الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضفة والقطاع ... رسالة السلام وصواريخ القسّام

محمد كليبي

2008 / 12 / 26
القضية الفلسطينية


تابعت - على غير عادتي في عدم الاهتمام بالاحتفالات الدينية - احتفالات بيت لحم في الضفة الغربية بأعياد الميلاد . حيث دفعني الى المتابعة الأمران التاليان :

الاول : الحضور الرسمي والشعبي الكبيرين , فلسطينيا وعربيا ودوليا

فوسط إجراءات أمنية مشددة حضر آلاف الحجاج المسيحيين الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بقداس منتصف الليل في كنيسة المهد بمدينة بيت لحم بالضفة الغربية مسقط رأس السيد المسيح. وأقيم القداس بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكبار المسؤولين الفلسطينيين ووزير خارجية الامارت العربية المتحدة وعدد من السفراء و القناصل الاجانب. وحضر القداس حوالي مئتين من المسيحيين من قطاع غزة منحتهم اسرائيل الاذن بالقيام بالرحلة. وارسلت الى بيت لحم قوات امن اضافية من مدينة رام الله واريحا بالضفة الغربية. وقال مسؤولون فلسطينيون في الضفة الغربية ان عدد السياح الذي يزورون بيت لحم خلال موسم اعياد الميلاد ورأس السنة هو الاعلى منذ عام 2000. وقالت وزيرة السياحة والآثار في السلطة الفلسطينية خلود دعيبس ابو ديه ان نحو اربعين ألف سائح يتوقع وصولهم هذا الاسبوع فقط.
وهذه الايام هي ذروة الموسم، حيث يتجمع المسيحيون للاحتفال بميلاد المسيح في مسقط رأسه. ويقول مراسلون ان العنف في الضفة الغربية تراجع بشكل ملحوظ، وهو السبب الرئيسي في تزايد اعداد السياح. ويأتي الارتفاع الملحوظ في هذه الاعداد على الرغم من المصاعب الناتجة من عبور الجدار العازل بين اسرائيل والضفة الغربية.
وتشير تقديرات إلى أن نحو مليون سائح زاروا بيت لحم خلال هذا العام ويمكن في حالة تحسن الأوضاع الأمنية أن يتضاعف هذا الرقم .

الثاني : التناقض اللافت بين الصورتين

صورة الوضع في الضفة الغربية والوضع في قطاع غزة , على جميع المستويات , السياسية والامنية والاقتصادية , وغير ذلك . ولكي أكون اكثر دقة وتحديدا , فهو التناقض بين الرسالتين :
رسالة الضفة الغربية المعبرة عن المحبة والسلام والعيش المشترك . تلك الرسالة التي أكدها كلا من الحدث الاحتفالي ذاته والرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته بهذه المناسبة . حيث دعى وتمنى أن يعم السلام فلسطين والمنطقة والعالم . كما اكد على رفضه المطلق لما يجري في قطاع غزة من استمرار لاطلاق الصواريخ باتجاه المدن والقرى الاسرائيلية , واصفا تلك العمليات الحمساوية " بالعبثية " التي لا تفيد الشعب الفلسطيني بقدر ما تضر به . داعيا الحمساويين , من جديد , الى الانخراط في الحوار الوطني الفلسطيني .

ورسالة قطاع غزة المعبرة عن الكراهية والعداء , عن الدمار والدماء . تلك الرسالة التي ترسلها عقلية " عنترة بن شداد " أو خالد مشعل وأعضاء عركته السلفية المتطرفة . تلك العقلية التي - للاسف - تسيطر على القطاع وأهله . تلك العقلية التي تعتقد أنها قادرة على تحقيق ما تتوهمه وتحلم به ليل نهار , بالقضاء على دولة اسرائيل ورمي اليهود في البحر كما يبشرهم دينهم , مستخدمين تلك الصواريخ العبثية لتحقيق ذلك الهدف الدنيوي والأخروي الكبير , غير مدركين - أو مدركين ومتغافلين عن ذلك في سبيل الله - أن تلك الصواريخ العبثية لا تخدم , من قريب أو من بعيد , المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني , وانما على العكس من ذلك , فانها تضر به أكبر الضرر , حيث تدفع هذه الصواريخ الحمساوية العبثية باسرائيل الى اتخاذ ردود افعال تناسب ذلك العبث , حيث تلجأ الحكومة الاسرائيلية مضطرة الى غلق المعابر مع القطاع , واحيانا تضطر الى اتخاذ اجراءات عسكرية رادعة بضرب المواقع الحمساوية التي يتم منها ارسال تلك الصواريخ . وكل ذلك يؤثر سلبا على الوضع الانساني لسكان القطاع , على المستويين الامني والمعيشي , وبالتالي فان " عنترة بن شداد " وجماعته يتحملون مسؤلية المعاناة اليومية لسكان القطاع , واستمرار تلك المعاناة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض