الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقية السياسة والشعوب العربية والاسلامية.

مالوم ابو رغيف

2008 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية




ليس من عادتي ان اضيع وقتا بمشاهدة برنامج الاتجاه المعاكس، فالبرنامج لا يختلف كثيرا عن مسرحيات الهزل الهابطة رغم سخونة وعصبية المشاركين. ومقدم البرنامج فيصل القاسم ليس له من غاية الا البحث عن اثارة رخيصة حتى ولو بالضحك على ذقون الضيوف والنفخ في مواقد الفتنة وتاجيج نيران النزاع بينهما، لكنها كانت صحوة ارق بعد انتصاف الليل دفعتني لتصفح الفضائيات العربية مثل ما يتصفح مسافرٌ ضجرٌ صحيفة مملة وجدها مهملة على احد مقاعد القطار.
ما ساكتبه ليس له علاقة بالبرنامج ولا بمقدمه ولا حتى بموضوعه، فالبرنامج والمقدم والمواضيع والعناوين تشابه في تدنيها واسفافها اغاني شعبان عبد الرحيم ( شعبولة) مغني البطولات و العنتريات والمقاومات العربانية.
لكنه موقف وشجاعة احد الضيفين اللذان كان احدهما لا يجيد الحوار بقدر ما كان يبرع في السباب والشتائم والصراخ لذلك لا يستحق سوى الاهمال، اما الضيف الثاني فهو الدكتور الليبي الشجاع الهادي شلوف عضو المحكمة الجنائية الدولية، الذي سمرني امام الشاشة وجعلني اتحمل غثاثة الفيصل وسذاجة اسئلته والصبر على بذائات الضيف الثاني وقلة ادبه. الدكتور الشلوف يختلف عن غيره حتى من الذين نحترمهم ونقدرهم بانه غير مصاب بمرض التقية السياسية، فيعلن بصراحة ووضوح ومن دون مقدمات ولا اسفاف سياسي عديم الفائدة ولا تخريجات نظرية عرجاء، بانه حتى لو اطلق على عملية اسقاط نظام البعث الصدامي احتلالا، فانه في جوهره تحريرا من احتلال قومي شنيع، و تطهيرا للارض والناس من دنس البعث ورجسه ونازية فكره الشوفيني وانقاذا لملايين الناس التي كانت ستبقى تحت سيف جلاده .
الفكرة هي قول الحقيقة دون رتوش، دون مرعاة السائد من التفكير الخاطئ ولا الدوران العبثي في تيارات الشعارات الحمقاء ولا التغني ببطولات الوهم المزيفة، فلا لف ولا دوران ولا تفسيرات وتعليلات واعذار واهية لتبرير الموقف الذي ربما لا ينطبق تماما مع مواقف العربان.

التقية السياسة مرض اصاب الاغلبية الغالبة من المثقفين والمفكرين والكتاب والصحفيين والفنانين العرب بما فيهم الشعوب الاسلامية والعربية ، لذلك وعلى النقيض من بقية بلدان العالم، لا يمكن الاعتماد والوثوق على نتائج استطلاعات الرأي في البلدان العربية، فهي لا تعكس رأيا ولا موقفا حقيقيا، واغلب اجوبة الاستطلاعات ونتائجها هي مراعاة للقديم البالي وللمسلمات الدينية العبيطة، فامريكا تبقى عدوة الشعوب، واليهود اولاد قردة وخنازير والشيوعيون ملاحدة وملاعين ومارقين والاوربيون منحلون اخلاقيا وكل قضية ومشكلة هي مؤامرة تستهدف العرب والمسلمين ودينهم الحنيف وكل فكر انساني هو فكر مستورد اذا لم ينسجم مع تحجرات وتكلسات وقوالب الامتين العربية والاسلامية، بينما في حقيقة امرهم، في خلوتهم في دواخلهم، جميع الشعوب العربية والاسلامية تتمنى الخلاص حتى ولو على يد جحافل الابالسة من حكم الخراتيت القوميين والمجانين الاسلاميين. اما النوع الثاني من التقية السياسية فهي ما تمارسه بعض المواقع الخليجية التي تدعي اللبرالية مثل صحيفة الشرق الاوسط وصفحة ايلاف الاكترونية، وغيرها، فهذه المواقع عمياء خرساء اذا تعلق الامر بما يجري في السعودية وعلى الاخص ما يتعلق بالعائلة المالكة وسياسة الدولة، بينما تكون مهذارة المقالات جريئة العناوين اذا تعلق الامر ببلد اخر، وخاصة اذا كانت الاجواء والعلاقات والروابط بين السعودية وبين تلك البلدان ليست بالجيدة.
وهناك تقية فنية ايضا، الفنانون العراقيون، كاظم الساهرعلى سبيل المثال، اغلب جمهوره من البلدان العربية، وموقف الشعوب العربية من اسقاط صدام ونظامه معروف، فهل يغامر كاظم الساهر بشهرته وجمهوره وامواله ويعلن انه مع التغيير الذي حل في العراق.؟
وهل يستطيع الفنانون والادباء الموجودون في سوريا ان يكونوا غير ما تودهم دولة البعث السورية ان يكونوا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا ضرر من التقية بحدود
محمد الفار ( 2008 / 12 / 26 - 21:44 )
مقال تشكر عليه صراحة،،

طبعاً التقية هنا لها درجات وأنوع،، فهي تتراوح بين المأجورين والموظفين مروراً بمن يبحثون عن التصفيق بكتابة ما يناسب المزاج الشعبوي الذي تسود لديه العديد من الانطباعات الخاطئة (هؤلاء أصفهم بمن يحك على جرب غيره)،، وصولاً إلى نوع من الكتاب يضطر إلى الإشارة والإيماء والترميز أو عدم المباشرة،، في حالات كثيرة يحاول هذا النوع من الكتاب عدم صدم أغلبية القراء أو المتلقين وذلك لأنه حريص على وصول فكره إليهم دون أن يخسرهم تماماً،، وأحياناً تحكمه ظروف الإقامة والأمن على حياته،، طبعاً أعرف أنك لا تقصد النوع الأخير من الكتاب والذي تكون تقيته مفيدة لا سيئة لأنها أرجى من الناحية التوعوية من أسلوب يصدم المتلقي البسيط،،،،


تحياتي


2 - واضح
ماجد ( 2008 / 12 / 27 - 03:42 )
تحيه للسيد ابو رغيف وكما عهدناه واضح وصريح ودون لف ودوران نتمى من الكتاب دراسة هذا الموضوع المهم والمتعلق بتقية الكتاب والتي تقودهم للنفاق والازدواجيه فاي كاتب او مثقف اوفنان يقدم رؤى وثقافه يجب ان لاتتاثر بالظروف المحيطه به من مصالح شخصيه او نزولا عند المسلمات التي يجب ان لاتمس والامثله التي ذكرها الكاتب هي عينه بسيطه لما يحصل
شكرا للسيد ابو رغيف


3 - رأي شخصي
أبو حمزة الغزاوي ( 2011 / 2 / 22 - 14:54 )
في الحقيقة إن العالم درسونا و فهمونا و تيقنو أننا لن نضيع ولن نفنى مادمنا متمسكين بالعرى القوية من الإسلام فضربونا في مقوماتنا تضعضعة الله يهدينا

اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل