الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما سر الصمت عن الملف النووي الإيراني؟؟؟!!!

سعيد موسى

2008 / 12 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


قامت الدنيا ولم تقعد والتهديدات الأمريكية الأوروبية الإسرائيلية وصلت عنان السماء, حتى خال للمراقب أن الضربة العسكرية قاب قوسين أو أدنى, مع إصرار طهران على حقها في امتلاك تكنولوجيا الطاقة النووية,على اعتبار أنها للاستخدامات السلمية, واخذ الفريق الآخر من التكتل الدولي يشكك في نوايا طهران من السعي الحثيث في سباق مع الزمن, وبدرجات عالية من التخصيب وآلاف أجهزة الطرد المركزي النووي, وذلك لامتلاك السلاح الذري والدخول للنادي النووي الدولي كقوة إقليمية من شانها منازعة قوى الهيمنة الغربية الدولية, لبسط نفوذها أو نيل نصيبها من عوائد الهيمنة السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط عامة, وفي منطقة الخليج خاصة, ناهيك عن الرعب وليس الحذر الذي يدب في أرجاء ممالك الخليج, جراء سعي إيران لامتلاك سلاح الدمار الشامل, خاصة وان طهران مازالت تحتل جزء من الأراضي الخليجية الإماراتية, بل وبعد حرب دامية مع العراق من اجل انتزاع منفذ على شط بحر العرب وكان لها ذلك, ناهيك عن شعارات تصدير الثورة الإسلامية الشيعية إلى مشيخات الخليج, التي يقطنها مئات آلاف المسلمين الشيعة ويدينون بالباطن ولاء للنظام الإيراني, تهديد غربي بدعم عربي وتحدي إيراني بإصرار , والعقوبات الاقتصادية والسياسية تلو العقوبات على أشدها, حتى بات الجميع بالحسابات السياسية والعسكرية يكاد يسمع طبول الحرب, وحتى بعدما فترت حدة جدية تلك التهديدات الغربية الجوفاء, بدا العالم الغربي وكأنه متخوفا من هجوم إسرائيلي متفرد دون تنسيق أو موافقة غربية لضرب المنشآت النووية الإيرانية, وقيل في ذلك كل الدلائل والمعطيات والمؤشرات , والتي تدفع باتجاه الأخذ بهذا الخيار بضربة إسرائيلية مباغتة قد تحظى بدعم ومساندة أمريكية دون أي تنسيق علني أوروبي, وبعيدا عن هيئة الأمم المتحدة, خشية الفيتو الروسي أو الصيني.


وقد ذهب البعض بحسابات سياسية وعسكرية دقيقة إلى تحديد موعد الهجوم بناء على إحداثيات المناورات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية من جهة, وإحداثيات تتعلق بالنظام السياسي الإسرائيلي بإجماع القوى على خطورة اقتراب امتلاك طهران للسلاح النووي, خاصة وان طهران ليل نهار تدعو وتبشر بزوال الكيان الإسرائيلي عن الوجود, إضافة إلى الإحداثيات المقابلة بتقدير وكالة الطاقة الذرية وخبراء بان إيران ستكون خلال مدة قصيرة بالحسابات النووية التخصيبية تكون قادرة على صنع قنبلة نووية, مع ضرب عرض الحائط بكل نداءات المؤسسات الدولية بضرورة إخضاع المنشآت النووية الإيرانية للرقابة ولفرق التفتيش, بعد هذه الجلبة التي صمت الآذان من لهيب هدير التهديدات, حتى ذهب بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي وعلى رأسهم السيناتور/ هيلاري كلينتون والتي ستتولى حقيبة وزارة الخارجية في الإدارة الأمريكية الجديدة, وبعد تهديد طهران بإزالة الكيان الإسرائيلي, هددت بإزالة إيران عن الخارطة الكونية, وهذا يعني أن من لايملك السلاح النووي يهدد باستخدامه للإزالة, ومن يملك أسلحة نووية قادرة على تفجير الكرة الأرضية مائة مرة يهدد كذلك بإزالة إيران عن الوجود, ولا احد يبارح ثرثرة التهديدات والطبول الجوفاء, فكان لابد وراء ذلك سبب يتجاوز حسابات عباقرة المحللين وفحول المراقبين.


فجأة ساد الصمت وقد يقول البعض بسبب الانتخابات الأمريكية والإسرائيلية, علما أن المسألة سباق مع الزمن, أي إذا ما سكتت لغة قعقعة السلاح , وعبثيات شعارات الزلزلة والإزالة, بل والشروع في تجميد فعالية إيران في تخصيب اليورانيوم, فهذا يعني أن الصمت طيلة هذه الأشهر يقف خلفه سر لاندركه, فهل هناك في الخفاء اتفاقيات على درجة عالية من السرية, جعلت الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية يتنفسوا الصعداء؟أم فعلا وبضمانة الحلفاء مثل روسيا والصين تم تجميد تخصيب اليورانيوم في طهران, أو ربما في أقصى الحالات وأنا اتسائل: هل باتت التهديدات غير ذي جدوى وعلى الغرب أن يسلم بإيران النووية, ويبحث عن سبل مواجهة غير عسكرية لتطويق إيران وجعل سلاحها النووي غير ذي فائدة, أشبه بالسلاح النووي الباكستاني من حيث وجهته بعيدا عن الكيان الإسرائيلي, ولن يحقق لها قوة تدفع باتجاه نيل قسمة هيمنة متساوية مع اللاعبين الرئيسيين, وهنا سواء سلموا أو لم يسلموا اعتقد بان سباق تسلح نووي تحت السيطرة ستشهده منطقة الخليج, ولعلي كتبت سابقا"مظلة نووية خليجية" بل ربما تشهد منطقة الخليج ومن خلال مجلس التعاون الخليجي, إقامة درع دفاعي مشترك في مواجهة الخطر والمطامع والطموحات الإيرانية في المنطقة, ولا اشك بان مطلبا سيعتبره القادة الخليجيون وسط هذا الصمت عن النشاطات النووية الإيرانية, أن يتم الموافقة أوروبيا وأمريكيا بل وعلى مستوى الكتلة الشرقية اقصد عدم معارضة الصين وروسيا, لبناء مفاعل نووي خليجي مشترك, بل وامتلاك سلاح التوازن والردع النووي وفق معايير ورقابة أن لم يكن شراكة غربية, فهل هذا احد خيارات إبطال مفعول السلاح النووي الإيراني في حال امتلاكها له, ليكون على غرار الجارين العملاقين"الهند وباكستان" حدود بسيطة للاحتراب سيهب العالم بأسره من اجل عدم تصعيده, لان البديل إبادة متبادلة, وبالتالي تستمر العقوبات والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية الدولية ضد إيران حتى لو امتلكت التكنولوجيا النووية الغير سلمية.


