الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وأخيرا قانون خاص بالنقابات العمالية...

مصطفى عنترة

2008 / 12 / 27
الحركة العمالية والنقابية


من المؤكد أن النقابات العمالية على وعي بخطورة التحول الذي يشهده العالم وانعكاساته الإيجابية والسلبية. وقد باتت الإطارات النقابية ملزمة بالدخول في مرحلة إعادة تأهيل ذواتها بغية التكيف أكثر مع هذه المستجدات العالمية. بمعنى أن المركزيات العمالية مدعوة للدخول إلى عالم المأسسة بدل المنشأة الذي توجد عليه، وتغيير ثقافتها الاحتجاجية لفائدة ثقافة الشراكة والتصالح مع الرأسمال في جانبه الايجابي باعتباره حليفا موضوعيا وشريكا استراتيجيا ضمن تعايش يخدم مصلحة أطراف العملية الإنتاجية، أي قوة العمل والرأسمال، وكذا البحث عن آليات جديد للعمل تتماشى مع مستجدات العصر.. فتراجع حركة الإضرابات والاعتصامات.. التي ميزت الساحة الوطنية في الخمس سنوات الأخيرة مؤشر على هذا الوعي المخالف، نسبيا، للوعي المغامر الذي ساد في مرحلة سابقة.
لقد شهدت الحركة العمالية المغربية تحولات بنيوية إثر التغيرات الدولية المتسارعة، ذلك أن رياح العولمة القادمة باتت تهدد موقع هذه الحركة من حيث ضرب كل المكتسبات التي سبق أن حققتها في ظروف جد عصيبة، ولعل اتفاقية التبادل الحر الموقعة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وقبلها اتفاقية الشراكة الموقعة مع الاتحاد الأوروبي.. قد أوضحت بالملموس أن الطبقة العاملة مدعوة إلى مواجهة مناخ جديد أصبح خلاله للرأسمال العالمي دورا رياديا.
ونعتقد أن تطبيق المرن لمراسيم مدونة الشغل من شأنه أن يساهم في تسريع وثيرة هذا التحول الهيكلي الهام الذي تعيشه الحركة العمالية، مع التذكير أن هذا الموضوع (أي المدونة) شكل موضوع خلاف كبير بين أرباب العمل والمركزيات النقابية، اعتبرتها النقابات العمالية حينها بمثابة قانون جديد للاستثمار لصالح "الباطرونا" فيما وصفها هذا الأخير بقانون جنائي مسلط على رقاب المستثمرين.. وقد انتهت عملية شد الحبل بين الطرفين إلى توافق مكونات العملية الإنتاجية ولعب التقنوقراطي إدريس جطـو، الوزير الأول السابق، دورا كبيرا في تقريب هذه المكونات.
إن الحركة النقابية اليوم مدعوة إلى أجوبة حول الوظيفة الجديدة للنقابة في ظل المستجدات التي يعيشها العالم، والاجتهاد أكثر في تقديم أطروحات متقدمة في كيفية التعامل مع شبح العولمة ومواجهة مخاطرها المتعددة، كما هو الحال بالنسبة إلى بعض النقابات الشعبية في دول أمريكا اللاتينية وأوربا..
أكيد أن مشروع القانون المنظم للنقابات سيفتح باب تأهيل وتطوير العمل النقابي في أفق مأسسة الإطارات النقابية.. ونعتقد أن الفاعلين في هذا المجال مدعوين إلى فتح نقاش هادف وجاد ومسؤول ضمن ندوة وطنية تنكب على البحث عن كافة السبل لتطوير نقاباتنا وعملنا النقابي.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخبار الصباح | لندن: ضربة مزدوجة من العمال للمحافظين.. وترمب


.. رغم تهديدات إدارتها.. طلاب جامعة مانشستر البريطانية يواصلون




.. بعد التوصل لاتفاقيات مع جامعاتهم.. طلبة أميركيون ينهون اعتصا


.. الحق قدم.. 3408 فرصة عمل جديدة في 16 محافظة.. اعرف التفاصيل




.. ألمانيا.. متضامنون مع فلسطين يعتصمون أمام جامعة هومبولت في ب