الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين و الرهان الخاسر علي العروبة

عمرو اسماعيل

2008 / 12 / 31
القضية الفلسطينية


نحن كعرب مسئولين تماما عن ضياع فلسطين ولو كنت فلسطينيا لحملت العرب هذه المسئولية مثلما حملتها لاسرائيل تماما ولطالبت بتعويض عن ضياع ارضي ووطني

فالوكالة اليهودية كانت تعمل قبل 48 في تهجير اليهود الي فلسطين علي عينك يا تاجر تحت نظر جميع الحكومات العربية وكانت لها فروع رسمية في معظم العواصم العربية.

وتدخل الدول العربية عسكريا بعد عدم اعترافهم بقرار التقسيم واداءهم العسكري الفضيحة اضاع من الفلسطينيين اراضي اكثر مما أعطاهم قرار التقسيم

ثم بعد الهدنة في 48 لم يعلن العرب دولة فلسطين علي ما تحت أيديهم من ارض والعمل من خلال هذه الارض علي استرداد الباقي وكانت هذه الدولة ستحظي باعتراف كل دول العالم ..ولكن بدلا من ذلك ضم الملك عبد الله الضفة الي امارة شرق الاردن ليؤسس مملكته وقبلت مصر الانتداب علي غزة ..مما اتاح لاسرائيل الحجة لتقول انه لم يكن هناك وجود لدولة فلسطين

والجميع يعرف اننا اضعنا الباقي في 67 واهم مافي هذا الباقي هو القدس وبعدها فقط فك الملك حسين الارتباط بالضفة بحجة الحفاظ علي القضية الفلسطينية لانه يعرف صعوبة استرجاعها فغسل يديه ..

أما الحقيقة الاكثر مرارة مهما حاولنا ان نخفيها فهي ان حرب 73 لم تكن بسبب فلسطين ولكن كان الغرض منها استرجاع سيناء والجولان والتي نجح السادات في استرجاعها في مقابل اتفاقية كامب دافيد التي اخرجت مصر تماما من الصراع العربي الاسرائيلي

الحقيقة المرة ان العرب كانوا من الاسباب الرئيسية لضياع فلسطين وبالتالي كفر اي فلسطيني بالعروبة لايجب ان يكون سببه سوء المعاملة علي النقط الحدودية او الحالة المتردية لمعبر رفح وعدم اهتمام مصر التي انتمي لها بتجهيزه و انما كفره بالعروبة يجب ان يكون سببه ضياع فلسطين

الحقيقة ان العرب يخافون من الفلسطينيين و الحقيقة انهم باعوهم منذ مدة طويلة.. وان الدولة الفلسطينية لن يكتب لها الوجود الا علي ايدي أبناءها ومن خلال المؤسسات الدولية

والحل في رأيي الاعتراف بهذه الحقيقة و ان يطالب اي فلسطيني ولد في اي دولة عربية بحقوق المواطنة الكاملة دون ان يتخلي عن جنسيتة الفلسطينية وان يعامل مثل ابن البلد ..من حق اي فلسطيني ان يدخل ويخرج من اي بلد عربي دون اي قيود علي الاقل كنوع من الاعتراف بالذنب من جميع الدول العربية

من حق كل فلسطيني ان يطالب بذلك من خلال الجامعة العربية والامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان

المطالبة بهذه الحقوق لن تضيع اكثر مما ضاع والابقاء علي وضع الفلسطينيين كلاجئين هو ضد كل حقوق الانسان ولن يسترجع الارض

انا كمصري اطالب ان يكون لكل الفلسطينيين المقيمين في مصر حقوق المواطنة كاملة في العمل والتملك واستخراج جواز السفر .. واطالب ان يمر اي فلسطيني مهما كانت وثيقة السفر التي يحملها من اي مدخل مصري ويكون له حق الاقامة والعمل .. بل وأحرض جميع الفلسطينيين علي التظاهر و الاعتراض امام كل المؤسسات العربية والدولية لضمان هذه الحقوق

اما الكفر بالعروبة فهو واجب علي كل العرب وليس علي الفلسطينيين فقط , طالما كان تفسيرنا لها انها مجرد شعار نرفعه في الخطب والمقالات ولقاءات جامعة الدول العربية , عندها يصبح الكفر بالعروبة هو الطريق للحصول علي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني

أن الشعب الفلسطيني له حق عند كل العرب الذين اضاعوا وطنه الام , وهو ان يحافظوا علي الاقل علي كرامته وحقوقه الانسانية , طالما اننا غير قادرين علي مساعدته علي استرجاع وطنه وارضه بعد ان اضعناها جميعا

