الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية في العراق سياسية وليست دينية

محمود الشمري

2008 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الطائفية في العراق سياسية وليست دينية ورب قائل يقول نعم انها سياسية ولكنها نتيجة وانعكاسا للدينية والجواب كلا ان الخلاف الشيعي –السني منذ بدايته منذ سقيفة بني ساعدة كان سياسيا يتمحور حول الخلافة والأحقية بها وصفات الخليفة ومؤهلاته أي الرئاسة ولم نسمع عن خلافات عقائدية بين المسلمين سوى تعددية الرأي احيانا في مسألة واحدة وهذا يدخل في باب الأجتهاد وتعدد المناهب وهنا يحسب الى جانب الدين وثراءه الفكري بحيث ان هناك أكثر من تفسير معقول ومقبول لقضية واحدة وباستطاعة الجمهور اختيار مايناسبه ولايحسب في باب الخلافات العقائدية. ولم تبزغ معالم التفكير الفلسفي الذي يقود الى التخالف الأ بعد ان انفتح المفكرن الأسلاميون على الفلسفة الأغريقية والمذاهب الفكرية والفلسفات القديمة مثل الهندية والصينية والزرادشتيةوغيرها بحيث أخذ المفكرين الأسلاميين يتناقشون بالذات الألاهية وبالوجود والعدم وابتداء الخلق ومن ثم برزت مذاهب فكرية فلسفية وجماعات كاخوان الصفا وشخصيات كالحلاج المقتول وقد طرقت هذه المحاولات الباب على العقيدة الاسلامية للدخول الى صالة المناقشات الفكرية المجردة في امور فلسفية ولاننسى دور المعتزلة الفكري ثم في العصور المتأخرة تجلت عند ابن تيمية الحراني وتلميذه ابن قيم الجوزية و تحولت الى مناقشات مذهبية مع المذاهب الأسلامية وخاصة الشيعة واحيانا انتقادات لاذعة وتهجم ثم أنقطعت هذه لقرون حتى احياها محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي وحولها الى مذهب فكري متشدد اعطاه التحالف مع امير الدرعية والبدو بعد أن أقنعهم بمكاسب مادية بعدا حركيا مسلحا حيث كانت بدايات الحركات الفكرية المسلحة في العصر الحديث بعد أن ساهمت اخطاء العثمانيين والصفويين وصراعاتهم الى خلق نفور مذهبي متبادل ولكن هذا النفور لم يجد القضية العقائدية الخلافية المناسبة حتى يتناولها وانما بقيت الخلافات الأساسية التي يتصارع عليها السنة والشيعة هي مسألة الخلافةوهذا دليل على الألتقاء العقائدي لدى الفرق الأسلامية عامة رغم محاولات الفصل العقائدي من بعض المتشددين. هذا تاريخيا أما الحاضر فأن كل المؤشرات ومعايشة ميدانية للوضع بعد 2003 تلمس بأن المتدينين شيعة وسنة ليس لهم علاقة بالعنف والتهجيرالطائفي وان من مارسوه هم من ادعياء الدين ومن البعثيين الذين أطالوا لحاهم ولبسوا الدشداشة أو التكفيريين الذين ارتبطوا بالقاعدة أو اللصوص الذين تبعوا مقتدى, ومتابعة ومراقبة دقيقة للوضع تجد ان رجال الدين الشيعة قاطبة يدعون الى وحدة الصف الأسلامي وعدم التفرقة رغم الفظائع التي ارتكبتها القاعدة بحق الشيعة ومازالت من خلال السيارات المفخخة التي تستهدف الأسواق والتجمعات الشعبية الشيعية والجوامع ومواكب الزائرين للعتبات المقدسة وكان رد السيد السيستاني على دعوات الرد بالمثل التي صدرت من بعض المنكوبين هو ضبط النفس وعدم اعطاء الفرصة للقاعدة والبعثيين ان يجرونا الى حرب أهلية ,ومن الجانب السني تجد ان الموقف السني من القاعدة وباقي التنظيمات الأرهابية قد لاقت ترحابا بدءا ولكنها وبعد فترة قصيرة لاقت نفورا سنيا ورفضا قاطعا من رجال الدين السنة ومن عامة الناس وما صحوة الرمادي وباقي الصحوات الاّ دليل على ذلك بعد ان انفضحت أهداف القاعدة وبان للشارع السني انحرافهم ,وترى دعوات رجال الدين ألسنة من خلال خطب صلاة الجمعة تدعو الى التهدئة والوحدة وترك الطائفية وتكرار فتاوى حرمة دم المسلم على المسلم عدا بعض الحالات التي سيطر فيها الأرهاب على بعض الجوامع متظاهرا ان رجال الدين السنة هم وراء العنف واستغل سيطرته ومارس الأفعال الرهيبة لجذب السنة المعتدلين الى جانب العنف مستخدمنا اشاعة وكذبة اختلقها هو ان منظمة بدر الشيعية قتلت الطيارين العراقيين ورجال المخابرات وغيرها , ومثال ميداني لذلك تجد ان قادة الأرهاب في بغداد والموصل وديالى ليسوا بمتدينين وانما بعثيين أو من القاعدة فمثلا في الموصل كشف ان قادة الارهاب كانوا يمارسون اللواط فيما بينهم واغتصاب النساء وشرب الخمور , والأرهابي الخطير(شقير) في الموصل لم يكن يعرف حتى الصلاة وكذلك الحال في بغداد في الدورة والعامرية والغزالية والحرية وشارع حيفا فمثلا في الحرية أحد أهم زعماء الأرهاب أحمد الدباش قائد تنظيم خالد بن الوليد كان بعثيا ولم يكن يعرف أي شيء عن الدين أما مساعده الشيخ خليل النعيمي هو شيخ جامع وهابي تكفيري فكيف يكون شيخ الجامع مساعدا لبعثي لايعرف من الدين أبسط مبادئه سوى ان تنظيمهم لا علاقة له بالدين وان العنف يقوده البعثيون والتكفيريون الذين هم باتفاق جميع المسلمين خوارج عن الأسلام وفي شارع حيفا فأن( أوس ) أحد أهم المجرمين له فيلم مخزي وكذلك هو الحال مع تيار مقتدى الصدر حيث انه لايمكن عده تيارا اسلاميا شيعيا بعد نبذه من قبل الشيعة جميعا وفشله لجر الشيعة الى اطروحاته المتطرفة والكثيرين من قادة جيش المهدي وافراده يشربون الخمور اثناء واجبات المراقبة التي يقومون بها.
الخلاصة نستطيع أن نقول بأن من مارسوا العنف والتهجير الطائفي في العراق لم يكونوا المتدينين وانما مجاميع ارهابية متكونة من بعثيين,وتكفيريين منبوذين عن الأسلام ومجاميع من اللصوصيدعون جيش المهدي,كل هؤلاء وجدوا مقاومة ورفضا من العراقيين وخاصة المتدينين الذين تحملوا وطأة الأرهاب أكثر من غيرهم,لذا فأن الأرهاب لم يكن له علاقة بالدين أو الأختلافات المذهبية وأنما حاول تلبس الدين واستغلال تأثيره على النفوس وفشل واندحر,كما وكلنا نذكر عدنان الدليمي في تركياوكيف طالب سنة العالم بالنصرة على الشيعة في العراق ومن ثم قبض على ولديه ومجموعة من حمايته وهم يفخخون السيارات, وكذلك البعثي المعروف مشعان الجبوري وتلفيقاته وهجومه على الشيعة وهو يضع يده في الظلام بيد الرهاب والأثنان أبعد مايكونا عن الدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف