الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السفارة في العمارة !!!

محمد كليبي

2008 / 12 / 28
السياسة والعلاقات الدولية


هل ستمثل السفارة السورية في لبنان بداية جديدة لعلاقات طبيعية بين البلدين , أم بؤرة جديدة للوصاية والهيمنة السورية على الشأن اللبناني الداخلي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فقد تم يوم أمس الاول افتتاح السفارة السورية في بيروت , في منطقة الحمراء الشهيرة , وفي موقع يتوسط المسافة بين منزلي السيدين سعد الحريري ووليد جمبلاط ؟!؟ ربما كاشارة الى أن السفارة هذه ستلعب دورا في تشتيت قوى الأكثرية اللبنانية , كما يتندر بعض المراقبين للملف اللبناني السوري .

أعتقد ان الاجابة على التساؤل السابق تعتمد على الجانبين السوري واللبناني , على حد سواء .

فلبنانيا : اذا ظل الساسة اللبنانيون , وما أكثرهم قياسا الى حجم لبنان السكاني والجغرافي , منقسمون على أنفسهم حيال سوريا والعلاقة مع سوريا , وظلت تيارات لبنانية " مرمية في أحضان دمشق " , وتيارات أخرى معادية لدمشق , واذا ما ظلت جميع التيارات السياسية اللبنانية - المع والضد - تعمل خارج اطار مؤسسات الدولة اللبنانية . فان كل ذلك يتيح الفرصة لسوريا , ولغيرها , في التدخل في الشأن اللبناني الداخلي , وحتى الخارجي ؟!

وسوريا : اذا ظل حكام دمشق يفكرون حيال لبنان بعقلية الوصاية , بعقلية الهيمنة والاحتلال , بعقلية ما قبل عام 2005 , واذا لم يدركوا أو يستوعبوا المتغيرات الاقليمية والدولية التي تحكم علاقتهم اليوم بلبنان , وهي ذات المتغيرات التي " أخرجتهم مدحورين " من لبنان , والتي أيضا أكسبتهم " عقدة سياسية وعسكرية تاريخية " تجاه لبنان والمجتمع الدولي على السواء , والتي قد تدفعهم الى اتباع " سياسة انتقامية " من لبنان واللبنانيين . اذا ما ساد ذلك سوريا , فان وتيرة التدخلات السورية في الشأن اللبناني ستزيد , وبالتالي ستتعمق , من جديد و بدرجة أكثر حدة , الانقسامات الداخلية اللبنانية , المنقسمة أصلا , وستتوتر أكثر وأكثر حالة الامن والاستقرار , وستتعطل أكثر وأكثر عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأبناء الشعب اللبناني التي تعتمد بالدرجة الاولى على الأمن والاستقرار .

وبناء على ذلك , فان الانتقال التاريخي بالعلاقة بين سوريا ولبنان , الى علاقة دبلوماسية لأول مرة في تارخ البلدين منذ استقلالهما عن الاحتلال الفرنسي في أربعينات القرن العشرين , يشكل بداية جديدة متقدمة , لعلاقات طبيعية بينهما , اذا ما توافرت النوايا الحسنة من الجانب اللبناني تجاه سوريا , وتوافرت التصرفات والسلوكيات العقلانية المسؤولة المؤمنة بحرية واستقلال لبنان من الجانب السوري تجاه لبنان .

الا أنني - بكل أسف - أشك في أن تقتنع - وبالتالي تمارس - دمشق بمبدأ العلاقات الطبيعية مع لبنان , وستحاول بكل الجهود , وبشتى الوسائل , وبالتعاون والتنسيق مع حزب الله ونظام الملالي في ايران , تقويض الوضع اللبناني والدولة اللبنانية , بما يخدم أهدافهم المشتركة , كحلف , وبما يعيد وصايتها وهيمنتها على القرار اللبناني , وبالطرق الدبلوماسية هذه المرة بدلا عن القوة العسكرية المباشرة في السابق , لأن قوات حزب الله ستفي بالغرض وتقوم بدورها المطلوب سوريا بدلا من القوات العسكرية السورية . وعند ذلك قد تتحول السفارة السورية في بيروت الى " مقر دائم للمندوب السامي السوري " في لبنان . وهذا بالتأكيد مالا نأمله ولا نريده لكلا البلدين الجارين . بل نأمل ونريد لهما علاقات طيبة وطبيعية , في ظل الاحترام المتبادل كدولتين طبيعيتين مستقلتين ذواتي سيادة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو