الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثياب الإمبراطور الجديدة

كامل السعدون

2008 / 12 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



-1-

الإمبراطور الولوع بالثياب والمجوهرات والملذّات ، لم يخذل روحه الشفافة وحسّيته القميئة الوسخة من تجربة اي شيء من ملذات الدنيا .. !
ولِم لا .. وهو الحاكم بأمره ، المهيمن على شعب من العبيد ..!
شعب تعوّد الذلّة والخنوع والخضوع ..!
مثل هذا .. يسيرٌ على اي محتال أن يخدعه .. وهذا ما حصل حين جاءه إثنان من النسّاجين الأذكياء .. نسجوا له ثوب العري .. وقالوا هذا ما لم يُنسج من قبل ولا يستطيع إلا الأذكياء إدراكه ورؤيته ، اما الأغبياء فإنهم لن يرونه ..!
من مُستعد لقبول تهمة الغباء ؟
منْ ؟ وهم .. حاشية وشعبا يتوهمون ( على ضوء إعلام السلطة ) أنهم جميعا اذكياء .. غاية الذكاء ..!
في الشارع .. في الشارع .. بين حشود الناس البسطاء ، إنطلق صوت بريء .. بريء للغاية من طفل لا يطمع بشهادة ذكاء زائفة ..!
اطلق قهقهة قوية وهتف بشجاعة وبراءة .. ( الإمبراطور عاري .. الإمبراطور عاري ..!
ثوان .. وإذ بالأفواه تنفجر بالضحكات وتهتف .. نعم .. نعم .. الإمبراطور عاري ..!

-2-

ببساطة .. ببساطة شديدة .. بوش كذّاب .. بوش محتال .. بوش مهزوم ويعتاش على بعض العراقيين .. ادواته وصنائعه الطيبة المرعوبة الخائفة من شبح صدام حسين والبعث والعرب والقومية والتاريخ والعمق العراقي الجميل الجليل المبارك ..!
بوش رجمه الأمريكان في الداخل حين اقصوا بالكامل نهجه وتاريخه وحزبه والمحافظين الجدد الذين فعلوا من الجرائم في العالم كله ما لم يفعله غيرهم طوال التاريخ الأمريكي كله ..!
بوش مهزوم .. في كل مكان .. في اوروبا .. في افغانستان .. في امريكا اللاتينية .. يقولون له هذا صراحة .. في الشارع .. في الإعلام .. في اللقاءات الرسمية للمسؤولين ..!
ساركوزي وايطاليا والألمان واليابانيين والروس والصينيين ، جميعهم يؤكدون اليوم على أن القطب الواحد قد فشل وأن امريكا تقود من يتبعها إلى هوان وكوارث لا نهاية لها وأن المستقبل الإنساني غامض ومرعب إذا ما استمر العالم بمجاراة امريكا ..!
بوش مهزوم .. نهج بوش مهزوم .. سمعة الأمريكان اليوم في الحضيض .. في كل مكان إلا في العراق على يد بضعة من زعماء الطوائف والأعراق التي وجدت فسحة النهب والسلب والإثراء والعمالة تحت جزمة الأمريكان وفي ظل وجودهم غير المبارك ..!
وكما أن لهؤلاء حمايات ومستشارين وو ، لهم اقلامهم وصحافتهم وقنواتهم التلفازية والإنترنتية ..!
ولهم سياطهم وادوات التعذيب الكهربائية التي مارسوا بها عبر السنوات الخمس الفائتة ، ابشع جرائم التعذيب بحق المعارضين ..!
وذات الأمر فعلوه قبل اسبوع مع الطفل البريء الذي فضح عورة بوش ..!
هل تغير الشيء الكثير بين فاشية صدام وفاشية ديموقراطية المحاصصة الطائفية ؟
ذات الأدوات .. وذات الوجوه .. وذات الممارسات ..!
وذات فكر التسقيط وممارسات التسقيط التي بلغت من الدناءة حدودا تجاوز بعضها حدود ما فعله الفاشيون القدامى .

-3-

ما فعله الطفل العراقي البريء الطيب منتظر .. لا يختلف عن ما فعله الطفل الدنماركي في قصة كريستيان هانس اندرسن ..!
لا فرق البتة .. بوش يكذب علينا .. في امريكا وفي العالم وحيث يذهب ، يقول أنه خُدِع من قبل المخابرات عن مسألة اسلحة الدمار الشامل العراقية ووو !
حلفاءه الإنجليز ، الأوروبيين ، العالم كله يقول أن ممارسات الجيش الأمريكي في العراق منذ ايام بريمر كانت خاطئة بالكامل ..!
الأزمة الإقتصادية الحادة والكساد والإفلاس وآلاف الجنود الذين قتلوا ويقتلون كل يوم في العراق وإفغانستان ..!
جميع هذا وغيره يشير إلى جرائم المحافظين الجدد وخطاياهم ... !
ولكنه حين يأتي للعراق .. لأتباعه وبين ادواته ، يعود إلى الكذب ويتحدث عن الديموقراطية والنجاحات ووو ..!
الطفل العراقي .. ردّ عليه .. على كذبه بصفعة من حذاءه ..!
هل كنتم تتوقعون أن يرميه بوردة أو أن يطرح عليه سؤالا محرجا وهو عارف كل المعرفة أنه كذاب وان ما يقوله في امريكا يختلف كل الإختلاف عن ما يقوله للعراقيين ..!
لم يفعل اكثر من ان اطلق حذاءه بوجهه ، وهو يقول له .. هذه هدية الوداع يا بوش ..!!

