الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمر الحب يشبع أسفار الحلم

رحاب حسين الصائغ

2008 / 12 / 27
الادب والفن



مقبولة عبد الحليم وبشار حربي انموذجاً
مواسم النفس حين تعبق بما تملك من مرافئ على امتداد شواطئ غارقة بالحب المتسامي، تتمايل فوق الغنج والعشق الخرافي، تعسكر عند مرايا الروح الصادقة، ضياؤها تستطع بصفاء في البوح الصريح، لا تحجبها ظلال رمادية من عاديات الايام، وتحمل انسجام مطلق في لغة تشرق بأقاصيها المديدة نحو مفهوم ذلك الشعور.
مقبولة عبد الحليم وقصيدة( سأقول ..... أحبكَ) تطير كشعاع ملهم على صباح يومها معلنة كزهرة استوت عندها العاطفة لدرجة التحرر من القيود، فكان لحروفها مزامير ها بلا خوف وصار لها كوكب يدور بفضاء مشاعرها المغلفة داخل روحها الصريحة بما حملت من قوة تزملت بالحببيب وناجته بلذة العاشقة فكان الارجوان خصر فرحها وسكن الزمن حلمها.
أما الشاعر بشار حربي وقصيدة ( آركيولوجيا الحب) بنفس القوة أعلن لدمائه وكل من حوله انه عاشق لتلك المرأة طيعاً حد الغواية تبرق روحه لها وللفتاتها اينما تواجدت، وتعمل ذاكرته على مسك خيوط الامل لأنامل طيفها، هو كرجل لا احزان عنده، يحلق للشمس احلامه لا ضير في ذلك عنده، يعصر القمر حين يهشق بذكرى الحب ويتركه مبتسما الى آخر لحظة من دورته التدرجية، انه عاشق في مجتمع ينصف كا تحولاته، لذا يذوب ينزلق في دون شعور بالخوف من ممارسة عشقه، غير وضع المرأة، ان برقعتها اسلاك العشق او مرت بها او حامت حولها، تلون اثوابُها برماد العار، هنا المرأة والرجل حملا شعلة الحب ومجدا لإبتهالاتها والتزما بموسم الحب وشاطراه العمر بوجودهما، يخطان على شراع قاربه اصطكاكه، ويلونان بشهورهما النبيل قوس قزح فرحهما، واعادا لنظامه عمر التجدد والجمال.

الشاعر ةمقبولة عبد الحليم وقصيدة ( ساقول ....احبك) تصرح بعنف عن حب سقته الاقدار في طريها فتسامت روحا وعركته بكل معاني وجودها، أحبت وتريد كل العالم أن يجتهد في تقدير هذا الحب، بقولها:
ساقولها.....كلمة
سيسمعها القاصي والداني
ستقولها الانباء
في كل النشرات.....
احبك
تشير في فضفاء قصيدتها لوجودات شجاعة فبوحها ليس خافت بل صارخ، مؤدي الى التشابه فب رغبة الآخر، امرأة شرقية تعلن وتؤكد نوع الاعلان، انها تحب، بقولها:
وعلى بابي... وشباكي
فلتعربد الرياح
بكل اشكال الثورات
سأقولها....
رغم الصراعات
ونبرة الاسى والاهات
في الحرف والكلمات
مقبولة تحمل جرأة لا تملكها كل امراة بهذه القوة، اعلانها لهذا المشروع المشترك بينها وبين من تود أن يولن حلمها واليقضة وهي غير آبه بكل ما يحيط بها من حدود، الشاعرة مقبولة تحمل عطر حبها المقدس واسواه البيضاء وشهقة المسافات المتجلية بهذا الحب الذي تعيشه، تُشِعر القارئ للقصيدة، انها قارورة العطر نفسه، بقولها:
فسأبقى اقولها
احبتك واحبك.. وساحبك
لأنك في قلبي ووجداني
وقاموسي... وطن
وارض... وعمر... آت
هي رسالة....وبكل اللغات
ساحملها للحمام الزاجل
وينشرها لكل الدنيا
حلم....وامل.... وامنيات
نعم ساقولها وسابقى اقولها الى ان يتعانق جسدي مع حبات ..ثراك.
مقبولة عبد الحليم، عاثت بكل طرقات الوجدان،ابعدت الشوك من تحت خطواتها الممدودة للامام معلنة انها الى آخر لحظة لم ولن تتنازل عن هذا الحب الذي البس معظم الكراهية وقيود هي غير مسؤولة عنها، هي اشاحت عم ما البس واتجهت نحو هذ الحب وما تملكها من ارتباط، فكان الحب واسع للوطن والارض والعمر وكل مقدسات الحياة.