اما عن الدولة الفلسطينية فأنني أؤكد لكل فلسطيني انها لن تقوم الا بسواعدكم و اتفاقكم علي كلمة واحدة ومن خلال المؤسسات الدولية ..لقد راهنتم علي العرب كثيرا وحان الوقت للأعتراف انكم خسرتم الرهان ..
يجب أن تتفقوا أولا ماذا تريدون .. لأن الحل يعتمد علي هذه النقطة بالذات ..
هل تريدون دولة فلسطينية في حدود ما قبل 67 .. أم تريدون دولة فلسطين كلها من النهر الي البحر ..
في الحالة الاولي يمكن التفاوض بعد قيام ادارة مدنية وتحول حماس الي المقاومة فهذا دورها .. لا أن تكون في السلطة .. مع الاعلان في نفس الوقت .. عالميا أن اي وجود اسرائيلي ومستوطنات داخل هذه الحدود يجب مقاومتها وأن قتل اي مستوطن داخل هذه الحدود هو عمل مقاوم .. وعندها صدقني سيحترمهم العالم كله .. وسيقف بجانبهم كل مؤسسات المجتمع الدولي ..
وعدة عمليات فدائية داخل هذه المستوطنات وليس داخل اسرائيل ستجبر اسرائيل علي الموافقه علي دولة فلسطينية داخل حدود 67 ولن يعتبرها العالم عمليات ارهابية إذا سبقتها حملة اعلامية ناجحة تؤكد أن المستوطنات هي احتلال مباشر وأن المستوطنين هم في الحقيقة عسكريون ..

أما إن كانوا يريدون فلسطين كلها فيجب وقف أي نوع من المفاوضات وعدم تكوين أي حكومات في الضفة وغزة والبقاء تحت الاحتلال ومقاومته في نفس الوقت .. وأن يعلن عرب 48 أنهم فلسطينيون ويرفضون حمل أي وثائق اسرائيلية .. ويتمسكون بارضهم وبيوتهم في نفس الوقت .. هو حل صعب ونتائجه قد تمتد لأجيال ..
الفلسطينيون هم من يستطيع فرض شروط اللعبة علي المنطقة .. وهم قد خسروا الخسارة الكبري عندما لم يعترضوا علي ضم الضفة الي الاردن .. ولكن انقسامهم هو من يعطي اسرائيل الفرصة ..ولماذا لا يتعلمون من اسرائيل نفسها ,, لقد وضعت الاحزاب خلافاتها جانبا وارتصت وراء ليفني وباراك .. في هذه العملية ..
أما العرب فلا أمل فيهم .. فهم لم يتحدوا في يوم من الايام الا بقوة السلاح .. هذه هي الحقيقة
وأكرر .. ..لقد راهنتم علي العرب كثيرا وحان الوقت للأعتراف انكم خسرتم الرهان .. ..

عمرو اسماعيل












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التجارة بفلسطين
أبو صلاح ( 2008 / 12 / 30 - 19:51 )
عزيزي عمرو:
اهدأ قليلا ولا تضع كل العرب في نفس الميزان. فالذي باع فلسطين ليس الذي لا حول و لا قوة له. و لا الذي نصح في اتخاذ مواقف لحلول معتدلة و ممكنة
و إن الذي يبيع فلسطين الآن هو الذي يتاجر بها، و إن الذي يعذب و يؤذي شعبها هو ذلك السمسار الذي يتخذ هذه القضية تجارة له و لو كان على حساب تقديم شعبها قربانا .
لقد اتخذ القوميون العرب من فلسطين شعارا لإرهاب الشعوب العربية مثلما يعمل الآن الاسلامويون في إرهاب الشعوب العربية و جلب الإرهاب إلى قلب فلسطين أيضا.
هل يكف يوما ما العربويون عن شعاراتهم الكاذبة التي لم تجلب إلا القهر و الدمار لهذا الأمة المنكوبة؟
كفى ياعمرو من إلقاء اللوم على الفرد العربي!!


2 - الجميع يتاجرون بدم الشعب الفلسطيني
عمرو اسماعيل ( 2008 / 12 / 31 - 11:44 )
نظم عربية سياسية وجماعات اسلامية وعلي رأسها الاخوان وحماس وليس الشعوب .. القادرون فقط علي وقف هذه التجارة هم عقلاء الشعب الفلسطيني وليس ساستهم ..
صدقني أخي أنا لا ألوم الفرد العربي .. ولكن كل من يدعي القومية العربية و يستخدم فلسطين كوقود لادعاءاته
وأعلن هنا أنني احقد علي اسرائيل الي درجة الاعجاب .. فهم يعرفون ماذا يفعلون ويستغلون حناجرنا وقوتنا الحنجورية وتجارتنا بالقضية الفلسطينية ليمرروا ماذا يريدون

اخر الافلام

.. مرشحون لخلافة نصرالله | الأخبار


.. -مقتل حسن نصر الله لن يوقف مشروع الحزب وسيستمرفي المواجهة -




.. الشارع الإيراني يعيش صدمة اغتيال حسن نصر الله


.. لبنان: مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلي




.. المنطقة لن تذهب إلى تصعيد شامل بعد مقتل حسن نصر الله