الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءات في لوحات زيتية لم ترسم بعد

طالب الوحيلي

2008 / 12 / 29
الادب والفن


تكسرت هذا المساء في عيني

كل موجات الضوء

هي قد امتدت مثل أشرطة

وانفرشت مثل زجاج

فنثرت مقاطع طولية

لإنسان مبهم

الارض من حولي رقعة شطرنج

كل البيادق خرجت للتو

كل القطع الأصلية

وبقيت اطارد أجزائي

بقعة ..بقعة نتقافز ..نتقافز وننتهز النقلة الأخيرة



في لوحة ما

رايت جسدي يحيطها من حافتين

وحمامة بطرة بنت عشها فوق كتفي

وترنحت فرس سكرى

لكني تسمرت ..تيبست ركبتاي

واندلقت في الافق مدينة غافية



واحترق السراب

الفرس السكرى امرأة تحمل طفل

وتنظر للناس خارج الاطار

وانا حملت عصاي التي توكأت عليها

وابحرت في مفازات الغربة

غريب تلفظه عتمة الاطلال

لعلي اصل الى قرار



باطل هذا الذي البسني اسمالي

واقعدني على ناصية القماش

واغرقني بزرقته الهلعة

فيوغل في جفاف اروقتي

ويحرق كل اوراقي العزيزة

فدى عينين ناعستين

تنهار في اعماقها احلى مواويلي

واهم في الفرار

لكني اسقط في نيرانها

وانصهر مثل شمعة

فتدوخ وردة

ويطير دخان

وتغص عصفورة خائفة في الغبار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اغنية كانت

احفظها على ظهر القلب

بكل موسيقاها وايقاعاتها

واعرف اسرارها واسرار حتى مؤديها

فتتلبسني والبسها

ونطير سوية مثل معتوهان في سماوات عجيبة



سقطت الان مهيضة

وتفككت كل عناصرها

وتعرت كعانس

في جدار الحلم تمسح شهوتها

وتموت دامعة العينين



تكسرت اخر موجة من ضوء

على عيني مرة اخرى

فانزويت

غادرني جداري الذي علّقت فيه

وفوق راسي حملت خبزا

اكلنا انا والطير منه سوية

ما شبعنا

واحتدم شجار



فاستفقت ..رأيت امرأة بيضاء تلعق بعض من دمي

أيقنت أني احلم في داخل حلمي الأول

صبرت

هي تبسمت لي بخبث ..عانقتني

وسرت روحي رعشة عطشى

تطايرتُ كأني محض جناح من تراب

يتعالى ..يلثم الجدران

يلتصق على البيبان

كانه حناء عتيقة



وافز ..اهتز في مكاني

ظلام يسلبني عيني

وجفاف يمتص لساني

ــــــــــــــــــــــــــــ

انا ما بكيت يوما

رب حزن دغدغ صدري

فأبكاني

مذ كنت طفلا

عذّب الطرقات بإقدامه

وتشققت في عبث الطين أيامي

انا ما بكيت



رب سوط من لظى عانق أضلاعي

فتسمرت وشم

وتشتت خائفة في خواء الوجد احلامي

انا ما بكيت



كبرت كلمة أودعتها

وثيقة رسمية اسمي

وتاريخ ميلادي

فركضت موهوما مرة خلف أطيافي

ومرة خلف ظلي

فتهت واختطفتني عتمة زماني

انا ما بكيت



ــــــــــــــــــــــــ

احمل حزني فوق ظهري

تابوتا ...وتلاوة

يقرؤها غيري

وغير يرسم مسالكي

شئت ام أبيت

يؤبنني ..او يغني لمولدي

او يمنحني تأشيرة للسفر

نحو المدن المستحيلة





الماء صلصالة الغريق

والرمل للظمآن ماء

فكيف اشرب كي ارتوي

واي شجرة صبير في صخرة القلب

تتلظى من القيظ

واي وردة أهضمها

فتموت ظمأى





في اللوحة التالية

تلويت في جوف حوت

على مدى خطوة

كان البحر موغل في الضباب

لكني مكثت الم اشتاتي

من أحشائه

واهم في مسك انفاسي كي لا يؤلمه زفيرها

وأوقظ أحلامي المبعثرة

واقفز على ظهر الموجة العاتية

فاسقط محارة تمضغ حجارة

تصير فيما بعد في جوفها لؤلؤة من دم

وانسلّ من خرمة في النسيج الصقيل

طفل يولد من جديد



انا ما كنت درويشا

أجوب قصاع الذاكرة

وما كنتي لي دفّ او ناقوس

وما كانت لنا طاولة في زاوية مهملة تشاركنا غزلنا العفيف

او نشاركها عذاباتها

وما كنا عاشقين

لكن الحدائق قد الفت وحشتنا

واخر حافلة لنقل الركاب غادرتنا

فمشينا الى نهاياتنا منتشين



قبل ان أولد

او تولدين نقشت اقدارنا على جباهنا

كما هي نراها مجبرين

نغزو بها تفاهاتنا

ونعزوا بسببها قطعا هزيمتنا

او الى أكاذيب بيضاء نفترض ان نستغفر.. فتغفر لنا

ونمد أرجلنا قدر الغطاء

وما زاد نلمها حتى تكبر في أعيننا أمانينا الموقوفة التنفيذ

وتزدرين هذا الغطاء

تابوتك هو انك انتي فيه

وتلعنين ايامك الخاليات

انا ما شممت عطرك أي مرة

ولا ضحكة تملاء قلبي المشلول

وتمسح كلما تحتويه الذاكرة





لا تلعني قدرك فانتي فيه اغنية كسيحة

وتمرغي في دمي كل ليلة

فعيناك خنجر مسموم

ينوء تحت حدّه قدري ..

انا مازلت ابحث عن امرأة اخرى

تباركني عشقي الدافق في بوح التلاوة

وشفى حفرة من خوف نردمها

ونزرع في مكانها اشجار نخل

تبارك لنا أيامنا الباقية

طالب الوحيلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