الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل عام وغزة واهلها تحت قنابل أسرائيل

زهير كاظم عبود

2009 / 1 / 1
القضية الفلسطينية


الأفعال العدوانية الهمجية التي تقوم بها أسرائيل لاتدل على شجاعتها ، فالشجاعة تعني الأقدام والحكمة والصبر ، والشجاعة أيضا أن لايتم سلوك الغدر والخسة في المواجهة ، كما لاتعبر هذه الأفعال المدانة عن الحكمة وتتقاطع مع بذل الجهود من أجل السلام ، بالأضافة الى تلك العنجهية والغطرسة التي عرفت بها المؤسسة العسكرية الأسرائيلية ، الأفعال التي طالت الأبرياء من أهل غزة ، وقتلت الأطفال والعوائل الآمنة وهدمت البيوت على ساكنيها تتعدى ردة الفعل أو الأجراءات التي يمكن ان يتم احتسابها ضد منظمة حماس ، ومهما تكن وجهة النظر من حماس ، فحماس ليس كل غزة وليس كل اهل فلسطين .
غزة المدنية الآمنة تتعرض الى حرب شعواء تستخدم بها أسرائيل السلاح الجوي وقاذفات الصواريخ والدبابات وكل آلتها العسكرية تحت ذريعة انهاء حماس للهدنة ، فتقدم على ارتكاب هجوم منظم في أطار واسع النطاق ومنهجي موجه كالعادة ضد المدنيين الأبرياء من أبناء هذه المدينة .
السياسة الأسرائيلية المنهجية في القضاء على أكبر عدد من الفلسطينيين يدخل في نطاق الجرائم ضد الأنسانية ، وتطبيقا لمباديء القانون الدولي والشرعية الدولية يجب اخضاع القيادة الاسرائيلية الى المسؤولية القانونية والمحاكمة وأخضاعها الى طائلة العقاب ، حيث تعد الجرائم ضد الانسانية من اخطر الجرائم التي ترتكب والتي يطالها القانون الدولي وقانون المحكمة الجنائية الدولية .
والجرائم ضد الأنسانية تعني أي فعل من الأفعال المحظورة و المحددة في نظام روما متى ارتكبت في إطار هجوم واسع النطاق او منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين و تتضمن مثل هذه الأَْفعال فعل القتل العمد، و الإبادة، والاغتصاب، و العبودية الجنسية، و الإبعاد أو النقل القسرى للسكان، وجريمةِ التفرقة العنصرية و غيرها. الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية عرضة للعقاب بصرف النظر عن ارتكابها وقت "السلامِ" أَو الحرب.
وتعرف اسرائيل أن العرب ظاهرة صوتية ، ليس لهم سوى الصراخ والهتا ف والتغني بالماسي ، كما تعرف ان ليس للحكومات العربية سوى الأستنكار والتنديد والمناشدة ، وتعرف ايضا ان اية جريمة ترتكب بحق هذه المجموعة البشرية لاتلبث ان يخبو وهجها وتهدأ النفوس والأحوال ، والانشغال بواقعة اخرى ، لاتلبث ان تلحق بمن قبلها والتاريخ سجل حي على هذه الظاهرة
ان ماتقوم به الحكومة الاسرائيلية ليس خطيرا و غاية في الخسة والأجرام ، انما يدل على عدم تبصرها وتخبطها في متاهات الأجرام لتكشف عن حقيقتها العدوانية ونواياها الشريرة والأيغال في ارتكاب الجرائم بسبق اصرار ، يمكن معه ان يلغي قناعة من يعتقد ان القيادة الأسرائيلية يمكن ان تفكر في مشروع مستقبلي للسلام بين الفلسطينيين وبين الشعب الاسرائيلي ، ووفق هذا المنهج ينبغي التخطيط للمستقبل والتمسك بمعايير المباديء العامة في حق الشعب الفلسطيني في الحياة الحرة والكريمة وحق ابناءه للعودة الى بلدهم ، وحق تقرير المصير في تشكيل دولة مستقلة لاتخضع لسلطة الأحتلال تكون عاصمتها القدس .
الدماء الزكية البريئة التي سالت او الأرواح التي طمرت تحت الأنقاض تشكو ليس ظلم الالة العسكرية الاسرائيلية وغطرستها واستخفافها بالقانون الدولي والأصوات الرافضة لمنهجها ، إنما كانت تشكو الصمت والخنوع الدولي ، تشكو زمن اللامبالاة والبلاهة في زمن القوة الواحدة المساندة لهذا المنهج والداعمة لتلك الأفعال المزدوجة التوصيف بين الأرهاب والجريمة ضد الأنسانية .
وجريمة مثل جريمة قصف المدنيين في غزة واضحة ويطالها القانون الدولي ، وتدينها الضمائر الحية ، تقع تحت نصوص المعاهدات الدولية والأعراف ، وتخضع الى استهجان المجتمع الدولي ، بل وتضع شعوب الأرض أمام مسؤوليتها في حماية نفسها وحماية البشر من هذه الأفعال التي لم تلق حتى اليوم رادعا او موقفا أنسانيا موحدا يدلل على تمسك البشر بآدميتهم واستهجانهم للأفعال الأجرامية المريضة التي تصدر من الدولة الأسرائيلية ، والتي تعبر بشكل واضح وأيد على عدم اعتقاد وأيمان هذه المجموعة المتسلطة على الحكم في أسرائيل على التعايش السلمي وأيجاد الخطوات اللازمة لهذا التعايش ، وخلق الوسائل والمبررات للتفاهم والانسجام والتعايش المشترك في المنطقة ، بعد ان شبع الناس حروبا ودماء وزمن غير آمن ومارز ودوريات عسكرية وقصف صواريخ واطلاق رصاص وتفجيرات .
لاتحتاج غزة وقتلاها منا موقفا اعلاميا او دعما معنويا فقد شبع اهل فلسطين مثل هذه المواقف ، وخبروا انها لم تعد تجدي نفعا ولايتم تصريفها في أي محفل ، ولاتحتاج غزة منا صراخا او عويلا فقد امتلأت افواه الأطفال بالتراب وعفرت الدماء وجوههم الجميلة ، ولاتحتاج منا غزة الى مواقف مساندة مادامت البشرية في غفوتها تتثائب وهي تشاهد الجريمة ، وتغفو حين يتم عرض صور القتلى والشهداء ، وتحزن عند انتهاء البث التلفزيوني .
لاتحتاج غزة منا الى حلول فقد أدمنت ان تكون الضحية وأن يكون اطفالها الذبائح والقرابين للعام لجديد ، وأن تكون دماؤهم بلون كؤوس النبيذ التي سيشربها السادة الملوك والأمراء والرؤوساء في الساعة الأخيرة من عامنا هذا .
عام جديد وغزة تحت القصف وتحت الأحتلال ، وصراخ وهتافات تدوي بجانبها لاتغني من جوع ولاتسمن ، غزة تحتاج أن يرتدي اطفالها ملابس من يافطات الشعارات المرفوعة ، وغزة حزينة لأن اهلنا يرفعون أصابع النصر دون معنى ، غزة لاتقيم مآتم للشهداء حزنا منها على الأحياء ومن ينتظر موته ، وغزة لاتقيم الشكوى ولاترفع الدعوى لانها لاتعرف طريق المحكمة الجنائية الدولية وليس لديها ما تملك للسفر الى تلك المدن البهية والجميلة .
وغزة تشتكي من عقوق اولادها ممن ينفخ في البالون ويرسم في الهواء ويحرث البحر وهي تتضور خوفا وجوعا ، وغزة تشتكي من شروخ وجراح في وجهها ويؤلمها أن يزيد بعض مواجعها ، غزة لاتريد أن ينتصر لها أحد فهي مشغولة بدفن احبتها .
أسرائيل بهذا الفعل الأجرامي الهمجي تحرق اوراقها وتشطب على كل من يعتقد انها يمكن ان تتعايش وتترك منهجها الأجرامي أو تبدل من طبيعتها ، وبهذا الغزو الهمجي البالغ الخطورة تعبر عن خطأ من يعتقد بأنها توازن الأمور او تقوم بتشخيص الجهات التي تريد بها الشر فتخلط الأخضر باليابس فتقدم على قتل الأبرياء وتمعن في قتل المدنيين العزل ، وتتعمد في قتل ألأطفال في الأسبوع الأخير من العام 2008 ، تأكيدا على أن العام القادم والأيام القادمة لن تكون بأحسن من هذا العام .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حماس صنيعة اسرائيل
Zaher Mohan Manhal ( 2009 / 1 / 1 - 00:50 )
استاذنا الفاضل انا اتفق معك بشكل شبه كامل الا انك نسيت الوج الاخر للعمله القذره وهي منظمة حماس صنيعة اسرائيل مع فائق الاحترام لشخصكم الكريم


2 - بورك جهدك
صائب خليل ( 2009 / 1 / 1 - 18:30 )
الأستاذ زهير كاظم بورك جهدك في توضيح الأمور، رغم أنها واضحة، لكن هناك الكثير من يصر على تعكير المياه، وانظر التعليق الأول على مقالكم تفهم قصدي. تقبل تحيتي

اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح