الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة تحت نار العدوان الاسرائلي والاستغلال الاقليمي

فاطمه قاسم

2008 / 12 / 31
الارهاب, الحرب والسلام


قطاع غزة تحت النار فعلا وبكل ما تعنيه الكلمة من معاني ،تحت النار بمعنى الموت والدمار والقاتلة،لعذاب ،وتحت النار بمعنى المصير المجهول الذي لا نعرف على وجه التحديد من يرسم خارطته الجديدة ،وتحت النار بمعنى انه انكشف ضعف وهشاشة ونفاق المجتمع الدولي الذي لم يعلن بعد ثلاثة أيام من العملية العسكرية الإسرائيلية ،ذات الأهداف المتعددة ،والمركبة الأهداف ، أي اقتراح قابل للتطبيق الفردي ،وحين أقول المجتمع الدولي ،فاني اعني الأمم المتحدة ،والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ،وبقية الدول ذات التأثير الأكبر في العالم ، فهذا المجتمع الدولي اكتفى بموقف أخلاقي غير عملي، و بمدى مفتوح لا تعرف نهاياته، و البيان الرئاسي الذي صدر عن مجلس الأمن هو أشبه ببيان يقول فيه أنه أخذ علما بما يجري، دون أخذ أي إجراء لوقف ما يجري، و لكن أخطر ما كشفت عنه العملية العسكرية الإسرائيلية الدموية في قطاع غزة، هو هذا الإستشراس الذي يصل إلى حد الخطورة القصوى في خلافات الموقف العربي نفسه المستوعب مع الأسف في تجاذبان إقليمية لدرجة الوصول إلى موقف معادي و مكشوف ضد مصر، و ضد الدول الأساسية في الموضوع الفلسطيني والتي تعرف عادتا باسم دول الاعتدال العربي، و هي الدول التي تقع على مسئوليتها حمل العبء حين تصل الأمور إلى الذروة، بينما يتدافع المزايدون بالانسحاب إلى أوكارهم بعد أن يكونوا قد لعبوا لإحداث الفوضى والتمزق في الصف العربي.
أقول أن هذه القضية هي أخطر شيء، لأننا كفلسطينيين سرعان ما ننزلق بسرعة إلى هذه المصيدة القاتلة ، و يكون علينا في هذه اللعبة أن ندفع دماء أبنائنا، بينما غيرنا يكتفي بإعلان الشعارات و ليس فعل أي شيء آخر.
الآن:لجوقات في الوطن العربي التي توجه اللوم إلى مصر ، و إلى الاعتدال العربي ، معظمها تتحرك بعلم أو بغير علم تحت العنوان الإيراني، و تحت المنطق الإيراني، و في ظلال الأحداث الإيرانية، حيث إيران تريد أن تكون لاعبا كبير الحجم من خلال الجرح الفلسطيني، كأنما علينا نحن في فلسطين أن ندفع دمائنا ، في اللعبة التي يمارسها غيرنا بما أنهم متأكدون أنهم بعيدون عن منطقة الخطر.
الآن :
هل نحن قادرون فلسطينينا على إنقاذ أنفسنا من فخ هذا السجال أم أننا مازلنا مصرون على أن نغرق فيه حتى النهاية؟
بعض الناس ما زالوا متفائلون برغم فداحة الموقف فما زالوا يعتبرون بان الفرصة متاحة بعد للخروج من الانقسام ،والعودة إلى الذات ،بعد أن ثبت بالمطلق أن الانقسام لم يكن إلا خدعة كبرى ،وكان مؤامرة كبرى ،وكان خسارة كبرى لايمكن في ظله أن يتحقق أي مكسب فلسطيني لأي طرف أي كان .
هل هذا التفاؤل على حق ؟
اعتقد من هنا من غزة ،وأقول من غزة وأنا اعلم لما أقول ذلك ،بان علينا أن نحاول ،وعلينا أن نخلق ونبتدع الآليات العملية ،وعلينا أن نحقق اللقاء الفلسطيني الأول لنرى ما الذي يمكن أن نفعله أمام هذه العملية العسكرية الإسرائيلية والتي ذكرت أنها مركبة الأهداف ،وأنها بعيدة المدى ،وأنها قد تستمر إلى فترة أطول من كل التوقعات ،تحت ذرائع تجيد إسرائيل خلقها ،وتجيد أيضا والتجاذبات الإقليمية تقديمها مادام الثمن يدفعه الفلسطينيون .
هذه العملية العسكرية التي اتسمت بتتالي المفاجآت الإسرائيلية ،ولكنها اتسمت بتوالي مفاجآت التجاذب الإقليمي أيضا لدرجة يمكن القول معها ،إن بعض هذه القوى الإقليمية كانت تعد نفسها لهذا الهجوم الذي بدى على شكل هجوم على مصر وضد قوى الاعتدال العربي ،وكأنها أعدت لذلك منذ زمن ، وإنها كانت تسعى لهذا العدوان الإسرائيلي لكي تنفذ مخططها على الأرض ،تحت مظلة العدوان الإسرائيلي .
مطلوب صحوة فلسطينية
مطلوب محاولة جادة
مطلوب العودة إلى الذات الوطنية الفلسطينية
والى موقعنا الحقيقي في قلب النظام الإقليمي العربي ،
مطلوب أن نرفض ولا نقبل أن نكون مادة للمزايدة وشموع تحترق في احتفالات الآخرين.
فهل هذا ممكن ؟:
إن القرارات الصعبة والنوعية عادة تأخذ وتنطلق دائما في اللحظات الاستثنائية، فهل هناك واقع استثنائي وصعب أكثر مما نحن فيه، وهل هناك صعوبة أكثر من الموت اليومي الذي يتعرض له قطاع غزة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب يقلد المشاهير ويصف بعضهم بكلمة ????


.. إيرانيون يعلقون على موت رئيسي • فرانس 24 / FRANCE 24




.. آفة التنمر تنتشر في المدارس.. ما الوسائل والطرق للحماية منها


.. مصرع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في تحطم مروحية




.. مصرع الرئيس الإيراني.. بيانات تضامن وتعازي ومواساة ومجالس عز