الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اذ يتعلق وجع الاسم بأهداب البحر: مساءلة (قراءة في نص - وجيعة حبر ممزوج بغلال البحر- للشاعر مراد العمدوني)

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2008 / 12 / 26
الادب والفن



لا اخفيكم كم أتردد وانا أخطو خطوة القراءة لنصوص اسم يدجج حرفه بغلالة من دهشة الاختراق وطرق كل ابواب المجاهيل المعلقة على نواقيس الافتراق..
انها الوجيعة .... وجيعة المساءلة لنقطة الصفر التي دوما هي على استعداد لا ستقبال ارتداداتنا ..
لا عادة نحر السؤال او صياغته من جديد.......... الامر يتساوى في درجة الصفر ...، سواء للكتابة او الاختراق: اختراق لحظة الاستكانة طبعا.
على عكس اقتراح (رولان بارت) ، يصر الشاعر مراد العمدوني على حضور (محاكمة) نصوصه ، كضيف شرف طبعا، لان خيوط الاختراق وعناصر الدهش تصر على التعلق بخامة حنجرته (هل كان علي ان اقول خامة اسمه؟) ومداد عين الصقر في حريق الشاعر /المتسائل فيه.
انه وجع السؤال وان غطت أيقونته غلالة البحر أو صمته عندما:

تستقيم لذة القتل الملون! بحسب الشاعر العمدوني في نصه الذي بين ايدينا.
تصعب الاحاطة بارتكابات العمدوني لتعدد زوايا أسئلتها، وبالتالي تعدد مستوياتها القرائية والدلالية وتعدد تقنيات اشتغالاته في الجملة الشعرية ذاتها، وليس جسد النص وحسب، لانه:

(يسير الى حيث تكون نهايات حرف مثلج ومذاق محلى بروث العيد) كما يصفها الشاعر في جسد النص الذي نحاول ملاحقة بنيته الاشارية هنا وتلقف بعض دواله.
قلنا ان المبدع العمدوني يعدد تقانات اشتغالاته في نصه (وجيعة حبر ممزوج بغلال البحر) دون ان يعطي سيادة لتقانة (شكلية) على جسد النص، من أجل ان يحافظ النص على (مسيرة) خلق عناصر الدهش والمفاجئة للمتلقي في كل عطفة من عطفات انتقالاته الفكرية واستيفاءات مساءلاته : طرح السؤال وتعدد زوايا طرحه، مهمة الادب الاولى، هذا ما يجب علينا تذكره دائما.
واذ يعدد شاعرنا هنا تقانات اشتغاله او يلونها بمفاعيل ومفاصل سردية ومسرحية (حوارية)، فانه يصر على الاخذ بتلابيبنا من لحظة تفجره الاولى الى آخر عطفة في الذروة التي يشكلها (هو ام السؤال؟) لعقدة النص: (حيث) تستقيم لذة القتل الملون

وتطوف باليدين حبال من الذكرى:

ترتجف الانامل من سقسقة سحيقة

حيث لا معنى لغير التلفظ المشدود بمسمار الى العلقة.

لانه (الشاعر أم المتلقي؟ سنصل الى اجابة لهذا السؤال في قمة ذروة عقدة النص كما اتوقع ) يسير الى حيث تكون نهايات الحرف المثلج (أي اعتبارات ثلجته يا عمدوني؟) ومذاق (للحياة والسؤال معا، كما أرى) محلى بروث العيد! وأي صورة صادمة هذه التي تقوم على التقابل التضادي، باتساق دهشها وفجاءة حقيقتها المرة
.
سأدعي (انا المتلقي القاريء هنا) اني أكاد الامس موجات رمال الصحراء الراسبة في دماء الشاعر، واليها سأعيد سبب اختيار الشاعر لتقانة (الاستنطاق الحواري) او اسلوب التحقيق الذي يلملم أشلاء السؤال ويحاول تجميع دمائه في مجرى واحد الى ... مصب ذروته النهائية (وهي ذروة عقدة النص ايضا):

- سيدي
بيدي ديس ثرثار اتهجى حرقته في آخر طاولة في حانة الكون

من المنادى هنا وبماذا يناديه الشاعر ولم؟ لن نجد الاجابة عليها الا على أبواب الفتوح المكية، كما يشير الشاعر في مقطع لاحق.. ولهذا سننصرف الان الى معاينة تفاصيل وتضاعيف الصورة التي اختصر بها شاعرنا تضاريس احجية السؤال الوجودي: من وكيف ولماذا ولم...؟

بيدي ديس ثرثارأتهجى حرقته في آخر طاولة في حانة الكون!

عني ساسلم مع العمدوني فيما ذهب اليه: ليست الحياة – في المدى الماثل لنا – اكثر من ديس ثرثار............
وخط شروعه ومنتهاه على ابواب الفتوحات وحفافي غدير بدر!

- وانت؟؟؟؟

- اوشك أن أوصد هاجرة اخرى

قيظ النقبض في بحيرة تشايكفسكي

أتوسل مفاتيح (صول) لاقفل الدهشة عند أول معبر للحريق

هذا جواب الشاعر/الجنون و الانسان السؤال: اوشك ان أوصد هاجرة اخرى

ولكنه زمان/رغبة/الحاح/حاجة منفلة من عقال الضجة....

الحياة ضجة حول لا شيء، بحسب شكسبير.
كم منا غامر في نفي هذه النتيجة وفشل؟ انا اوافق العمدوني في اعلان فشلي! ومن يعارضنا فموعدنا تحت السقيفة ليدلي بحججه! وقبل اعلان العمدوني لبلاغ تصحيحه لعنوان الاحجية المنسربة من بين اصابع..................... ااقول القدر!!!!! بل السؤال كما ارى!!!!!

(بلاغ: لابد من تصحيح العنوان الصيفي ، أما في سائر الايام فبامكانكم مراسلتي على العنوان التالي:
مراد العمدوني
6 نهج ابن الجزار
منزل بورقيبة
7050 تونس) ولكن لا تطمئنوا لان العمدوني سرعان ما سيتدرك مصححا جهة الخطاب..

(اعتذار: لقد تسلل البلاغ السابق سهوا الى مسودتي فالرجاء من حضرة المدير ان يقوم بالتعديل وحذفه نهائيا حتى يمكنني ان اتابع الحريق)!!!!!!!!!!! ااااااه يا عمدوني الى أي ممر اخذتنا انتباهتك وفي وجه أي مرآة وضعتنا!!
من سيطالعنا في شظايا تكسراتنا فيها؟
نحن أم من ادعت لنا اجتماعات السقائف ام استراحات الغسق على حفافي غدير بدر؟
من يمتلك الاجابة يا عمدوني؟ لا انا ولا انت طبعا، لاننا من الشعراء او هكذا نحسب انفسنا! ولا بد من مواصلة الحريق ... وحتى النهاية ياعمدوني!

أتوسل مفتاح صول لافتح الدهشة عند اول معبر للحريق

انه حملك يا عمدوني ، كسيزيف، ان تواصل فتح الدهشة عند كل معبر لحريق الرغبة في طرق باب الغابة وباب المجاهيل المرقومة على صفحة ارتكاسك في لجة السؤال..

- سيدي هناك فتحة اخرى من الفتوحات المكية لم ينتبه اليها الاطباء وهم يرتقون جسدي من جديد

ياااااااه ياعمدوني ما ابهى هذه الصورة .. ها انت تصل بنا الى قبة السقيفة لتستوقفنا امام وجوهنا وعرائنا بعد ان نفضت عنها رمال الصحراء ... نحن الان امام وجيعتنا الاولى التي تتناسل بين اضلعنا ومنها مدادا محروقا يحاول رتق الفتحة التي نسي الاطباء في ذاكرتنا وحناجرنا وعيوننا وتحت قمصاننا..

- لذلك قطفت لزينب من أضلعي انحرافا هجينا خارج المستقيم
ونثرت حول ظلالها عرس اليقظة
فهل ستستيقظ زينب من سباتها؟
الرمال تملأ حناجرنا وجرسها يصدح في آذاننا......... فهل لزينب من رتق هجين يعيدها الى خارج المستقيم؟
من رسم المستقيم لخطانا ووفق أي مسطرة اثث به خيالاتنا؟ هذا السؤال يبسطه العمدوني على الطاولة التي تتوسط السقيفة.......... فمن سيجيب عليه؟
العمدوني يقترح علينا عرسا لليقظة .. فهل ورد عرس لليقظة في الواح الرمال المنسية تحت بساط دمانا؟

مهلا! العمدوني يقترح علينا شكلا من اشكال الثورة المضادة..

ثم أوصدت العتبات حتى لا يغتالني ندم محرم جدا!!!!!!!!!

هذا هو اقتراح الشاعر: ان لا يغتالنا ندم محرم! لولا اننا، وبحسب استدراك الشاعر..

- ألسنا ألسنة اخرى للسقيفة ، فكيف نغتاله من جديد؟

كيف نفكك الشهادتين بأطياف مسودة
وأقنعة مجندة لرافعات الصدر؟؟

بالثورة يا عمدوني؟ أشم روائح ملايين الحراس حول ضريح السقيفة يا عمدوني!

وها انت تتلقف روائحهم باستدراكك التالي..

(قول محذوف بناء على تحذير من فحيح آسن ومن غدير البدر)

(ملاحظة: يتراجع الراوي الى الخلف في الجهة اليمنى جسد مكوم وشمعة سوداء توضع جهرا في فوهة مسدس كارتوني)!

نعم نعرف ان المسدس كارتوني ولكنه قادر على قتلنا مراد.

لماذا يغتالنا المسدس الكارتوني مراد؟

هذه الذروة التي حاول شاعرنا لملمة اشلاء ذاكرتنا ومخيلاتنا حولها: ضجة مفتعلة رسمت وفق مسطرة من وهم مخاوفنا! ولكنها قدرة على حصد المزيد من حشود الجماجم الفاغرة، بحسب الزوم الذي يجمع به الشاعر صورة الموقف ليبسطها امام اعيننا بكامل عرائها..

زووم: تظهر وسط الحشود جماجم فاغرة تردد الصدى:

تطوف باليدين حبال من الذكرى

تستقيم لذة القتل الملون

هناك ........... فقط

في مشابك نهر........ فقط .

فالى متى ستظل جماجمنا الفاغرة تردد صدى الرمال؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لتسليط الضوء على محنة أهل غزة.. فنانة يمنية تكرس لوحاتها لخد


.. ما هي اكبر اساءة تعرّضت لها نوال الزغبي ؟ ??




.. الفنان سامو زين يكشف لصباح العربية تفاصيل فيلمه الجديد


.. الفنان سامو زين ضيف صباح العربية




.. صباح العربية | الفنان سامو زين ضيف صباح العربية