الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القصة التفاعلية

صالح جبار

2008 / 12 / 30
الادب والفن



مفاهيم العولمة تفترض مقاسات وسياقات مختلفة عن المألوف قي جميع مناحي الحياة , أذ أن استثمار الفهوم يعاكس البناء التقليدي , فلابد من اتيان اعمال خارجة عن العرف السائد , وهنا لااقصد الجانب الاجتماعي , لكني انظر من خلال التفاعل الادبي على الساحة العراقية الضاجة بالنشاطات المتعددة والمنتديات المنتشرة على ساحة الوطن .
أنه مخاض يتمرى في وجوه عديدة لافرازات متلاحقة , لأن المهمة عسيرة على ضوء معطيات الاعلام المتشظي , يضاف لها عدم الاستقرار السياسي وقصدي عدم ( النضج السياسي ) لاني أعتقد بأن أحتراف السياسة يفترض أليات يتحرك من خلالها السياسي , بعيدا عن المسميات الضيقة , خصوصا اذا امتلك منصبا حكوميا , هنا يصبح بمثابة الاب , وليس الطامح لأجل الفوز لما يصبو أليه . والاحترافية مسألة تحتاج الى خبرة وزمن قد يطول أو يقصر حسب التوجهات .
أن ما يعنينا في ( عولمة الادب ) والادب القصصي خصوصا هي المسميات ( المصطلح ) . لأن في عصر العولمة لايوجد ( كاتب كبير ) بسبب انحسار مفهوم النخبة الريادية , كما تقلصت مساحة الفروسية في زمن أوجد تطورا أليا أصبح الانسان مجرد شيىء ( متحرك وعاقل ) ضمن دائرة واسعة وضيقة في آن واحد .
ضيقة في محدودية الفعل العضلي , وواسعة بفعل الارادة لاكتشاف عوالم واسعة وغير محدودة , مقابل متلاحقات ريادية في المشغل القصصي ليوجد مسمى جديدا يتلائم مع التطورات المستدامة ( كتاب كبار ) ضمن منهج متفاعل ومتوازن يعطي نتائج واعدة .
فمن المؤكد أن العقل الجمعي يختلف عن العقل الفردي في ايجاد مشتركات متلقية لخلق سرد متنامي مبدع مختلف عن الكلاسيكيات , لأن المفاهمات والثوابت المتعامل معها تنتج حالة تفاعلية تفترض أحتمالات نضوجه
( النص ) أكبر من العملية الفردية فالزويا الثقافية المتحركة تحاصر الثيمات بخلفيات تمتلك مواصفات متباينة في النوعية الثقافية المكتسبة لتخلق هجينا يقترب من الصورة المستوفية لشروط الابداع .
يضاف لها مزية المنح في أعطاء فرصة واحدة متكررة لأكثر من مبدع ليضع بصماته الواضحة علىمنجز متفرد في خصائصه الوظيفية .
لهذا نجدالخطوة الاولى في ( القصة التفاعلية ) درسا اوليا لمسيرة القص العراقي , لأنها لاتغمط حق احد من كتابها لأشارتها الواضحة والصريحة لنصوص كتابها , حيث يتم تقسيم النص على مقاطع مخصوصة تحدد عمل كل مبدع بصورة منفصلة ومتداخلة بامتلاك وحدة الموضوع ليقوم برسم تفاصيل تزدهر في مخيلة صانعيها , لتخرج حصيلة متفاعلة , تبني نصا يمتلك روح الحداثة لأنه خلق مؤثر في تعدديته .
ونكتشف ايضا في لغة ( القصة التفاعلية ) عدة مستويات من السرد , تحكي نمط متجدد لثيمة متحركة ببنية متشظية ومتماسكة ضمن أطر بنائية لاتبتعد عن البناء القصصي ولاتقترب منه , لتصبح جزءا من مفاهيمه الكلاسيكية , لانها تبني عالما خاصا بها يمتلك مواصفات مركزية في خلق نواة متحورة لفن قصصي يتماشى مع معطيات كثيرة تدب ضمن الحراك الثقافي .
انها معالجات تحتاج لمزيد من الوقت والجهد لنتأى عن القوالب الجاهزة في صنع الابداع , كونها عملية مستمرة ومتحركة في آن واحد لاتحدها سياقات القصة القديمة ولانفترض أنها الحل النهائي لأشكاليات القصة , لأن التطور سمة الحياة ولايمكن التوقف عند نموذج واحد .
انها خطوة قد تقود الى خطوات متلاحقة يمكن أن تبني صرحا للفن القصصي العراقي الواعد .


القاص
صالح جبار محمد
نادي القصة العراقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل