الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشارع العراقي والأنتخابات البلدية

هادي الخزاعي

2009 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



تتهيء كل الكتل والقوائم والقوى السياسية العراقية اليوم لحدثها الأهم الذي سيتوج العام المقبل كأبرز حدث سياسي ينسج للعراقيين رؤيتهم المستقبليه الطامحة الى بنيــة ديمقراطية متماسـكة ، ربما ســتكون في مقدمة امهات الأنتخابات الديمقراطية في المنطقه ، واعني بهذه الأمهات ، لبنان والكويت وتركيا.
الشارع العراقي والبغدادي على وجه التحديد ، لم يلازمه ذاك الحماس الذي لازمه كظله في العمليات الأنتخابيه السابقه ، والمراقب لا يجد مشقة في الوصول الى هذا الأستنتاج السهل الذي يتجلى على ألسنة الناس المتخمين بلوعة مرة من وعود انتخابيه لم يتحقق ولو حدها الأدنى ، تلك الوعود التي ذابت في تيزاب المنافع الشخصية للمنتَخَبينْ ، كتل وقوائم وشخوص ، وكذلك التي غابت في جيوب الذين ركبوا موجة الديمقراطية وهم لا يتحلون بأي نفس من انفاسها . وحين تلوم الشارع الذي انتخب هذه الديناصورات الأكوله التي لا تعرف غير شراهة المنفعة ، حتى لو كانت على حساب الناس الذين ولوهم ما هم فيه من مسؤولية ، لا يلوح امامك غير جواب واحد : اتقشمرنه !!
أنه اعتراف لا تشوبه غير حسن نية ساذجة امتطت الوعي الأنتخابي للشارع العراقي بوجه العموم ، وكانت النتيجه ، هذا الرأي المقاوم والرافض للمشاركة في العملية الأنتخابية برمتها ، برغم ايجابيتها التي يفترض ان تنطوي على تطوير الوعي الأنتخابي بموجب تراكم الخبره والتجربه لدى الناخب والمنتخب على السواء في كل فصل من فصول العملية الأنتخابية ، سواء التي جرت او التي ستجري لاحقا.
الآن وقد بدأ العد التنازلي لزمن الأنتخابات البلديه ، اخذ هذا الموقف الرافض بالمساهمة في العملية الأنتخابية والذي شاع بين الناس ، يهتز ، وتظهر الى جواره بدائل تشير الى وجوب المشاركه ، ولكن بموجب انتخاب الأصلح ، القادر على ادارة الدوله وصنع القرار وتحقيق مصالح المواطن ، لامصلحته الشخصيه ، أو وضع الورقة ، بيضاء في الصندوق الانتخابي تعبيرا عن الرفض .
هذه الظاهره اخذت تشكل صورة وردية لوعي الشارع الأنتخابي الذي بموضوعيته المفترضه هذه ، أن تسمو العملية الأنتخابية الى اعلى مستوياتها، وهي بذلك تؤسس لمستقبل مزدهر بالموضوعية للتعاطي مع العمليات الأنتخابيه التي ينتظرها مستقبل العراق الواعد .
هذه الصوره العيانيه تشكل وجه من اوجه الأستعدادات الأنتخابية الجارية في العراق على العموم . وهي تعني التصور النسبي للشارع بشأن الكيانات التي زجت نفسها في العملية الأنتخابية عبر استعداداتها من خلال الدعاية الأنتخابية التي ضبطت بآليات وضعتها المفوضية العليا للأنتخابات ومنها على سبيل المثال ، عدم جواز استعمال الرموز الدينية في الدعاية الأنتخابية ، والذي وافقت عليها المؤسسات الرئاسيه الثلاث ، والتي توجها الشارع بقبول مطلق.
أما الوجه الثاني لما يجري فهي الصورة التفصيلية للمشهدية التي ذكرتها ، والتي تتمثل بالأنطباعات ، لا الحسية فقط ، ولكن الملموسة أيضا ، التي يقيم بها الشارع العراقي ، الكيانات التي بدأت دعاياتها الأنتخابية تغزو شاشات التلفزة المختلفه وارصفة وشوارع المدن و أزقتها وأماكنها العامة في كل العراق .
ما ترشح الى ذهني من تلك الأنطباعات التي يعج بها الشارع ، اجزم انه يشكل الوعي العفوي الذي يتصف بالسلامة والدقة بعيدا عن التنظيرات او الآراء الفوقية التي تتسربل بها كتابات الصحف ، او ما تعرضه الخطـب المخـــتلفة النوازع في المســــاجد او المجالس او الندوات المتلفزه لأقطاب تلك الكيانات .
وحتى اكون دقيقا ابدأ بألتقاط عينات تلك الأنطباعات من محيطي العائلي الذي يمتد الى أكثر من ثلاثة أجيال ، فالأحفاد قد بلغوا العشرات .
في الأنتخابات العامة التي جرت قبل ثلاث سنوات كنت اعجز عن اقناعهم بأنتخاب من انتمي أليهم ، ومحيطي هذا يعرف صدقيتهم من خلال صدقيتي التي لا أدعيها ، ولكنها كانت دوماً ولا تزال ديدني الذي ألتزم به بشغف كبير .وفعلا كانت اختياراتهم الأنتخابية قد صبت لصالح من قدموا وعودهم على طبق طائفي ، مداف بالعديد من التحريمات الدينية ان انتخبوا غيرهم .
وهكذا على حد التعبير الشائع هذه الأيام " قشمرونه " . المضحك اني غير متأكد من انهم لا " يتقشمرون " من جديد ، رغم تأكيدهم لي بأن جماعتك الشيوعيين هم اشرف وانظف الناس ، وهم المؤهلين بأمتياز لشغل مواقع المسؤولية .
وحين اتجاوز محيطي العائلي هذا الى الحياة العامة وأزج بأنفي في ما يجري من أحاديث ، لا فضولا من اجل الفضول ، ولكن من اجل ان استقصي الرؤا التي تستعصي احيانا على الأدراك ، بحكم المتغيرات اليومية للخارطة السياسية التي تترك بصماتها على حياة المواطن العراقي ، فأسمع من المواقف الكثير، ومن التقييمات ما يؤكد للسامع ، ان هذه التقييمات ليست محض موقف عابر، بل هي استخلاص للتجربة ارتباطا بالظاهرة الأنتخابية .
أن جمل " والله ضحكو علينه !! " او " خلي يمْشَون بوزهم بعد.. " او " بعد ما نتقشمر ! " رائجة ايام التهيئة للأنتخابات البلدية هذه . ولكن ليس من المعروف مدة انتهاء صلاحيتها. فليس من المستبعد ان تعود نفس الكيانات التي لم تف بوعودها الى الواجهات من جديد لتعود المياه الى مجاريها ويشطب كل ما قيل بالشارع من وعود بالرفض .
وليس غريبا حين تطالب هذا المواطن او ذاك بدواعي الرفض التي تصاعدت وتائرها لتقتحم كل سياجات الدولة وكياناتها السياسية ، بأن يجيبك وبلا تردد " لأن كلهم حراميه.. " او " لأن كلهم يدورون مصلحتهم وبس .." .
طبعا لي اشارة مهمة اتوج بها هذه المشهدية الغائمه ، وهي ان كل الذين تحدثوا بالنفس الذي اشرت اليه لاتربطهم اي مصلحة بالكيانات التي تمسك بزمام السلطه ، بل هم مواطنون عاديون لا يبغون غير الأمان وتوفير الخدمات وبناء العراق على أساس الوطنية المحضة ، وليس على الأسس التي روجت للدم والطائفية وبيع العراق للغادي والرائح بالمجان .
فهل تنتصر جمل " لأن كلهم حراميه ...." او " خل يمشون بوزهم .. " او " لأن كلهم يدورون مصلحتهم وبس..." فيختارون الأرجح والأمثل في تحقيق طموحاتهم في بناء عراق متوائم سعيد . ام تكبوا العزائم فيسود الحرامية من جديد !!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ سننتظر . فعند صناديق الأقتراع الخبر اليقين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة