما يستحقون في فراشهم، وللأسف ينتظر كل واحد منها الآخر، أن يقوم بإغداق المشاعر والحب والغرام التي لن تأتي لأن احدهما يخجل من طلبها، وهنا نرى أن ثقافة العيب قد امتدت إلى فراش الزوجية حيث التحفظ من طلب وممارسة الحق الشرعي، ويبقى الصمت عنوان لفراش بائس جدا.

وعندما تحاول المرأة طلب حقوقها الشرعية في فراش زوجها، فإن بعض الأزواج يعتقدون أن هذه المرأة وقحة، أو أنها قد مارست الجنس مع رجل في السابق، ولكن علميا فإن الرجل يحتاج في فراش الزوجية إلى امرأة ماهرة في أمور الإشباع الجنسي، فهو يريد امرأة مؤدبه أمام كل الناس لكن يريدها أمامه عاهرة إلى درجة كبيرة.

وهناك الأزواج الذين يتعقدون أنهم بارعون في إشباع رغبات زوجاتهم، وأنهم يحسنون الأداء في الفراش، ولكنهم يتناسون الجانب الإنساني والعاطفي في الفراش الذي قد يكفي المرأة أحيانا، ويجعلها تشعر بالراحة الكاملة، ولكن الثقافة السائدة تقول أن الإشباع الجنسي هو المطلوب فقط، وهذا الخطأ بعينه.

ولن أنسى أن أشير إلى الأزواج المتقدمون في العمر، عندما يقوم كلا الزوجين أو احدهما بهجر الآخر، وذلك لان ثقافة العادات والتقاليد تأمر الزوجين الكبار في السن وأحيانا اللذان لم يتجاوزا الخمسين عاما، بالابتعاد عن بعضهما، وذلك بحجة أنهم تزوجوا فقط لإنجاب الأطفال، وألان انتهت المهمة، ويجب التوقف عن ممارسة الحب والجنس في الفراش.

وهناك أسباب أخرى من شأنها أن تعمل على جعل فراش الزوجية، ثلاجة مقفلة لا تشعرك بأي نوع من الحب والدفء والحنان والأمان، ولأن مقالي لا يتسع لذكر كل هذه الأسباب التي تتسبب في وجود فراش بارد جنسيا.

وانهي مقالي بالقول لو لم يخضع كل من الزوج والزوجة لثقافة العادات والتقاليد خلال التعامل مع بعضهما في فراش الزوجية، وترك كل واحد منهما الآخر على سجيته، لكان هناك زوجان رائعان، يعكسان سعادتهما في الفراش على كل ما يحيط بهما، ولقلة أوراق الطلاق التي تزدحم بها ملفات المحاكم، ولعاشت الأسرة في وضع نفسي متزن.

أنت أيها الزوج وأنت أيتها الزوجة، ماذا تخسران لو اشترى كل واحد منكما باقة من الورد ولو مرة واحدة في السنة وقدمها للآخر، واستغني عن فكرة بثمن الورد نشتري تموين المنزل.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - باقات الورد مفقودة فى قاموس شرقنا
عبدالله ( 2008 / 12 / 24 - 20:10 )
لا اعرف بالضبط القصة هى من ذاكرتك او حقيقية سمعتها ولكن الوضع الزوجى فى منطقتنا الشرقية تكاد تكون كما رسمتيها بقلمك فالبرودة فى العلاقة الزوجية فى منطقتنا هى السمة الاساسية لدى العديد من الازواج وخاصة بعد مرور ما يقارب العقد الاول او منتصف العقد العقد الثانى وازيد بان الانفتاح على البيئة الغربية من رجالنا كان له الاثر الاكبر فى الهجر المؤقت لزوجته كونه يميل الى نساء اخريات وقد كثرن مثل هذه النساء فى مجتمعاتنا من اللواتى لم تعدن تكفيهن ازواجهن وبدأن بالبحث عن اخرين وهن متمرسات فى فنون الاثارة الجنسية كى توقعن الرجال فى شباكهن . ونامل ان تتصلح الامور لهذه الامة .


2 - تحية وتقدير
عبد اللطيف المنيّر ( 2008 / 12 / 24 - 21:36 )
شكرا للكاتبة امتياز، وشكرا لجرئتك في التناول بهكذا مواضيع، تلك الثقافة الجنسية المفقوده بشكلها الطبيعي والفطري في مجتمعاتنا. وفي سياق الموضوع، وكما علمت من كبار الرجال في السن، كان من العيب على الزوجة أن تطلب من زوجها ممارسة الحب ، وكانت تنتظر من زوجها حتى يطلب منها ذلك، وقد يأخذها أيام، وهناك ازواج في عصرنا هذا، لا يعرفون أن النساء لها نشوة ، ومنهم لا يهمهم ذلك وإن عرفوا. ومن اسمى الأشياء، أن يعلم الرجل مواقيت زوجته وذرواتها. مرة أخرى شكرا لك


3 - راي
خالد ( 2008 / 12 / 25 - 00:37 )
اعتقد ان الفشل يكمن في فشل وتشوه مؤسسة الزواج في مجتمعاتنا والى غياب الحرية الجنسية الغياب الذي حول العلاقة الزوجية الى وظيفة تقليدية هدغها اشباع الرغبة والانجاب والغى او تجاوز على الجوانب العاطفية فالكبت يااعزائي هو الذي ينتج كل انواع المشاكل ويضخمها
تصوروا كيف سيكون عليه الوضع لو كانت هناك حرية جنسية وحياة جنسية قبل الزواج او بالتحديد غير مرتبطة بالزواج
الحرية لاتتجزأ مثلما هي مطلوبة في جوانب الحياة الاخرى فالاولى بها ان تمارسس على اهم شيء يملكه الانسان
اقصد جسده


4 - من هو المسبب؟
خليفة جبر ( 2008 / 12 / 25 - 09:09 )
اشكرك سيدتي على هذا المقال الجرئ في زمن الاسلامين الذين منعوا كل شيء عن المرأة حتى تدخلوا في حياتها الشخصية من خلال تحريم كل شئ وجعلوها تعيش في قمقم مغلق وبدأت انسانة خاوية وتقبل بكل الاشياء التي يفرضه العالم الرجولي وعدم البوح بما في صدرها من اهات من خلال تعليمهن في الصغر ان المرأة كلها عورة وعيب بالاستفادة من الحقل المقدس


5 - السبب هو الدعاء
فرات مهدي الحلي ( 2008 / 12 / 25 - 14:08 )
شكرا سيدتي
برأي هو الدعاء المخيف الذي يدعوه الرجل قبل الجماع


6 - الثقافة الجنسية
ahmed ( 2008 / 12 / 25 - 18:26 )
شكرا سيدتي لجرأتكي اود أن اقول ان الثقافة الجنسية
ضرورية لكلا جنسين لكي لاينحرف احداهما اولايلجأوالغيرفراش
سمعت مرة احدى فنانات الكردية عندماسألوها(هل تدركين احتياجات
زوجكي) قالت: اذا ساقيته بكوب من الماّ في المرة الثانية لم اسقيه
بنفس الكوب.وشكرا


7 - ماتفضلت به حقا وهو التفكير الفردي وازدواجيتنا
عبد الوهاب المطلبي ( 2008 / 12 / 25 - 18:45 )
ارق التحايا للككاتبة ممتاز واقول ما جاء في مقالك رائع جدا اذا ادرك القاريء ابعاده ويمكنني إضافة اهم الاسباب برأيي يعود الى التفكير الفردي وازدواجيتنا ربما يخضع الامران الى العادات الخاطئة
مع تقديري واحترامي

اخر الافلام

.. أول مكتب عقاري بإدارة امرأة في مقاطعة الرقة


.. مسرحية بترا




.. العنف ضد المرأة في تزايد الأسباب متعددة والحلول غائبة


.. ضغوط نفسية وتحديات معيشية معاناة مزدوجة تعيشها نساء غزة




.. تفاعلكم | تفاصيل مفجعة عن شبكة لاغتصاب الأطفال عبر تيك توك ف