الشار بشار حربي وقصيدة ( آركيولوجيا الحب) يعوم على رصيف الحب بصورة تحمل اجتهاد مغايرة، فيها صفات الطلب والتضحية والشوق، عالق بهجرة الروح المنصهرة بين تهجي الهوى ورضا الحبيبة، مغاليا في مباهاته بهذا الحب الذي اشاع كل جوانب وخفقات حياته، عاطفة لها سلطانها وتاجه مرصع بابجدية عالقة في وجدانه، لا يحكمها غير وزراء الحب، دساتيرهم قوانينها الصدق والتضحية والاخلاص والذوبان في الآخر الى ما لا نهاية، بقوله:
لا تشيحي بوجهك عني
فلست من قتل الهوى
اوخان حبك وانزوى
وصبَّ في القلب لوعات الجوى
ومضى
كالشراع في افق المياه
كالقول لو ترك الشفاه
كالذكرى في العقل الشريد
تجيئ من بعيد
وترحل للبعيد
كأنَّ الشاعر بشار حربي، يصحح تشكيلات الحب الذي يمتلكه، ويجد انه فوق كل معالم اخرى، لأنه يعيش لوعته باسطاً جناح شهادته بين كسوف وخسوف الكون ليزيد تفاصيل الحب في رأسه وشوقه للمرأة التي احب وشيدت في كرات دمه ابراج من عناقيد الامل، بقوله:
كنت لب اميرتي
شمسا برابعة النهار
يشتاقها ظلي وبهواها مداري
كنتِ لي يا شرقية المزاج
شبابيك فرح ملونةُ الزجاج
( هلهولة) غنج بأفواه الصبايا
والوان قزح تعاكسها المرايا
وكنتُ انا
دنان خمرك التي تشربين
ولحن حبك الذي تعزفين
في امسيات العاشقين
بشار يبسط للحب الف فراش ووسادة ويقطف غيما صباحة ويقطر ندى الفجر من اجل حبيبته( المرأة ) التي جعلت يابس ايامه خضراء، ولونت حرير اعصابه بقانون السعادة، لم يعرف للخريف وجود او لما بعد الحياة من فناء، المرأةقلبت ركيزَ مستقره المشغول بمفاهيم جديدة لم تعرف التعلثم او تضييع الوقت،بقوله:
او تذكرين الليلة القمراء والشط الحزين
والنخيل المشرئبات في الافق المبين
وارتسامات جميلات تراقصنَّ في سطح المياه
يغازلن نجم الليل، علَّ النجم ينزل من علاه
وانتِ.. آه ما انتِ
عروس الليل والشط والنخيل
تجودين الهوى من دونما بخل
يغطينا سكون الليل اذ تغشى
بعيد الضم والتقبيل والنجوى

كلام يرسل عالم القصيدة الى مصاف محصنة بالثراء الودي، يحمل المشاعر والحب المعني بصورة الحياة المشرقة الذي يلف المرأة بالجمال، ويجعل التلذذ بوجود كائن كالمرأة في حياته هو قمة التقاسم الروحي لسر هذا الوجود والاندماج بينهما، وإلاََّ ما فائدة وجوده كرجل بدون هذه الانسانة التي تورثه حقول البنفسج والعشق حد الجنون.

مشاعر سامية اوت الشاعرة مقبولة عبد الحليم، فأطلقت العنان للنفس واحتضنت بضد الكتمان واعطت لنفسها حق امتلاكها هذا التصريح ولم تترك اضراس الخوف تغوص في داخلها وتعمل بحزن على تساقط خيمة فرحها، فهي امرأة امتلكت قوة بماقدمت من تصريح.
الشاعر بشار حربي لا غبار في اعلان مشاعره على الملأ وفي العراء، لكنه ايضا يصرح ان وجوده مع المرأة ومشاركتها مشاعره يعني العوم في فضاء ابيض من الصدقن ان رسم مفاتيح الفاء على جوانب الفضاءات المحيطة بالانسان مثل الحب يبعد صدء السنوات بما تسع من اسفار الحلم .

الكاتبة/ ناقدة من العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا