الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تزعجوا المالكي والمسؤولين ، بذكر السلبيات

هرمز كوهاري

2008 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


القادة والرؤساء العرب والمسلمون و سياسيهم مغرمون بالإشاره الى الإيجابيات تاركين السلبيات لغيرهم ، وكأنهم غير مسؤولين عن حدوثها بل كل مسؤولياتهم هي عن الإيجابيات ، فالإيجابيات من صنعهم والسلبيات من صنع الغير .

والتهرب من السلبيات ، هي اساس البلاء والخراب والدمار في هذه المجتمعات مع هذا فالسيد المالكي يدعو الى التباهي والتغني بالإيجابيات وترك السلبيات جانبا وعلى مبدأ تفاءلوا بالخير تجدوه ! ولكن حتى هذه الإيجابيات التي يريد الشعب أن يتباها ويتغنى بها ليست من صنع فكره ويديه ومن معه من المسؤولين
يقول المالكي كالقادة الذين سبقوه : لماذا تركزون على السلبيات وتتركون الإيجابيات ولدينا الكثير والكثير منها ! ، وكأنه يقول : لدينا تحسن في الأمن لماذا تنتقدون شحة ماء الشرب الصافي ؟ ولماذا تركّزون على قلة الكهرباء ؟ ولماذا تنتقدون الفساد المالي والإداري في أجهزة الدولة ؟؟ ولدينا لجنة المزاهة ؟، لماذا كل هذا ، ألا يكفي عندنا نوعا من الأمان والإطمئنان !!، ولدينا دستورا مكتوب فيه الديمقراطية الى جانب الثوابت الإسلامية، ولأول مرة تمكنا من جمع الثوابت الإسلامية والديمقراطية بما فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ؟ ولنا علم إسلامي شعاره أكبر من أي بلد آخر إسلامي ! ولنا مرجعيات تساعد برلماننا الديمقراطي الإتحادي الطائفي يراسه ديمقراطي ودكتور ! في إتخاذ القرارات المصيرية عندما لا يفقهها الشعب ، وأخيرا ليس آخرا لدينا مجالس إسناد تسناند رئيس الحكومة في حل كثير من مشاكل الدولة والحكومة !

وموقف المالكي وإنزعاجه من ذكر السلبيات ، أشبه بإنزعاج الربان عنما ينبهه بعض الركاب أو الملاحين و يحذرونه بوجود ثقب أو شق في جدار المركب فيقول لهم : لماذا تشيرون وتؤكدون على هذا الخلل البسيط في المركب ولا تقدرون كيف أني أقود الباخرة وكيف أن آلاتها تعمل بنظام وإنتظام ، وهذا الخلل البسيط هو الذي سيؤدي حتما تعطيل وإلغاء كل ما هو جيد في الباخرة بما هم الركاب والربان نفسه ويقودهم الى أفواه التماسيح الرهيبة !!.

دون أن يعرف المالكي وغيره من قادة الشرق الأوسط ، أن الدول وحكوماتها كل الحكومات ، وجدت لحل مشاكل الشعوب أي لأزالة السلبيات فيها ، ولو لم تكن هناك سلبيات لما كانت هناك دول وحكومات ،و لتولت الشعوب أو المجموعات البشرية حل مشاكلها أي سلبياتها بنفسها .فمنظمات حقوق الإنسان والصليب الأحمر والشركات المساهمة والنشاطات الإقتصادية بما فيها الجمعيات الإستهلاكية وجمعيات رعاية الطفولة وغيرها التي تزخر وتتميز بها المجتمعات الديمقراطية كلها إيجابيات وليست من مسؤولية الحكومات ، ولكن السلبيات مثل حماية الأمن ونقص الماء والغذاء والوقود والكهرباء والطرق والجسور والسدود والبريد والضرا ئب وتوفير المال للميزانية ....الخ هي من مسؤولية الحكومات ، أي أن مسؤولية الحكومات هي إزالة السلبيات ، أما الإيجابيات فتحل نفسها بنفسها أو الجماهير تحلها
وهكذا نرى في الدول الأكثر ديمقراطية يكاد يختفي دور الحكومات ، فالشرطة والقضاء والسجون كادت تختفي من تلك المجتمعات لعدم وجود مشاكل أي سلبيات ،فلا شرطة مرور في الشوارع ولا مسلحين لحماية الأمن والنظام وقلما نجد من يجمع النفايات الملقات على الطرقات ولا فراشين ولا ضجيج الأجراس في الدوائر لإستدعاء أولئك المأنورين المساكين ...الخ

فالدول المتقدمة أو المتطورة تحذر دائما من خطر السلبيات ، ولا تشير الى الإيجابيات ، فهي تحذر من إزياد نسبة البطالة في البلد كأن ترتفع نسبة العاطلين الى ستة أو سبعة أوعشرة بالمائة ولا يمكن، أن تقول لماذا تشيرون الى إزياد البطالة وعندنا تسعون بالمائة يعملون !!، أو لماذا تشيرون الى أن نصف الشعب تحت خط الفقر ولا تقولون عندنا مثلهم أثرياء ومليونيرية !! وماذا يهم إذا كان مئات الآلاف في السجون وعندنا عشرات الملايين أحرار طلقاء أهو جهل أو رعونة أو غباء أم ماذا ؟؟.
. وإذا صح ما يذهب اليه المالكي ، إذا لماذا يلعن الشيعة، صدام حسين عندما قتل الالاف منهم في الإنتفاضة الشعبانية ولم يشكروه لأن أن الملايين منهم كانوا أحياء يرزقون بأحسن حال والألاف من الشيعة كانوا أعضاء في حزب صدام وعشرات منهم قتلة من أزلامه ووزراء ونواب من ويعيشون بأفضل جاه و حال وأطيب بال !!!

أما الإيجابيات التي يريد أن يشير إليها المالكي وغيره من المسؤولين ، فهي إيجابيات مجهرية لا تكاد ترى بالعين المجردة ! هذه الإيجابيات غير المنظورة لا يمكنها أن تحمي أن تحمي السلبيات التي هي كجبال الثلج ليس ثلثيها بل تسعة أعشارها خافية مخفية ، وليست كثقب بسيط يغرق المركب بل ثقوب كبيرة ومتعددة ، وليست فقط البطالة بل نقص في كل شيئ الماء الصافي للشرب ، الكهرباء المشتقات النفطية ، الفساد الإداري والمالي ، المحاصصة الطائفية ، التناقضات في الدستور ، حل مشكلة كركوك ، مشكلة الفيدراليات وتنازع صلاحياته مع المركز ، إدارة الثروة النفطية والغازية ة النفطية والغازية وسوء التوزيع ، مشكلة الزراعة وشحة المياه للزراعة ،المهجرين والمهادرين ، ملايين الأيتام ومثلهم الأرامل والصراع الطائفي، و داخل الطائفة الواحدة وعشرات مثلها
وكل هذه السلبيات المكشوفة والمستورة ، تبدو قليلة وضئيلة بالنسبة الى تدخلات لإيران ودول العربان والمصلمان وخاصة سوريا البعثية وسعودية الوهابية ومصر الإنتهارية ووالأردن وخصوصيته المكتسبة من صديقها صدام حسين ، والبعثيون والقوميون الواقفين على الحدود كل هؤلاء ينتظرون فراغ الساحة ,
ولا أقول كل هذه السلبيات المنظورة وغير المنظورة مسؤول عنها المالكي وبقية المسؤولين ، ولكن مسؤوليتهم لم يضعوا خطط ومنهجا علميا مدروسا للخروج منها ، وكل ما يفعلوه هو التأجيل مما يزيد الثقل على اللاحقين إلا إذا كان لسان حالهم يقول : ليكن بعدي الطوفان .

ويبقى أن نقول للمالكي وبقية القادة المتفائلين المسؤولين كما تقول المغنية العراقية طيبة الذكر أنوار عبد الوهاب : عدوا ونحن نعد !
عدّوا إيجابياتكم هذا إذا لديكم إيجابيات و نحن السلبيات ! علما بأن كل ما يعتبر إيجابيا ليس ثابتا لأنه تحت التهديد والوعيد وتحت السلاح ورصاص القناص !بل يصح في جو الحرية ، عندذاك تصح المقاييس والإ فلا









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي


.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط




.. شاهد صور مباشرة من الطائرة التركية المسيرة -أكنجي- والتي تشا


.. محاكاة محتملة لسقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في م




.. أبرز حوادث الطائرات التي قضى فيها رؤساء دول وشخصيات سياسية و