الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من حصار الخارج إلى حصار الداخل...!؟

جهاد نصره

2008 / 12 / 26
حقوق الانسان


يمكن وصف ما يحصل لشعب غزة منذ انتخابه لحركة حماس باستخدام المثل الشعبي:هذا ما جنت يداك..!؟ فالغزاويون ضحايا الثقافة المتوارثة المهيمنة قبل كل شيئ..! لقد هربوا من فساد أجهزة السلطة الوطنية واستبدادها ظناً منهم أن الخلاص النظيف سيكون على أيدي الإخوان المسلمين فكان أن حاصرهم العالم كله بما فيه الأنظمة الإسلامية تفادياً لقيام إمارة طالبانية في المنطقة حيث لا يزال الجميع منشغلين بتنظيف أفغانستان من آثار الإمارة الأولى..!؟ وفي الأمس أحكم أعضاء المجلس التشريعي الذين انتخبهم الغزاويون حصارهم من الداخل حين أقرَّوا كما كان متوقعاً قانوناً للعقوبات مستوحى كلياً من الشريعة الإسلامية وسيكون على الغزاويين بعد اليوم معايشة القضاة وهم يطبِّقون الحدود التي أقرها الشرع فمن يسرق تقطع يده فإذا سرق مرة ثانية ستقطع رجله ومن يزني سيرجم ولمَ لا سيقول الحمساويون ألم يرجم الرسول صلعم ـ ماعز ابن مالك ـ حين أقرَّ بفعلته وكان قد سأله: هل تدري ما الزنى..؟ فقال ـ ماعز ـ: نعم أتيت منها حراماً كما يأتي الرجل امرأته حلالاً فقال النبي: هل غاب ذلك منك في ذلك منها..؟ قال: نعم كما يغيب المرود في المكحلة فأمر النبي برجمه فرجم....!؟
اليوم وفي حين أن شرعة حقوق الإنسان تجرِّم شتى الأحكام العنفية فإن المجلس التشريعي الحمساوي أقرَّ قانوناً وفق الآية الثالثة والثلاثين من سورة المائدة (( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا في الأرض )). وهكذا فإن الشعوب التي تهرب نحو الخلف من جراء استبداد أنظمة حكمها أولاً وضعف حراك التنويريين ثانياً ستجد نفسها أمام أحكام قضائية تتوافق مع مضمون هذه الآية وهذا ما يحصل على أرض الواقع ففي مصر نجح الإخوان في إحداث اختراق كبير عزز أملهم بإمكانية قيام الدولة الدينية التي ينشدونها، وقبلها نجحوا في الجزائر وكان ما كان..!؟ والكويت التي يطالب إسلاميوها الآن بمنع الحفلات الفنية وما شابه..! وغيرها من البلدان التي تراوح جميعها عند هذه التخوم...!؟ وهذه الحالة النكوصية تعكس النجاح الكبير الذي يحققه الفقهاء والدعاة ومختلف رتب الإسلاميين ومنظماتهم في تعزيز الثقافة المتوارثة المنقوصة التي غيِّبوا منها كلياً ما يدحضها فهم يعدون الناس بمجتمعات نظيفة تسود فيها العدالة والقيم ويقدمون لهم العهد الراشدي كنموذج ناصع لما سيكون عليه المجتمع المحكوم بالشريعة..! وهم يزعمون أن الشرائع والقوانين الوضعية في البلدان المتقدمة هي التي تسببت بتحلل مجتمعاتها فانتشرت فيها الموبقات والفواحش على حساب القيم..! وهم من خلال هذا الزعم، يحاولون تقديم نموذجهم المجتمعي الناصع من جهة وتبرير معاداتهم لمنظومة الدولة المدنية ولقيم الحداثة والتقدم والحرية من جهة أخرى..!؟ أما عن نموذجهم النظيف الذي تجلَّت فيه القيم الاجتماعية وفق الشريعة الإسلامية على أحسن ما يكون فهو يقتصر على عهد الخلفاء الراشدين ولنرى مدى صحة هذا الزعم يكفي أن نطلع على بعض القضايا التي انشغل بها القضاة وقتذاك.!؟
في مناقب ابن شهراشوب، أن رجلاً ادعى أمام الخليفة بأن صاحبه اعترف بأنه احتلم بأمه فاحتار ـ أبو بكر ـ ولم يجد مفراً من الاستعانة بالمرشح الدائم للخلافة ـ علي ـ كرَّم الله وجهه..! وقد قضى فيها سيدنا ـ على ـ بأن يوقف الرجل في الشمس ويُحدّ ظله وذلك لأن الحلم مثل الظل كما رأى..! وهذا ما كان فقد أُوقف الرجل وجرى جلد ظله...! وفيما يلي عناوين بعض الدعاوى التي شهدها القضاء في العهد الراشدي والتي يسكت عنها المحدثون الإسلاميون:
1 - دعوى تتعلق بمجنونة زنت.
2 - دعوى حول امرأة حامل زنت.
3 - فيمن ولدت لستة أشهر.
4 - فيمن فجر بها صغير.
5 - رجل قتلته امرأة أبيه وخليلها.
6 - إعرابية وجدت عند إعرابي يطأها.
7 - حول جارية بغت.
8 - أسود اتهم زوجته بالزنى.
9 - الشيخ الطاعن في السن وزوجته الحامل.
10 - امرأة ساحقت أخرى فحملت.
11 - جارية افتضت عذرية أخرى بإصبعها.
12 - في المرأة التي قتل زوجها صديقها.
13 - فيمن ادعى أنه لا يقدر أن يفتض امرأته.
14 - في الزاني غير المحصن.
15 - فيمن كرر الزنا بامرأة.
16 - في مدركة زنى بها حدث.
17 - فيمن واقع امرأته بعد العدة.
18 - فيمن وضعت ولدا بالزنا وقتلته.
19 - فيمن أتى زوجة أبيه.
20 - فيمن قطع فرج زوجته.
21 - في كلب وطئ شاة.
22 - في امرأة ذات بعل تطلب بعلاً أخر.
23 - في زنديق.
24 - الفاجرة إذا اعترفت بمن فجر بها.
25 - فيمن جامع امرأته في رمضان نهاراً.
26 - فيمن اتهم زوجته بأنه لم يجدها عذراء.
27 - في الشهود المتهمين بالزنا.
28 - فيمن حلف على زوجته أن يطأها في رمضان نهاراً.
هذا ما كان يحدث في العهد الميمون فعن أي مجتمع يتكلمون...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لكل مجتهد نصيب
جحا القبطي ( 2008 / 12 / 25 - 21:04 )
حماس تجتهد لرفع المعاناة عن شعب غزة المطحون ولذا تجتهد في تطبيق الشريعة أملا في أن يتمخض عن تطبيقها مساعدة الشعب علي الإنتاج والعمل فلا يحتاج إلي مساعدة دول الكفر ..أمة ضحكت من جهلها الأمم الشعب يحتاج إلي مصانع أو مزارع أو ورش عمل وعندها سيساعدهم العالم بأكمله ولن يطلب منهم تغيير عقائدهم أما بتطبيقهم شرائع متخلفة يجعل العالم متوجس ويحاربهم حتي في معتقداتهم أنتبهوا العالم يضعكم تحت المنظار فلا تفرحوا بإيدولوجيات الدمار

اخر الافلام

.. -جبل- من النفايات وسط خيام النازحين في مدينة خان يونس


.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان




.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي


.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن




.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك