الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين انتم يا معشر العرب من المجزرة الجديدة؟

عبدالله مشختى

2008 / 12 / 29
القضية الفلسطينية


بدأت امس اسرائيل بعملية جديدة ضد قطاع غزة بقصفها بالطائرات والصواريخ وحشدت قواتها لعملية توغل غير محدودة حسب تصريحات المسؤولين الاسرائيليين وقد تتوسع كثيرا والحصيلة الاولية لهذا العدوان المئات من القتلى والمصابين وسط عزلة كبيرة وازمة خانقة كانت تعيشها غزة قبل ذلك من احكام اسرائيل الطوق عليها حيث ولدت ازمة انسانية كبيرة بانقطاع الكهرباء والمؤن عن الفلسطينيين فى القطاع ، فى ذات الوقت الذى كان مسؤولوا حماس يعيشون فى بحبوبة من العيش ولم تكن تنقصهم شيئا . ان العملية الاسرائيلية الجديدة لم تبدأ الا بعلم من دول عربية كدولة مصر التى كانت ليفنى هناك قبل العملية وكانت قد المحت الى نية اسرائيل فى القيام بالعملية .
ان الدماء التى تسيل بغزارة من اجساد المئات من الضحايا والمصابين تصرخ فى وجه العرب وهى تعريهم وتكشف الاقنعة التى يلبسها الزعماء والرؤساء العرب وهم ينادون بتحرير فلسطين وحل القضية المركزية للعرب ، ماذا فعلتم يا قادة ويا زعماء وماذا كان موقفكم ؟ انه الشجب والادانة وطلب عقد قمة كى يجتمع هولاء القادة الاسود ويتباحثوا على جلسات وموائد فاخرة وعزائم وجلسات شرب القهوة العربية الفاخرة ذات النكهة الطيبة لانهم من زمان لم يتلاقوا للحديث عن تعاونهم وشد ازر بعضهم للمحافظة على كراسى حكمهم . ويطالبوا اسرائيل بوقف المجزرة بعد اتمام اهدافهم من العملية وتدمير هذا القطاع كى يطلب زعماء العرب من الدول الاوربية ان تتوسط لهم لدى اسرائيل كى توقف عملياتها ، او تقرر جمع تبرعات للفلسطينيين كما لمسنا سابقا .
ان ما حدث امس هزة كبيرة فى فلسطين فلو لم تكن اسرائيل مقتنعة من موقف زعماء العرب الهزيل والساكت لما اقدم على القيام بهذه العملية العنيفة . ان حركة حماس السائرة وراء الاوهام الخارجية التى توحى اليها بالاستمرار فى مواجهة اسرائيل وتنفيذ الاجندات الخارجية ستدمر الشعب الفلسطينى بيد اسرائيل لان اسرائيل المدعومة من امريكا والغرب كله ومعروف للجميع بان اسرائيل تصرح دائما بانها ستستمر فى الصراع من اجل المحافظة على امنها الدائم من خطر الحركات الاسلامية الفلسطينية التى تغذيها دول عربية واسلامية ضد اسرائيل . وان حركة حماس ومعها كل الفصائل الفلسطينية الاسلامية الاخرى تتحمل مسؤولية ما يجرى فى قطاع غزة منذ اكثر من سنتين لمواقفها المتشددة من اسرائيل وبعملها وفق اجندات ايرانية بالذات التى تدعى العداء الاكبر لاسرائيل . ان مواقف الصمت للانظمة العربية ليست مفاجئة لاحد فهى دائما تحمل نفس المواقف من شجب وادانة والطلب من الادارة الامريكية لوقف تعرضات الجيش الاسرائيلى كونها عاجزة من اتخاذ موقف واضح وصارم تجاه حملة الابادة التى يتعرض الشعب الفلسطينى بين اونة واخرى . ان حركة حماس وقواتها قد تصيب بخسائر ولكن الخسارة الاكبر يتحملها السكان المدنيين من الفلسطينين من حيث انعدام الخدمات الاساسية من كهرباء ووقود ومؤن ومستلزمات طبية لمستشفياتها . ان قول اسماعيل هنية كوننا لن نركع لاسرائيل ليس الا موقف للاعلام ف 23 دولة عربية قد ركعت لها فما بال الهنية وهو يملك قوة صغيرة فى مقاومة اسرائيل الدولة العسكرية القوية التى تعد من اقوى دول الشرق الاوسط عسكريا . ام انه يعول على تقديم المزيد من الضحايا من سكان غزة الجريحة كى يستقطب التعاطف الدولى لحركته .