-4-
اجمل الأقلام وأكبرها وأرقاها .. قالت في حذاء الطفل البريء خيرا وأي خير ..!
فاضل الربيعي .. حسن العلوي .. نعوم تشومسكي ..وحشد من كبار الصحفيين الأمريكان .. !
ومن الساسة .. رؤساء دول .. وزراء .. امراء .. رجال .. رجال ونساء من مختلف المراكز والمهمات والخلفيات الثقافية ..!
إلا بعض العراقيين .. بعض العراقيين الطيبين للغاية ..!
ولكن ما فُعل قد فُعل ، ولن يفيد النباح شيئا بعد أن حصل الفخر كله في ضربة واحدة سيخلدها التاريخ .. مع اسماء وعناوين من فعلها ومن وقفوا معها ولها ..!
اسخروا ما شئتم السخرية .. لكنها سخرية كاذبة لا تنطلق من القلب ولا تعبر عن شجاعة البتة ..!
هي سخرية الخائفين .. الخائفين حسب .. الخائفين من الأشباح ..!
لا على كرامة العراقيين أو على قيمة إخلاقية ، بل الخائفين من أن يخسروا ما فتحه بوش عليهم من نعمة على انقاض خراب بلد عامر قوي شجاع اصيل امين لتاريخه وجغرافيته وقومه وعالمه الفسيح ..!
نقول بلد ولا نقول نظام .. فالأنظمة تأتي وتذهب وتبقى البلدان والشعوب ..!
إسخروا ما شئتم ، فأنتم زائفون .. ليس فيكم من لم يحلم بفعل مثل هذا ، لكنكم تكذبون .. تكذبون مثل زعمائكم الذين اوهموكم أن لا خلاص من الفاشية إلا عبر الدبابة الأمريكية ولا حفاظ على التغيير الذي حصل إلا بالحفاظ على الرضا الامريكي وإن داسوا على الرؤوس ( بالقنادر ) ..!















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كامل السعدون يتحسر الى صدام وايام الدكتاتورية
جاذبية ( 2008 / 12 / 26 - 03:11 )
حيرتنا ماذا تريد ؟ هل تريد ان تتزعم حزب العودة البعثي ؟ هل تريد ان نظرد الامريكان ونسلم العراق للحروب الاهلية ؟ هل يريح قلبك وضميرك تسليم العراق لسوريا البعث ام اردن الخيانة ؟ هل تريد من السعودية دولة الارهاب الوهابي ان تستعمر العراق لانها سنية كما انت ؟ هل تريد ان تستعبد ايران العراق العربي ؟ هل نطلب من يسوع ان يحيي صدام وينفخ فيه الروح ليحكم العراق ؟


2 - اتركونا يامفكرين عصر الردة
جاذبية ( 2008 / 12 / 26 - 03:22 )
انت كاتب ملحد كما يعرف كل اهل الدنيا وكتاباتك سوف تشهد عليك ابد الدهر ... تشتم النبي محمد كأنه استحل اراضي طغاة السعدون القبيلة او العشيرة الظالمة التي استخدمها صدام والبعث لسحق كرامة احرار العراق ., الذي يشتم الانبياء الله لا ينير قلبه لذلك آرائك خيطي بيطي .... تعلم الكتابة من المفكر محمد جابر الانصاري وعلي السعدي وخالص جلبي تعلم اخلاق الكتابة من الشاعر العراقي الرائع عبد نعيم مهلهل .... انت وكامل النجار تركبون موجة الالحاد ونسيتم مشاكل الشارع العربي من جهل وتخلف ودكتاتورية وعنوسة وطلاق وازمات كادية ويأس واحباط تركتم كل هذه الازمات التي تحرق كل بيت عربي وتفرغتم لشتم الانبياء وفقدتم احترامكم , هل تتصور ان الشارع العربي والاسلامي سوف يحترمكم بعد اهانتكم للمقدسات ؟ لا تزعل من قسوة العبارات لانك اهنت النبي محمد الذي هو اشرف من السعدون واشرف من كل ملوك العرب.


3 - تغريد خارج عن الطنبورة البوشية
طيف ( 2008 / 12 / 26 - 08:05 )
لاتهتم أستاذ كامل السعدون للجوقة البوشية التي مابرحت مكانها تسبح بحمد ولي نعمتها بوش , ولايدركون ان دورهم في تمجيد بوش قد انتهى بنهاية فترة رئاسته , واولى بهم التقارب الان مع العراقيين بجميع اطيافهم , ربما سيغفر لهم الشعب العراقي الدور المشبوه الذي لعبوه لذبح العراق


4 - صدقت وأجدت التعبير
صائب خليل ( 2008 / 12 / 26 - 12:32 )
أخي العزيز كامل السعدون ،
صدقت وكانت مقالتك ومقارنتك في محليهما. لاخير من سلاح خفيف وروح طفل من أجل أن تفقأ فقاعة الكذب وتكشف زيف ملابس الأمبراطور العاري.
تحيتي لك وشكراً

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -