الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوافل

حسن جميل الحريس

2008 / 12 / 29
الادب والفن


قوافل ذكرياتي تتوافد على
جناحيّ فراشة الزوّار
لتخوض أنبل حروبها على
سرائر الأزهار
حرّاسها عيون النوارس فوق البحار
جنودها بتلات البرقوق البيضاء
أسلحتها مشّذبة بماء الأمطار
هدفها
أيل جميلة تأكل
البسكويت ببراءة مذكورة بالأسفار
تخافني في الليل
وتهرب مني في النهار
وترسل لي إشاراتها كمعلمة
خبيرة بالاستشعار
زخارف معبدها جاهزة للاختبار
بابها الوحيد عتيد كمارد جبّار
ثوبها كرواق خشبي خرافيّ مطعّم بالأشجار
عقدها كلوح مرفوع ذي اعتبار
قرطاها كوثيقة أثرية مثبتة بمسمار
شالها كورقة خضراء طازجة تتوهّج بالأنوار
خصرها مثل وعاء فاكهة الأبرار
لون شعرها كمعزوفة منفردة على سيتار
مُعشّقٌ بمسحة خمرية مليئة بالأسرار
ملمسه مخملي كثياب المحار
جعلتني
كماء أتسرب ببئر
تِنينها المرسوم على كيمونها الياباني
أبارز برتقالة أسدلتها على صدرها
كأنني أبارز أعظم أساطير اليونان
كنتُ كنحلةٍ حطّت على احجار بركانها
تنتظرالشمس لتأتيها بأخبار
فأتاها الليل بقرميده الأحمر وعاد
يعذبها حتى الأسحار
وعند الصباح جذبتني لميسمها
كما الشلال ينساب بين الوديان
بمعصمها اسوارة يوسف النجار
تجعل أحكم حكماء العالم كرجل
ثلج يذوب بين أحضان أنهار
سألتها ماذا فعلت بسؤالي
فأجابتني دونما انتظار
أنا لك وأنت لي
ولتحمل عني وزر اختياري
معلمتي
تلفّ النيّربين حول سنداني
تشعلني كألعاب نارية بآذار
تسلبني فانوس انتظاري
تلاطفني كمنشار
تعاهدني أن نلتقي تحت
أشواك الصبّار
ترفع يديها للسماء كأنها
تبارك طحن عظامي
تحرثني
تنثرني
ثم تجمعني كحصاد عند جدار
تمنحني دقائق محسوبة بأشبار
لتجمع تحت قدميها مدائن قيثاري
فاتنتي
وّظفتني حارساً لشفتيها برتبة طيار
أحّلق فوق خضرة عينيها بحمى الجبّار
أحرر صوراً عظيمة لمقلتيها وأضمّها
لمعجم الأقدار
أتوكأ على أرنبة أنفها مستعيناً
بالأذكار
أشاهد على صحيفة جبينها رسماً
لاخدود انتحاري
ابحث عن شاهدتي بين
سنابل شعرها بمسبار
فأجدها ملفوفة حول ساعدها بورقة غار
بعد عشرين عاماً
عدت أحبها كالمجنون
بعدما سقتني أطناناً من
حمض الليمون
وبعد عشرين ثانية فقط
سقطت أمامها شهيداً بنيران الجفون
فنادتني كأنها
غزالة تسّمرت بين ألوان الفنون
مُغرمَةٌ بالعيون
وعاشقة للزيزفون
قدّها ممشوق كالعصبون
وحديثها أرق من
همسات الأوراق مع الغصون
كلما اقتربت من أنفاسها تمتعت
بأريج اليانسون
اسمها مكتوب بطلاسم المفتون
أعلقها كل ليلة سبتٍ وليلة
أحدٍ على أبواب الحصون
وليلة الجمعة أضمّها بين
جناحيّ حسّون
فياعمراً نِلتُ بجنبيه الجمال
ونثرت حول عنقه نكهة الهال
أجري بسحابه أرجوه الدلال
فأخرج منه بحب يزهد الكمال
ساحرتي
حبنا ليس حراماً أو جدالا
لأنك
تعريفي الوحيد لمعنى الحلال
فهّلا أخذتِ الشمس لك
وتركتيني أتدفأ مع الخلخال
يامن تعذبني وتسمع آهاتي
لم تتركي شيئاً يُذكرُ بخاماتي
ادعوك للتنقيب بقلبي عن أشواقي
فأنا المنهار دون رضاك
وأنا المحتاج إليك بحياتي

لطيفة : كتاباتي كلها صارت محفوظة لحقوقي بدائرة حماية حقوق التأليف التابعة لوزارة الثقافة السورية ، لذا اقتضى التنويه لمن يقرأها أن يلتزم بقوانين حماية حقوقي الكاملة بها .
مع خالص تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري