الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظواهر انتخابات مجالس المحافظات

جواد الديوان

2008 / 12 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تؤكدالعديد من القوائم الانتخابية على استقلاليتها، وكذلك عدد من المرشحين، ظاهرة تعكس تململ من الاحزاب او الحياة الحزبية، وربما رد فعل لفشل احزاب السلطة (الاسلامية) في كسب ود الشعب. ومن الطريف ان محافظ بغداد يتزعم تجمعا مستقلا في اعلاناته بينما يشغل منصبا سياسيا.
لم يقتنع الشعب بانجازات رددها الساسة مثل منع الانزلاق نحو الحرب الاهلية! (قتلى الارهاب بلغا ارقاما فلكية) او انجاز المصالحة الوطنية!. وتوضحت سلبيات المحاصصة، وتحولت الوزارات الى مقرات حزبية. واصاب الاحباط الشعب لممارسات قادة احزاب تلعن المحاصصة وتجدها سبب مشاكل العراق، وتتمسك بها في كل المواقف والاختيارات وحتى في تشريع القوانين.
وكلمات المستقل والقوائم المستقلة محاولة للتبرء من وصمة المحاصصة والفشل. فقد تبرأ قبلها الساسة من التحريض على العنف الطائفي، في حين تحتفظ الذاكرة باصواتهم العالية في مؤتمراتهم الصحفية، وتم توثيق تداخلاتهافي مقالات على الانترنيت.
وطالت عدوى كلمات المستقل الليبرالين كذلك، ربما للتبرء من اشكالية العلمانية. فقد دفع العديد من الخطباء لربط الليبرالية مع العلمانية، ومنهم من اجتهد في التفسير من عمق التاريخ ليلصق بها تهمة الالحاد.
ان الفشل في العمل السياسي في صفوف الاحزاب، حيث تبرز ارهاصات كثيرة، وربما لترقيات حزبية او تكليف حزبي بادارة ندوة او اجتماع او تمثيل الحزب في احتفالات او لجان مشتركة وتنعكس على العلاقات مع الحزب وكذلك بين الاعضاء. وللحياة الحزبية جذور بعيدة في تاريخ العراق الحديث (سرية وعلنية وشمولية وديمقراطية) ولم تنعكس رقيا في التصرفات الشخصية او التقاليد المتوارثة، فلم يتصور الجددنجاح الجماعة نجاحاشخصيا. وطالت تلك الاشكاليات تسلسل المرشحين للحزب الواحد، وربما يعتقد البعض ان التسلسل في قائمة مفتوحة يعكس اهميته في الحزب. وتكررت القصة في تسلسل الاحزاب في التحالفات.
ظاهرة الانشقاقات في الاحزاب وتشظي الكتل البرلمانية وتبعثر القوى السياسية الليبرالية تعكس فشل في صياغة الاهداف المشتركة بين الساسة. ولا يكفي الاشارة الى ازدواجية الشخصية لدى العراقي لتفسير هذه الظاهرة.
ومن تابع الانتخابات الامريكية لاحظ ان القوم تنافسوا على برامج ومواقف ومشاريع لاشكاليات تواجه مجتمعهم وبلادهم، لا المظلومية ولا النسب ولا طاعة لفتوى ولا لتسهيل اقامة طقوس دينية ولا الانتقام والثأر وغيرها. وتتشابه بل تتماثل برامج المتنافسين في انتخابات مجالس المحافظات، بل بعض الكتل تتوعد الاخرى، وهكذا لم يلاحظ المواطن العراقي فوارق في البرامج المرسومة من قبل الكتل السياسية. وشذ عن القاعدة دعوة وائل عبد اللطيف لاقامة اقليم البصرة، ودغدغة عواطف البصريين حيث عانوا الحرمان من الخدمات في حين ترقد البصرة على كنز العراق.
ترتبط كيانات عديدة باسماء قياديها وتشير ملصقاتهم ولافتاتهم بالاسماء والصور، الدكتور الجعفري والدكتور الجلبي والمالكي والشحماني والحكيم وعلاوي وغيرهم، وصور بعضهم تتشابه مع لقطات للقائد الضرورة. وتتكرر اشكاليات الخليفة او قادة الثورات وحركات التمرد (قائد الزنج والقرامطة والخوارج وابن الاشعث وغيرهم على سبيل المثال). لقد تميزت قيادات حزبية ايام النضال السري في صلابة الموقف وتحمل اهوال العذابات ووزر العقوبات المروعة وترفعوا عن زخرف الحياة وقتلوا باشكال بشعة فاصبحوا رموزا في التاريخ الحديث (وتحتفظ الذاكرة العراقية بهولاء القادة). ويقلدهم الساسة الجدد رغم الفوارق الواضحة بينهم.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فشل الأسلام السياسي
محمد علي محيي الدين ( 2008 / 12 / 29 - 08:46 )
الأستاذ جواد الديوان
أكثر القوائم التي نسبت نفسها للمستقلين والأستقلالية هي قوائم مدفوعة الثمن وزجتها أحزاب الأسلام السياسي لفشلها في أدارة الدولة ومحاولة الأختباء خلفها،ولا يوجد مستقلين ولعل الغرض هو تفتيت الأصوات ولكن أحذروا يا مدنيون من التزوير فهذه الأحزاب تمسك بأزمة الدولة وستحاول في النهاية رغم صراعاتها الظاهرة والمخفية تقاسم الغنائم وتزوير الأنتخابات لصالحها وتحزموا لواوي بحزام ذيب مع تحياتي لمدنيون

اخر الافلام

.. زعيم كوريا الشمالية: حان وقت الحرب! فهل يشعل صراع الكوريتين


.. لافروف: ما يهم روسيا هو عدم صدور أي تهديد غربي لأمنها| #الظه




.. الملف النووي الإيراني يستمر الشغــــل الشاغـــل لواشنطن وتل


.. أول مرة في العالم.. مسبار صيني يعود بعينات من الجانب البعيد




.. ابتكار جهاز لو كان موجودا بالجاهلية لما أصبح قيس مجنونا ولا