الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنظمات الارهابيه والمصالح الاقليميه

بولس رمزي

2008 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لم تكن يوما سوريا الداعم الفعلي والحقيقي للمنظمات الاسلاميه النشطه كمنظمة حماس ومنظمة الجهاد الاسلامي والحزب الالهي في لبنان ولكنها بمثابة الوسيط العربي بين هذه المنظمات الدينيه وبين النظام الارهابي الايراني فالجميع يعملون لحساب الجمهوريه الاسلاميه في ايران ,وباموال الشعب الايراني



فبالرغم من الاختلافات الايدلوجيه وكذلك الاختلاف في المصالح والاهداف بين اطراف المعادله فنجد مايلي:



الطرف الايراني : ذو ايدلوجيه اسلاميه شيعيه يهدف الي الزعامه علي المنطقه العربيه وتشييعها والعوده بها الي دولته الفاطميه التي يحلم بها وكل من سوريا وحزب الله ومنظمتي حماس والجهاد وكذلك جماعة الاخوان المسلمين المصريه كلها مجرد ادوات ينفق عليها الطرف الايراني بسخاء لاستخدام هذه الادوات في تحقيق اطماعه التي يحلم بها



الطرف السوري : هذا الطرف ذو ايدلوجيه علمانيه وقد اتخذ هذا الطرف من العلمانيه منهاجا له ليس لانه يؤمن بالقيم العلمانيه لكنه لايمكنه ان يتخذ لنفسه ايدلوجيه دينيه كما هو الحال بالنسبه لباقي اطراف المعادله لان نظام حزب البعث العلوي يمثل اقليه دينيه حاكمه لاغلبيه سنيه ولذلك عليه ان يتخذ لنفسه نظاما يلغي الطائفيه الدينيه في سوريا حتي تتمكن هذه الاقليه من الاستمرار في حكمها للاغلبيه ونري ان مصلحة النظام السوري من هذا التحالف هو اثبات مقولته "لاسلام بدون سوريا" وهو يستخدم نفس هذه الادوات لتدمير أي محاوله حقيقيه يمكنها ان تحقق سلاما بين الاسرائيليين والفلسطينيين قبل ان يتحقق السلام مع سوريا اولا



اطراف الممانعه حزب الله ومنظمتي حماس والجهاد: وهذه الاطراف مجتمعه تمثل اورقا لتحقيق مصالح الطرفين السوري والايراني بالرغم من اختلاف الاهداف والرؤي فاننا نجد ان :



أولا : الطرف السوري سوف يتمسك بهذه المنظمات ويدعمها حتي انسحاب اخر جندي اسرائيلي من هضبة الجولان السوريه ولايعنيه في ذلك القضيه الفلسطينيه ولا تعنيه معاناة الشعب الفلسطيني الجائع في غزه او حتي مزارع شبعا وقرية الغجر ولا امن الجنوب اللبناني ولا غير ذلك من الشعارات والمزايدات البراقه التي تستميل المواطن العربي وتخدعه وتجعله يصدقها ويؤمن بها ويتظاهر ويكيل باتهامات العماله والخيانه لكل من لايسير في اتجاه الممانعه التي يروج لها ويزايد الطرف السوري عليها



ثانيا : الطرف الايراني الذي تتمثل مصلحته في تقديم نفسه للمجتمع الدولي علي اساس انه الطرف الاهم في المنطقه باثرها ولا استقرار في المنطقه بدونه وهو الطرف الوحيد الذي من حقه زعامة المنطقه وقيادتها وفرض ثقافة ولاية الفقيه عليها والتحكم في مقدراتها تحت شعار القضيه الفلسطينيه ومحو دولة اسرائيل من علي خارطة العالم كلها شعارات ومزايدات لاتخدم سوي اطماع عودة الدوله الفاطميه للسيطره علي المنطقه باثرها وفي حقيقة الامر فان ايران لايعنيها اسرائيل ولا يعنيها القدس ولا مسجد الاقصي ولايعنيها المليون ونصف فلسطيني المقيمين في غزه ان يموتوا جوعا ولا غير ذلك فالطرف الايراني يصنع هذه المعاناه بايادي ذراعيه في منظمتي حماس والجهاد ويتاجر بها ويقوم بتنظيم المظاهرات ضد نظام الحكم في مصر من اجل خلخلة نظام الحكم في مصر وخلق ثغره بين النظام الحاكم وبين الشعب المصري حتي يتمكن ذراعه في مصر من الاخوان المسلمين ان ينفذ منها ويستطيع القفز علي السلطه والاستيلاء علي حكم البلاد في مرحله تاليه ليحكم النظام الايراني المنطقه العربيه بأثرها من القاهره



هكذا عزيزي القارئ تستخدم جميع الايدلوجيات سواء كانت شيعيه او سنيه او علمانيه في خدمة كل من النظامين السوري والايراني



المرحله القادمه :



نجد ان النظام السوري بمجرد ان يحصل علي هضبة الجولان فانه سوف يخرج من اطراف المعادله فانه سوف يبيع كل شئ وسوف يتخلي عن ايران وحزب الله وكذلك منظمتي حماس والجهاد وسوف يبيع القضيه الفلسطينيه والممانعه وغيره من تلك الشعارت التي للاسف تنطلي علي السواد الاعظم من الشعوب العربيه والاسلاميه اما بالنسبه لايران فهي تعلم تماما ذلك فان اسرائيل لن تفرط في شبر من هضبة الجولان السوريه الا بخروج سوريا من هذه المعادله وحرق جميع اوراقها ولذلك فسوف نجد ايران هي التي سوف تبدأ بتحييد الطرف السوري والتعامل بشكل مباشر مع حزب الله ومنظمتي حماس والجهاد من اجل الاستمرار في تنفيذ المخطط الايراني الرامي الي السيطره علي المنطقه



ولذلك فلايمكننا التبشير بانتهاء القدره العسكريه لحزب الله واحتراق ورقة منظمتي حماس والجهاد بمجرد احلال السلام بين سوريا واسرائيل فستظل منظمتي حماس والجهاد وحزب الله باقون وسوف نري دعما مباشرا ايرانيا اكبر بكثير مما هو عليه الآن لافساد أي احتمالات لاي بريق امل في حل القضيه الفلسطينيه واقامة دولتها علي الضقه وغزه لان ايران تعرف جيدا ان سبيلها للسيطره علي المنطقه يكمن في استمرار القضيه الفلسطينيه دون حل وتظل المنطقه في قلاقل مستمره حتي تتمكن من تنفيذ مخططاتها في المنطقه



بولس رمزي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - عالم المؤثرين المطورين بالذكاء الاصطناعي يطار


.. أضاءت سماء الليل.. شاهد رد فعل السكان لحظة تحليق شظية مذنب ف




.. إيران تشييع رئيسي على وقع خطوات لملء الشغور الرئاسي | #رادا


.. المستشفى الإماراتي العائم في العريش يجري عمليات جراحية بالغة




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة