الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاجتثاث جريمة ضد الإنسانية

محمد عبد الجواد الجوادي

2008 / 12 / 25
حقوق الانسان


من خلال معايشتي اليومية للشارع العراقي و بالذات الشارع الموصلي (أي لشارع مدينة الموصل) أجد العشرات من الموظفين و أساتذة الجامعة و منتسبي الجيش (أنا شخصيا لا أقر بوجود جيش قديم و جيش جديد و لا بكلمة منتسبي الجيش السابق) الجيش العراقي منذ تأسيسه و إلى تاريخ كتابة هذه الكلمة هو نفس الجيش و يعمل وفق نفس السياقات التي تأسس عليها و الضباط أناس مهنيون يطيعون الأوامر و السياقات و الضبط العسكري و مثلما جرى في كل العهود محاولة تسيس الجيش منذ تأسيسه إلى أنه بقي مخلصاً للوطن و لوطنيته هذا بالنسبة للجيش العراقي الذي أنجب بكر صدقي و عبد الكريم قاسم.
أما المأساة الكبرى عند تفتقت العقول الذكية جداً عن تأسيس دائرة الاجتثاث لمنتسبي حزب البعث و جرت المجزرة بحق الموظفين و الكوادر العلمية من ضمنهم أساتذة الجامعات العراقية التي جرى اجتثاثهم على أيدي ربما لا تملك شهادة الإعدادية و هم بدرجة Full Profمن خريجي الجامعات الأجنبية المعترف بها. اليوم السنة الخامسة و غدا ندخل في السنة السادسة و المجتثون عوائلهم تعاني من الفاقة و ضيق اليد و العيش، لماذا العقوبات الجماعية لعوائل أصبحت تنام على الطوى بعد أن باعت كل ما لديها من حاجات أساسية و ضرورية؟ إذا كانت الحجة إنهم عملوا مع النظام السابق و إن عملهم يشكل جريمة فلماذا لا يحالون إلى المحاكم و فق القانون لينالوا جزاءهم العادل؟ و لماذا يبقون مطلقي السراح و أولادهم يكبرون في ظل الحرمان من مصدر العيش أو التقاعد؟ ألا تتفقون معي إن العملية المقصود منها ضرب مجتمعنا العراقي من الأعلى و الأسفل إتباعا لنظرية برجنسكي و ماذا بقي من المجتمع العراقي بعد أن تم تهجيره داخل و خارج الوطن؟.
عجب العجاب إن الجامعات العراقية غير معترف بها من قبل جامعات دول الاحتلال و خريجي العراق لماذا لا يتم معادلة شهادتهم في الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و فرنسا و ألمانيا ...الخ؟ أساتذة العراق من الأطباء و المحامين و المهندسين و أساتذة الجامعة، الذي نجا من القتل الآن مشرد في دول العالم يطلب الأمان في أرض الله الواسعة.
عملية الاجتثاث عملية طائفية شوفينية غير أخلاقية لا تستند إلى القانون أو أي عرف اجتماعي أو قبلي و لم تتضمنها شرعية الأمم المتحدة و إن حدث مثلها فحدث في الدول التي احتلت و فرضت عليها أجندة معاقبة العائلة من خلال إنزال العقوبة برب العائلة بهذه الكيفية يمكن أن نربي أجيال غير محملة بالكراهية للوطن و النظام و الاحتلال، التقاعد حق و ليس صدقة من الدولة هو ثمن إفناء زهرة الشباب في العمل لا أعتقد أستاذ في قسم الفيزياء و الكيمياء مهما كان انتمائه من الأساتذة السابقين عندما يدخل المحاضرة سوف يتكلم خارج المنهج و الله إذا أردنا أن نقتل على معتقد الإنسان أو نحرمه من مصدر رزقه فعلى العراق السلام الجيش المسمى بالجيش الجديد (أنا شخصيا لا أؤمن بهذه التسمية) لم يستقيم و يصبح جيش إلا بعد عودة الضباط من العرب و الأكراد و الشيعة و السنة من الضباط السابقين أرجو من القارئ مسامحتي على العبارات السابقة فأنا لا أؤمن بها و أحس بالعفونة عندما أذكرها.
المضحك المبكي الكلام عن المصالحة الوطنية، المصالحة مع من و لمن، المصالحة تبتدي عند إعادة حقوق غير المدانين بجرائم و دفع مستحقاتهم و مستحقات عوائلهم التي عانت من الحرمان عند ذلك سوف يشعرون بدفء أحضان الوطن، الكثير من الذين حبسوا من المناضلين و اعتبروا سجناء سياسيين كانوا من المحكومين بجرائم مخلة بالشرف من السرقة و التهريب و ...الخ. و اليوم أصبحوا أبطال، نزيف الدم و حمام الدم أما آن الأوان أن يقف؟ كم فقدنا من الأساتذة و الجراحين و الكفاءات؟ ليس جميع من عمل مع النظام السابق غير صالحين و ليس العاملين مع النظام الحالي جميعهم صالحين المسألة مسألة نسبية و يجب أن تعامل كل قضية على حدا، لماذا ينصب العقاب على ناس غير مدانين نشئوا في ظل نظام حكم 35 سنة،العلمية و المحبة و الضمير و المصالحة العامة يجب أن يكونوا الدرب المنير للحكام و القابضين على السلطة لا أن يدفنوا رؤوسهم في التراب كما تفعل النعامة. الجوع و البطالة و الحرمان سمى أساسية للنظام الجديد المحرومين الكثير منهم لم يكونوا من النظام السابق، إذا أريد لهذا البلد أن يستقيم يجب أن تطبق فيه العدالة من خلال القانون و ليس من خلال الأحقاد الشخصية و تصفية الحسابات. فخامة رئيس الجمهورية مام جلال الطلباني قال: " قطع الأعناق و لا قطع الأرزاق" و فخامة رئيس إقليم كوردستان مسعود البارزاني تكلم من الفضائية العربية قال: "كنت في مؤتمر لندن أحذر من تصفية الحسابات و الانتقام" رغم أنه من أكثر العراقيين ضررا من النظام السابق، الكثير من العائدين إلى الوطن كانوا خارج الوطن نتيجة معارضتهم للنظام السابق، و البعض عاد من حي سهو و نضال البارات و أصبح يكابر في الوطنية و ذهب إلى سوق مريدي ليتسلح بشهادة الدكتوراه و ما فوق الدكتوراه و يقطف ثمار النضال و يكون ثمن المحاصصة كرسي وزارة أو على الأقل مقعد في البرلمان. إذا أردنا الأمن و الأمان لهذا البلد علينا أن نراجع أنفسنا و أن لا نسقط مشاكلنا على الذي سبقنا، اليوم كالبارحة بالأمس تدفقت واردات النفط و أهدرت على الحروب و على مجالات صرف كارثية و اليوم واردات النفط تذروها الرياح و أصبح النظام الحالي كالنظام السابق متساوي في ميزان هدر المال العام، و أذا أستمر الحال فسوف يتفوق النظام الحالي على كل الأنظمة في الفساد الإداري و المالي، و دائما نذكر أننا متصدرين قائمة الدول في الفساد علينا أن كنا مخلصين أن نجتث الفساد الإداري و المالي أن نجتث من يسرقون أموال الشعب أن نتيجة الكراهية و الحقد، المقابل سوف يقابل الكراهية بالكراهية و الحقد بالحقد أن الاجتثاث لا يأتي إلا بفراغ البطون. أقل ما أوصف الشعب العراقي العظيم أنه شعب معذب في النظام السابق و النظام الحالي. من يفكر في سكان الأهوار و الريف العراقي؟ من يفكر في سكان المناطق المحرومة؟ من يفكر في المعدومين و المستضعفين؟ من يفكر في عمال تنظيف يعملون بعقود لا تتجاوز 160 دينار و ليس دولار؟ من يفكر بالأيتام؟ من يفكر بالمعوقين؟ من يفكر بالشهداء؟ محافظ نينوى السابق أسمة يوسف كشمولة راتبه التقاعدي 110 دينار و هو أستاذ جامعي دكتور Full Prof. علينا أن نفكر بفجيعتنا.














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا من تعب ويا من شقى ويا من على الحاضر لقى
عبدالله ( 2008 / 12 / 24 - 20:30 )
هذا هو المثل ينطبق اليوم على العديد من الامور فى العراق الجديد الذى كنا نأمل الخير والسعادة نعم صدر عفو عفاالله عما سلف الا لمجرمى الحرب من النظام السابق ولكن ما ذنب شباب وبنات وزوجات اللذين فصلوا من وظائفهم سواء العسكرية او المدنية كان بينهم مخلصون لوطنهم وولائهم للسلطة كان لابد منها من بين هؤلاء الكثيرون الذين كانوا وطنيين وكانوا ساكتين لاعاشة عوائلهم ولكنهم لم يكونوا يعبدون النظام السابق وقد كانوا يكرهونه ولكنهم كانوا تحت الامر الواقع وهكذا قالوا اذا شب النار فى الحقل فالاخضرؤ واليابس سيحترق .

اخر الافلام

.. غانتس: لا تفويض لاستمرار عمل الحكومة إذا منع وزراء فيها صفقة


.. شبكات | الأمم المتحدة تغلق قضية وتعلق 3 في الاتهامات الإسرائ




.. هيئة البث الإسرائيلية: الحكومة تدرس بقلق احتمال إصدار -العدل


.. الأمم المتحدة: هجوم -الدعم السريع- على الفاشر يهدد حياة 800




.. مصادر إسرائيلية: نتنياهو خائف جدا من احتمال صدور مذكرة اعتقا