وبموازاة قوة الردع النووية الخليجية والإسرائيلية, يتم عزل وتهميش إيران عن المنظومة الدولية, فربما تضطر مثلها مثل كوريا الشمالية للتخلي عن أسلحتها وطموحاتها النووية؟؟؟ أو تتدارك الأمر مثل ليبيا وتتبرأ من أي رغبة للطموحات النووية والتخصيب الذي سيرهق اقتصادها ونظامها السياسي, ومع امتلاك دول الجوار أو دول المواجهة في الخليج للخيار النووي تصبح القوى متوازنة ويصبح من المحرمات اندلاع حروب تتجاوز التلويح أو المماحكة, وبهذا يتم لجم الطموحات الإيرانية كما يشك فيها معظم الأنظمة الخليجية, بل وزاد حاليا التحالف العربي ضد إيران وخطرها على استقرار تلك الدول, سواء في مصر أو لبنان والأردن, فالعزلة والعقوبات الاقتصادية, والتهميش السياسي الإقليمي في القضايا الشرق أوسطية, وامتلاك مجلس التعاون الخليجي لمظلة نووية كقوة ردع.


هل هذا حقا يكمن خلف الصمت من بعد جلبة طبول الحرب, أم أن هناك في كواليس العواصم الأوروبية حوار من المحرمات الإعلامية, سيكون خلاصته السماح لإيران بامتلاك التكنولوجيا النووية في حدود الاستخدامات السلمية, وضمان موثق بعدم إظهار العداء بما يتجاوز الشعارات الجوفاء ضد الكيان الإسرائيلي, أو حتى ربما وهي مجرد تسائولات هل تشهد الفترة المقبلة توافق غربي إيراني على الساحة العراقية, وهل تشهد العلاقات الإيرانية الإسرائيلية تحسنا وتواصلا مباشرا أو غير مباشر لكسر حاجزا لتخوفات ونزع فتيل الاستنفار النووية والحربي الصهيوني؟ كل شيء في السياسة جائز وممكن, فالسياسة فن الممكن , وهناك ممكن قد تسميه الدول تكتيكا, ولكن التكتيكات في محصلة الأمر تجسد اتجاهات وتوجهات سلمية أو عدوانية وفي حدود معينة لا تتجاوزها, كل شيء ممكن,. فبالأمس كان الكيان الإسرائيلي احد أهم محطات توريد قطع غيار السلاح لطهران في مواجهة العراق, واليوم نرى الحليف الإيراني " سوريا" ستنتقل من المفاوضات الغير مباشرة إلى المفاوضات المباشرة, من اجل استعادة أراضيها سلما بعد إسقاط كل الحسابات العسكرية من أطراف الصراع, وبشكل ثنائي كما هو المخطط الصهيوني , سواء على المستوى المصري الإسرائيلي, والفلسطيني الإسرائيلي, والأردني الإسرائيلي, وقريبا جدا اللبناني الإسرائيلي, ولا غرابة أن يفاجئنا مصدر مسئول أو نصف مسئول بان لقاءات إسرائيلية إيرانية وعلى مستويات مختلفة يعلن عنها, إذن فلابد من معطيات لتفسير الصمت, في حال سلمت الدول الغربية والكيان الصهيوني والدول الخليجية, بعدم جدوى ثني إيران عن إصرارها لامتلاك السلاح النووي, أو مواجهة إيران بسلاح رادع في محيطها مثله وأكثر عدة وقوة تدميرية, أو الخيار الثالث أن مفاوضات تدور في الخفاء أطفت أجواء من الطمأنينة,واعتقد أن أول ثمن أو عربون حسن نية إن كان خيار المفاوضات والتسويات هو ذلك السر الخفي, نزعت فتيل المواجهة الموشكة, وهنا فان ورقتي حزب الله في لبنان, وحركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين سيكونان من قبل طهران ودمشق هما ورقتي حسن النوايا بإعادة صياغة كينونتهما العسكرية إلى سياسية,. , فأين تكمن الحقيقة؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جنود إسرائيليون يحرقون منازل الفلسطينيين في قطاع غزة


.. بدولار واحد فقط!.. تعليمات استثمارية يمكنك البدء بها من الخب




.. في عمر الـ93.. إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ يتزوج للمرة الخا


.. اندلاع حرائق كبيرة شمال إسرائيل إثر سقوط صواريخ أطلقت من لبن




.. سألنا الناس في السعودية: في هذه الأيام.. تفضل المال في جيبك