الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر والبحث عن الذات الدور العربى والآم الفقد

عبد العزيز الخاطر

2008 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


فى السياسه لايوجد فراغ دائم,عندما سقط الاتحاد السوفيتى اخذت حصته كامله الولايات المتحده,وعندما تلاشت بريطانيا تقدمت امريكا لتسد الفراغ وعندما انكفأت مصر داخل مصريتها بسطت اسرائيل هيمنتها على المنطقه, وعندما تضاءل الدور العربى واضمحل فى المنطقه تصدت الاجنده الاسلاميه كاسرة الترابط بين الدورين لتاخذ زمام المبادره بخصوصيه لاتضع بالضروره المصلحه العربيه فى اولوياتها هذا هو التاريخ من يتنصل عن دوره التاريخى المنوط به عليه ان يتحمل النتائج. لايخفى على احد التجاذب الاقليمى فى المنطقه وبروز قوى جديده تبحث عن دور اكبر لها فى المنطقه وخفوت وتراجع لقوى اخرى فى مقدمتها الدور العربى وتضاءل دول امام مستحقات الدور التاريخى فى مقدمتها مصر وما لجوء مصر لتركيا الى مثال واضح لتراجع دورها وفقدان لمصداقيتها ضمن اطارها العربى ولا اخص هنا الشعب المصرى ولكن القياده المصريه , ولايخفى على احد كذلك ان ماقامت به اسرائيل من اباده للشعب الفلسطينى فى غزه وارتياحها لذلك واعتدادها باستمراره والتلذذ بذكر ايجابياته الا رقصا على هذا التجاذب الاقليمى وملئن لفراغاته وفجواته, فغايه ما يرجى " المتواطئون" والساكتون ضمنا عن مثل هذا العدوان السافر هو تحجيم الدور الايرانى خوفا من تكرار نموذج حزب الله على الجهة الاخرى من المنطقه , ومع ذلك فهناك عدة امور لابد من ايضاحها حول مايجرى وموقف الاطراف والمنطقه ككل حتى تكتمل الصوره.
اولا: لايمكن لاى عربى مهما كان توجهه او انتماءه ولايمكن لاى نظام يدعى بعروبته ان يبرر للمجزره التى يتعرض لها قطاع غزه وان لايضع عبارات مثل "حذرنا " ونبهنا" كتبرير او ان يفتح ملفات اخرى قبل العمل الفورى والفعال لوقفها, انها ابادة جماعيه فوق اى مصطلح او خلاف سياسى او اقليمى.
ثانيا: علينا التنبه ان ماتقوم به ايران يصب فى تيار مصلحتها الاقليميه كدوله كبرى فى المنطقه لها اولوياتها واستراتيجيتها ولايمكن تعقبها على ذلك طالما ان هناك فرصه وفراغ او تنصل للبعض من دوره جعل من الوضع اكثر تهيئه واكثر جهوزيه لها لان تقوم بذلك.
ثالثا: فلسطين كانت دائما قضيه العرب الاولى ولكنها لم تعد فعليا كذلك بعد كامب ديفيد وان استمر الشعار مرفوعا فثمه انفصال وشرخ بين الانظمه والشعوب جرى بعد ذلك وخاصة بين النظام المصرى والشعب المصرى والدليل ان اكبر مقاومه للتطبيع مع اسرائيل تاتى من الشعب المصرى نفسه وبعد مرور كل هذه السنين وبالتالى شعرت اسرائيل بعد ذلك بنوع من الارتياح والخروج من الحصار المضروب حولها وشعرت الانظمه العربيه الاخرى بنوع من الحل من الالتزام القومى جراء ذلك.
رابعا:اين الدور العربى وركيزته مصر ان تحول مصر من دولة مواجهه مسوؤله الى دور وسيط بين العرب واسرائيل ترك فراغا عربيا كبيرا فى قضية العرب والمسلمين الكبرى امكن للغير اتيانه من البوابه الاسلاميه حيث انها قضيه المسلمين الاولى كذلك طالما ان الدور العربى انكمش ولم يعد راس الحربة فى ذلك.
خامسا: لاقيمة لمصر فى المنطقه الا من خلال الدور العربى فهى لاتمثل بعدا اخر غير البعد العربى والكلام عن فرعونيتها كلام تاريخى ليس له من مجال اليوم فى عالم السياسه.
سادسا: اين الاجنده العربيه حتى نلوم الاخرين بالتدخل وتمقص ادوارنا لايملك العرب اجنده واضحه تجاه اية قضيه ومالكوارث التى حلت وتحل بالامه من حرب الكويت الى غزو العراق الا بعض الادله على فقدان العرب لاجنده واضحه وهذا لايمنع من القول ان الانظمه العربيه لها اجندات خاصه بها فى مقدمتها توارث السلطه والثروه.
هذه الايضاحات اراها ضروريه واساسيه لكى ندرك ما نراه من مناظر ومشاهد يصعب علينا تصديقها وتفاجئنا بين الفينه والاخرى فالازمه هيكليه فى بنية النظام العربى ولايكفى تناولها دبلوماسيا وسياسيا بشكل سطحى. علينا الوعى بان الدور العربى فى القضيه الفلسطينيه دائما كان دورا مقاوما ورافضا ومتى ما تخلى عن ذلك فقد ذاتيته وبقاؤه . ان حماس ضحية غياب هذا الدور العربى المقاوم وضعف الانظمه العربيه على استحضار الدور الاسلامى وتحمل تبعاته ونتائجه لقد تم الفصل و التلاحم بين الدورين بالاخص فيما يتعلق بقضيه فلسطين المقدسه عربيا واسلاميا. ان مصر اليوم وهى تفقد اهم صادرتها وهو الدور المصرى الفاعل انما تتنكر لذاتيتها وتاريخها العظيم ولا يمكن استرجاع ذلك سوى بعودتها لممارسة دورها العربى والاقليمى بكل تبعاته ونتائجه انه من المخجل ان تلجأ الى تركيا وتنظم تحت اجندتهالايجاد مبادره لتحفظ ماء الوجه المسكوب لالالا ليست هذه مصر ولايستحق الشعب المصرى العظيم ولا الجيس المصرى الباسل ولاتاريخه المشرف كل هذا الهوان مصر ستعود لاشك فى ذلك فالكربه عامه وشامله وليس لها من دون الله كاشفه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قذائف إسرائيلية على غزة في أول أيام العيد بالرغم من إعلان -ه


.. جزيرة إيطالية توفر إقامة مجانية لثلاث ليالٍ ولكن بشرط واحد




.. حريق هائل يدمر فندق ماريسفيل التاريخي في ولاية كاليفورنيا


.. جبهة لبنان – إسرائيل.. مخاوف من التصعيد ودخول إيران ومساعٍ ل




.. هل تنضم إيران إلى حزب الله في حرب شاملة مع إسرائيل؟| #الظهير