الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرضاء بالقعود

احمد العدوى

2009 / 1 / 1
القضية الفلسطينية


لقد كتبنا عبثاً عن الحل العادل للقضية الفلسطينية, ظللنا نلوك عنتريات ما بَنت يوما سدا, أو صدت يوماً غزواً, وخطب عصماء – مكتوبة مسبقاً ومراجعة لغوياً ونفسياً- تُلهب مقالى الجماهير الغفيرة بالدموع, وتناسينا أن ندرس يوماً عدونا. لا لشىء الا اننا وجدنا ان التفكير المسبق مجهد لعقولنا الممتلىء بهراءات كجبال تهامة, تنزلت على عقولنا من فعل أنفسنا حتى فرحنا بكأس كرة و تجمعنا على مائدة التلفاز حتى نشاهد (نور) وقمنا بدبلجته بالعامية حتى لانرهق انفسنا بالقراءة أو فهم لغتنا الفصحى, حتى قراءة ترجمة فى التلفاز صارت مرهقة لنا. فهل بحثنا عن نور نهتدى وراءه أو ينير لنا ظلمات الجهل فنحن فيه عمون؟

العدو الصهيوني المغتصب المستبد….الى أخر تلكم الالفاظ منصوص عليها في كتاب المحفوظات المدرسية والتى أجتزنا امتحانات الاتكال بامتياز حين عقدت على الساحة الدولية, لا يقوم بخطوة ارتجالية أبداً, بل انه لا يقوم بوضع قدم واحدة قبل أن يتأكد ان لهذه الخطوة مالا يقل عن هدفين, ثم يضع القدم الأخرى, ثم ينظر الينا مشمئزاً, لأنه لم يعد يرى فينا عدواً أو خصماً يستأهل الارهاق الذي يصيبه جراء تفكيره في هزيمتنا أو ضربنا.

أتت وزيرة الخارجية الصهيونية الى القاهرة لتثبت للعالم الغربي انها تقوم بمحاولات مع طرف عربي لحل مشكلة غزة, وكالعادة الدبلوماسية هناك مؤتمر صحفي يعقب أي زيارة رسمية, قالت ما قالت, ظننا انها تلقي تهديدا أجوفاً فرددنا بمثله,فطالبنا ضبط النفس, وفي قلوبنا النية والعزيمة على أن طول عمر الدول يسمح بالسير الهوينى في قضايانا المصيرية.
لكنها حين ألقت على مسامعنا ما ألقت, كنت تقصد التفاتاً لغوياً لا لبس فيه, والالتفات بلاغة في لغتنا التى نجهلها, فلقد ألقت ثعابينها وفرعونها يجلس يبتسم امام التلفاز , فلقد أتى موعداً لن يُخلفه, وجمع جنوده يوم الزينة, ورأى ان الرؤؤس قد أينعت وحان وقت قطافها. وأقنع الناس ان العدو صديق لأحدنا لنخاصمه ونظل دهرا في فك طلسم هذا اللغز, حقا كان ام باطلا؟
بعدما دكت القنابل سررنا ومدارسنا, أمعنا النظر, واكتشفنا انها كانت تتأبط شرا, وظهر علينا تخبط السكارى وقعدنا ننظر:
من أيقظنا من مرقدنا؟ هذا ما تفوه به العدو, فلنجتمع, نندد ونشجب وندين, حتى نختار من بيننا رجلا يبطل ما يفعلون بنا. ولربما جمعنا من كل جيبا عربيا او اسلاميا رجلا, ثم يردون عليهم ردا خفيفا عليهم حتى لا يلهبونا باسواطهم, وربما نتنكر منهم ونسميهم طائفة متطرفة, أو ربما حين ينزلون غضبهم وسخطهم على خيامنا لا يصيب خيمتي شيئا لصلة المصالح التى تجمعنا او لماض ودود بيننا.

ايها السادة الاجلاء, ان رجلا رضا ان يكون كلاً, أصم وأبكم, لا يأتى بخير , ولا حاجة لنا به, انما يلقى في قارعة الطريق, يلقيه هذا بالحجارة وذاك بالقاذورات, آخرون يشاهدون مبتسمين, لانهم ببساطة يجدونه تسلية لهم أو نبأ يشغل جرائدهم ويتحاورون به في الندوات ثم لايكونون له نصيراً. أما الملقون والمفسدون فبه يفرحون , فما كان عليهم من سلطان الا انهم آذوه, وهو جالس ينتظر ان يرسل احدا له جند يقاتلون له, وما صنع لنفسه درعاً وما سن سيفاً وما رمى رمحاً, بل رضى بأن يكون من الخوالف, وما كان له من نصيب الا التنكيل والتردى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب