الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشلاء أوروفيوس

كريم الهزاع

2008 / 12 / 26
الادب والفن


عندما كنت على مقاعد الدراسة ، وفي الصف السابع تحديداً بدأ ولعي بالقراءة وبدأت أنتبه لذلك الفعل وردود فعله وجمالياته ، وكأقدم ذكرى لهذا الفعل وأتذكرها الآن بأن الشعر هو المفتتح لي بعد القصص والروايات التي لم أتذكر منها شيء ، ولكني أتذكر تماماً قصيدة " أنشودة المطر " لبدر شاكر السياب ، وتفكيكي لتلك القصيدة دون أن أعرف أي شيء عن تفكيكية دريدا أو درجة الصفر لدى رولان بارت ، وذات يوم وأنا اقرأ أنشودة المطر وجدت أشارة إلى " شهرزاد " وبأن " شهرزاد " مقطوعة موسيقية لريمسكي كورساكوف ، فذهبت إلى متجر الموسيقى واشتريت أسطوانة المقطوعة ، وفي البيت جلست أستمع إليها عدة مرات إلى أن أحضرت قصيدة أنشودة المطر وقرأتها بمصاحبة الموسيقى ، ولكن ذلك لم يكفي حيث انتظرت يوم شتاء ممطر وأشعلت الموسيقى وأخذت اقرأ القصيدة ، ومن يومها صار ذلك طقس سنوي أفتتح به " البيات الشتوي " لفعل القراءة والمثاقفة على انفراد ، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل تساءلت من أين استوحى ريمسكي كورساكوف معزوفته شهرزاد ؟ وبمجرد أن عرفت الإجابة بأنها بتأثير من عمل ألف ليلة وليلة ، اشتريت هذا العمل الأسطوري والواقعي السحري وانكببت على قرأته ، وظلت النسخة في مكتبتي لا أعيرها لأحد أبداً ، وذلك مع كل كتبي إلا أني تنازلت وأهديتها إلى الدكتور صلاح نيازي لأنه كان في ورطة ، وكان عندنا في الكويت ويريد أن يسافر إلى أسبانيا ليقدم محاضرة في " ألف ليلة وليلة " ، ولكم أن تنتبهوا لماذا ذكرت تلك الحادثة ؟ ومع هذا ومع أول معرض كتاب قادم اشتريت نسخة من ألف ليلة وليلة من الطبعة والدار ذاتها وردت لي روحي ، بعد أن سافرت نسختي إلى أسبانيا ثم إلى بريطانيا بلا عودة ، وأقول بأن ذلك الاشتباك المعرفي جعلني اقرأ في كل شيء لكنه أفقدني أو أخر لي بطاقتي أو هويتي الكتابية ولكنه منحني مسمى " الأرجوحة " ، ومنحني هاجس الوعي الجمعي الذي أخذت ألتقط بذوره من غرامشي في " المثقف العضوي " و فوكو في " يجب الدفاع عن المجتمع " ، ولكن كل ذلك لم يمنحني الهدوء إلى أن عثرت على معادلي الأسطوري وهو " أوروفيوس " ولحظتها عرفت بأني أستجمع أشلاء أوروفيوس ، وأول خطوة فعلتها حينما تعلمت الكمبيوتر أن التعامل مع برنامج " أكسل " وأخذت أدخل معلوماتي في برنامج أكسل وكثير من محتويات الكتب وفهارسها ، وفرحت كثيراً بأنها هذا البرنامج يستجمع لي أشلائي ، إلى جاء اليوم وذهلت حينما رأيت " جوجل " وصرخت : أنها فكرتي يا أوروفيوس ، من معطفي مثلما خرجت القصة من معطف غوغول ، ولكن كان هناك قفزة أعلى في الدماغ ، ومكان آخر ذو شخصية غير شخصية المكان الذي أنا فيه .. أنا هنا في ظاهرتي الصوتي الشفاهية : أمجاد ياعرب ولتحيا القبيلة وليطوّل الله عمر وشعر اللحية وضحكت حينما صرخ المتنبي : يا أمة ضحكت من جهلها الأمم .. ما علينا .. لن أتحدث عن الخفة والثقل في النص الديني ، ولا خفة وثقل نيتشه ، ولا خفة ميلان كونديرا ، ولكني سأتحدث عن خفة بيل جيتس – الذي سيدخل النار بعد موته – لأنه لم يعلن أسلامه حتى الآن وكل من أخذوا جائزة نوبل واكتشفوا كل العلوم والأدوية لمرضى البشرية ، وأصلاُ لأنهم " دول شوية كفرة سخرهم ربنا لينا " على حد قول النابغة زغلول رجب النجار وحديث الذبابة ، سأتحدث عن بيل جيتس الذي استبدل معجزات العالم القديم بمعجزات جديدة ، استبدل زاوية الرؤية في التفكير ، فلم تعد الأهرامات ولا معلقات بابل هي المعجزات السبعة بل لقاح الجدري والكوليرا والطائرة والتلفاز والموبايل والكمبيوتر والأنترنت ، فبضغطة زر تستطيع أن تشتبك مع مواقع ومجلات وصحف وعناوين وأفكار ووصلات ولنكات تدخلك سوق الجنة ، وكما قال أبن عربي " في سوق الجنة من أحب صورة دخل فيها " ، أو كما يقول صديقنا على الديري " من أحب " تجربة " تجلى في صورها المتعددة " .. ولأن الرائع علي الديري أصر أن أدخل سوق الجنة عبر الوقت ، لكم هذا اللنك أو الوصلة ، ولنستجمع أشلاء أوروفيوس :

http://www.alwaqt.com/pdf-browse.php

http://www.alwaqt.com/art.php?aid=143518

ولكم محبتي البهية .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان