الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الميزانية .. الاستحقاق القادم

عمران العبيدي

2008 / 12 / 28
الادارة و الاقتصاد


لانكاد ننتهي من حدث او استحقاق سياسي او امني او اقتصادي الا ويبرز على الساحة استحقاق جديد يتصدر لائحة الاحداث ويبدو ان مسيرة الاستحقاقات تلك قدر لها ان لاتجد الطريق امامها معبدا حتى غدت الساحة السياسية العراقية حبلى بالاحداث ومنها ماهو متراكم ومنها ماهو دوري .
البرلمان العراقي وبعد انتهاء الاجازة الممنوحة لنوابه سيجد امامه مباشرة الموازنة العامة لميزانية العام القادم ، وتشكل الميزانية حدثا مهما ليس كونها تنظم الحياة الاقتصادية في العراق بل لكونها قد تخلق جدل كبير واختلافا بين الكتل السياسية وهذا ليس استنتاجا مسبقا ولكن نتيجة القراءة لما كان يحدث كل مرة بعد طرح الميزانية امام مجلس النواب للمناقشة في الاعوام السابقة ومن طريقة التعاطي مع الاشكالات التي تعترض طريقها والتي لم تلق الاهتمام الكافي للمعالجة من اجل الخروج بها الى الحلول النهائية .
ان متابعة بسيطة لطريقة مرور ميزانية العام الماضي تعطي اشارة الا ان الموافقات من بعض الاطراف كانت وقتية وغير مبنية على قناعات تامة بل كانت ضمن ضرورات عدم اعاقة العملية السياسية والتي كانت تتطلب توافقات سياسية على الكثير من القضايا ،لأ ن الهم الامني والبحث عن الاستقرار كان الشغل الشاغل للاطراف السياسية العاملة على الساحة العراقية .
يبدو ان المشاكل التي تعترض موضوعة الميزانية هذا العام هي اكثر التباسا من ذي قبل فبالاضافة للمعوقات السابقة والتي اخذت حيزها الكافي في جدل المسؤولين في حينه والتي من المتوقع ان تفرض نفسها على واجهة الجدل من جديد ، ينضم هذه المرة سعر النفط المتدني ليكون عبئا اضافيا وليشكل تحديا جديدا للاقتصاد العراقي مما كان احد الاسباب المهمة التي ادت الى اعادة صياغتها عدة مرات .
يبدو ان الميزانية هذا العام قد سلكت الطريق النيسمي نفسه الذي تسلكه كل مرة لذلك من المتوقع ان تتكرر الاشكالات ذاتها وستكون قبة البرلمان مليئة بالسجالات حولها ، والمشكلة ليس في السجالات نفسها بل في عامل الزمن الذي سيترك تأثيره الواضح على القرارت التي يمكن اتخاذها من قبل الكتل السياسية ، لذا نعتقد انه كان من الاجدر ان تأخذ الميزانية وقتها الكافي لكي تتحدد القناعات التامة بشأنها وتقليل النقاط الخلافية في بعض فقراتها والتي تتكرر كل مرة والتأكد من عدم وجود اختلافات بشأنها كي لاتأخذ وقتا طويلا في نقاشات مجلس النواب ولتجد امامها الطريق سالكا للموافقة ، والا عملية رفعها الى مجلس النواب دون ان تأخذ وقتها في النقاش يزيد من احتمالات عودتها مرة اخرى لمجلس الوزراء لاحداث التعديلات عليها مما يشكل اهدارا للوقت ونحن احوج مانكون اليه .
عامل الوقت هذه المرة لم يتم الالتفات اليه رغم اهميته وصعوبة تجاوزه لأنه يتعلق بأمر يزداد صعوبة وتعقيدا كلما تأخر يوم واحد ، وسيكون عامل ضغط كبير وقد تنتج عنه مواقف وموافقات مبنية على اساس تجاوز الازمات وليس على اساس الحلول الجذرية المطلوبة .
الوضع العراقي برمته لايتحمل تكرار الازمات نفسها كل مرة لأنه من غير الممكن ان تواجه العملية السياسية نفس الصعوبات دون ايجاد الحلول الحقيقية لتلك الاشكالات لأن ذلك مؤشر على ضعف في الاداء السياسي ومعناه ايضا شيوع حالة الترقيع في معالجة القضايا ذات الحساسية الكبيرة .
اذا تم التعامل مع اشكالية ميزانية 2009 بنفس الطريقة فأن المهمة في ميزانية 2010 ستكون اصعب لاننا سنكون على ابواب الانتخابات البرلمانية للدورة الجديدة وبذلك سيشكل موضوعة الميزانية اشكالا اكبر .
المطلوب هذه المرة وضع النقاط على الحروف في المواضيع ذات الخلاف الحقيقي والخلاص منها لأن في طيات المرحلة القادمة ماهو اشد سخونة وليس بعيدا عنا قانون النفط والغاز والتعديلات الدستورية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عيار 21 يتراجع لأقل مستوى.. أسعار الذهب ليوم 28 سبتمبر


.. ما سبب الأزمة التي يمر بها الاقتصاد الألماني؟ | الأخبار




.. عودة يوسف بطرس غالي: إصلاح اقتصادي أم استرجاع لزمن مبارك؟


.. عودة يوسف بطرس غالي: إصلاح اقتصادي أم استرجاع لزمن مبارك؟




.. حرب إسرائيل على حزب الله في لبنان: ما المخاطر الاقتصادية؟