ان العرب وخاصة زعمائهم يتاجرون بالقضية الفلسطينية منذ اكثر من 60 عاما وهم اضعف من ان يواجهوا تحديات اسرائيل وامريكا بسبب تشرذمهم واحتفاظ كل دولة منها بمصالحها القطرية الضيقة ومحاولة كل نظام ان يبقى على حكمه بكل الوسائل وحتى ان كانت بحماية دولة اسرائيل وامريكا ، فكيف يمكن لهم والحالة هذه ان يتخذوا موقفا صلبا تجاه سياسات اسرائيل فى فلسطين . ان ما يخدم الشعب الفلسطينى هو ان يتوحد شعبها وينبذوا فكرة تدمير اسرائيل ويجلسوا فى مفاوضات مباشرة معها على اساس اعتراف متبادل واحترام لامن وحدود الطرفين لان قضية انهاء اسرائيل قد زال من القواميس . ان اقصى ما تقدمه الانظمة العربية فى هذه الظروف الحرجة لفلسطين لاتتجاوز اعطاء بعض الدعم المادى او جمع تبرعات لهم وما تفيدهم هذه ؟ ان مصر الدولة العربية الكبرى وما تتخذه من مواقف فى اغلاق المعابر الحدودية بوجه الشعب الفلسطينى لهو الموقف الاكثر من مشرف ام الدنيا والتى كانت تتجه انظار كل العرب اليها كونها الدولة التى تعقد عليها الامال فى توحيد الصف العربى والاكثر جدية فى الوقوف الى جانب القضايا العربية امست اليوم الوسيلة لذبح الفلسطينيين بعد اغلاق معابرها الحدودية تحت ذرائع واسباب شتى .
اين الفضائيات العربية اليوم من احداث غزة عدا محطتين لا اكثر فالفضائيات العربية وبالذات الكثرة للسعوديين والخليجيين تبث برامج مبتذلة واغانى خليعة والدم الفلسطينى يجرى فى غزة وكأن الموضوع لايهم هذه الفضائيات ولكنها وبسبب تافه كمثل الحذاء اقامت الدنيا ولم تقعدها ، فاين انتم ايها العرب الذين تتشدقون بقضية العرب المركزية التى لم تترك لكم جفن للنوم على مدى 60 عاما كونكم منشغلين بها وتتاجرون بها وتقيمون المادب والحفلات على انقاض اجساد سكان فلسطين الذين لا حول لهم ولاقوة وخاصة المدنيين من الشيوخ والاطفال والنساء .
الاحزاب والقوى السياسية فى مختلف الدول العربية تدعوا الى التظاهرات وجمع التبرعات للفلسطينيين يا لسخافة هذه الدوات فماذا تفعل التظاهرات والتنديد والشجب انها وعهدى لن تغير قيد انملة من الحسابات الجارية ومؤتمر الزعماء سينعقد كما انعقدت فى مرات عديدة ما تفعل بعد فوات الاوان وبعد ان تحقق القوات الاسرائيلية اهدافها على الارض سيأتى مؤتمر الرؤساء العرب وهى عديمة الفائدة للشعب الفلسطينى .
ان الشعب الفلسطينى والقوى الفلسطينية مدعوة اليوم اكثر من اى وقت اخر الى التوحد فى خطابها السياسى وتوحيد استراتيجيتها المستقبلية ورص صفوفها ودراسة اوضاع شعبها الذى يعيش كل يوم مأساة وكوارث دائمة منذ 60 عاما وان يقروا بالامر الواقع وان يعتمدوا على انفسهم فى الدخول فى مفاوضات مباشرة وعلى كل الاصعدة مع اسرائيل وتكوين كيانهم على الارض الذى حدد لهم من قبل الوسط الدولى وان يكفوا عن الجرى وراء الشعارات الزائفة والوعود التى تطبل لهم بعض الاوساط العربية والاسلامية التى لا تريد ان يكون هناك حل لهذه القضية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: إسبانيا تكتسح جورجيا وإنكلترا تفوز بصعوبة عل


.. الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية: نتائج ودعوات




.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا


.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا




.. ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن|