الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى رفاقي بمناسبة العام الجديد..

نادية محمود

2009 / 1 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كل عام و انتم بخير..

رفاقي الاعزاء.. و نحن ندخل العام الجديد 2009، يسال البعض ها هو عام جديد ياتي، و ها هي سنة اخرى تضاف الى اعمارنا، نتقدم في السن اكثر، يضعف بصرنا و نرتدي النظارات، يزداد الشيب في الرأس، و نصاب بمرض السكري، فمتى سننتصر؟ في اي عام، في اي شهر، في اي يوم، سنين تاتي و تروح، و الحزب يتقدم في العمر.. و نحن متى سننتصر؟

و بودي ان اشارك رفاقي اجابتي على هذه التساؤلات..

ان الوصول الى الشيوعية ليست خطة تضعها لتقول في العشر سنوات القادمة يجب ان نكون نحن الشيوعيين في السلطة او على مقربة من الحكم، او ان نكون قوة سياسية معتبرة يشار اليها بالبنان، او ان يكون الشارع معنا، او ان يكون تعدادنا 2 مليون عضو. انها ليست بناية يقرر مقاولها انجازها عام 2012، او اولمبياد لندن، سينظم ويعقد و ينتهي في ذلك العام.

لا يمكن وضع تاريخا محددا لانتصار الشيوعية. الا انها ليست في غياهب المستقبل ايضا، لا نعرف متى تاتي و كيف تاتي، و باية ظروف تاتي، ومن سيقوم بها. انها مرهونة بالعمل التحضيري التنظيمي المسبق، و مرهونة بالعمل الحاسم في لحظتي ضعف و قوة، بتشخيص تلك اللحظة التي تبلغ الجهات الحاكمة فيها درجة من الضعف و يمتلك الشيوعيون فيها درجة من القوة و القدرة و جرأة الاقدام على حسم موضوعة السلطة بايديهم. انها عمل تحضيري منظم لاقتناص تلك اللحظة المؤاتية، قد تكون هذه اللحظة مهيئة في عام 2009، او اية سنة اخرى،و قد لا نراها مهيئة حتى عام 2090، اذا لم بكن هنالك عمل منظم و دؤوب و يقظة للوثوب الى السلطة في لحظة امكانية وقوعها. و سنبقى دائما نتحدث عن استلام السلطة السياسية كما لو انه شأن المستقبل – و المستقبل البعيد- و ليس شأن اليوم و عمل اليوم،ومهام اليوم التي نحضرها لها في اية لحظة، لامكانية وقوعها فعلا.

ولاجل هذه اللحظة الحاسمة، ينظم الحزب، وتشكل التنظيمات، و تعقد الاجتماعات و يكسب الاعضاء الى الحزب، و توزع الصحف، و تنظم التظاهرات، و تنظم و تقاد الاعتراضات، و تجمع الامكانيات المالية، و تعبأ الجماهير و يتم الدخول في صراعات ليس مع الاعداء فقط بل حتى مع الرفاق. ان الشيوعية هي التحرك الحاسم في اللحظة التاريخية المعطاة لنا،و قدرتنا على اغتنام تلك اللحظة لقلب الامور رأسا على عقب.

للقيام بتلك المهمة، مهمة التغيير السياسي الشيوعي لا بد من حزب قوي و منظم، يعرف الى اين هو ماضي، حزب يستطيع ان يقود اعضائه، ان يوجههم الوجهة التي يريد، حزب يعمل بجدية تامة و بدون مضيعة للوقت، كل مضيعة للوقت، معناه اعطاء المزيد من الخسائر و بدون مبرر، حزب يستطيع ان يتفحص قدرته يوما بعد يوم على التقدم الى الامام في سعيه لنيل السلطة السياسية، بدءا من الاحتجاج العام، الاضراب العام، الاننفاضة وصولا الى الثورة.

ان نيل السلطة السياسية هي الخطوة الاولى فقط في قضية احداث التغيير الشيوعي، الا انها الخطوة الحاسمة بدونها لا يمكن الحديث عن اي تغيير اقتصادي واجتماعي و حقوقي في المجتمع. يحتاج المرء الى خطط و برامج و عمل يومي من اجل احداث تغيير ما، فكيف بتغيير ثوري يشمل السياسة و الاقتصاد و الاجتماع و الاخلاق و المجتمع و كل قيمه برمتها؟ انه نضال يستغرق زمن طويل من الصراع يشهد تقدم و تراجع ، انتصار و نكوص و في كل هذا يحتاج الشيوعيون الى تثبيت اقدامهم على الارض من اجل ان يخوضوا كل تلك الصراعات و ينتصروا. الا ان الخطوة الاولى هي الوصول و استلام السلطة السياسية. هذه الخطوة قابلة للتحقق، و اظهرت لنا ثورات العالم، ثورتي اكتوبر و كومونة باريس امكانية حدوثها. انها بحاجة الى بشر يملكون و يعملون على تنفيذ هذا القرار.

يجب ان نعقد صلة وثيقة بين ما نقوم به كل يوم من نشاط و فعالية و عمل و خطاب ومقالة و تنظيم و كل ما نقوم به من اعمال يوميا مع هدف الوصول الى السلطة السياسية. ان كل اعمالنا و انشغالاتنا اليومية، و حتى صراعاتنا الداخلية يجب ان تكون مرتبطة بصلة وشيجة بهذه القضية المحورية الحاسمة. اذا كنا نقوم باعمال- اية اعمال حزبية و سياسية- اليوم، دون ان تكون مستهدفة و موجهة و مبرمجة و مخطط لها ان تصب في ذلك الهدف، فلن تعدو ان تكون الا اعمالا خيرية، انسانية، مفيدة على نطاق محدود، الا انها لا تدفعنا خطوة نحو الهدف الاساسي الذي وجدنا من اجله.
يجب ان نوزن و نتفحص كل عمل نقوم به، هل هذا العمل يقدمنا باتجاه ذلك الهدف ام يحرفنا عنه؟ يجب ان يكون امر الوصول الى السلطة هو بوصلة الشيوعيين في عملهم و نشاطهم اليومي. يجب ان يكون وصول الشيوعيين الى السلطة عمل يومي و متواصل و متصاعد، و هو البارومتر الذي نقيس عليه اي عمل من اعمالنا. يجب ان نتفحص و ان نتاكد من ان برامجنا الشخصية و السياسية و قراراتنا التي سنتخذها في عام 2009، تصب مثل جداول الماء الصغيرة في النهر الكبير بذلك الهدف، هدف انتصار الشيوعية.

ليكن عاما مليئا بوافر الصحة لكم، و بالعطاء المتدفق.

مخلصتكم

نادية محمود
31-12-2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حفظت شيئا وغابت عنك اشياء
جعفر الطائي ( 2009 / 1 / 1 - 00:15 )
كل عام وانت بخير --- الى متى نبقى نكتب للنخبه ؟؟؟ ونجد لنا من يقرآ للنخبه ؟؟؟؟ ونزهو بان نكتب في مواقع النخبه ؟؟؟ لماذا لا نبني على الانسان الذي عاش اكثر من (40 )سنه على لغه الجبر لغه (نفذ ثم ناقش ) الانسان هو القيمه العليا للتغيير---المهم ارجو المعذره ولكن لي طلب او مساعده لي زملاء من اهالي البصره من عائله شاكر حمد ومحمود حمد وانا اسئل عن العزيز محمد حمد الذي طبعنا له ديوان شعر وهو لا يزال طالب في الاعداديه --- قد يكون تعقيبي متاخر ولكن بما انه انتيي بصراويه فعليك مسؤليه المولد ومسؤليه الانسان الهادف


2 - اين الديمقراطيه... هي الحل!!!؟؟؟
سلام العماري ( 2009 / 1 / 1 - 09:00 )
الى نداوي الحلوه
لإجل هذه الحظه الحاسمه , ينظم الحزب,..لقلب الامور راسا على عقب..بهذا الاسلوب الثوري يتم تخطي العمليه الديمقراطيه والوصول للسلطه بالطرق السلميه.؟؟؟ماذا تقولين وباي عصر وكيف يتقبل الانسان العراقي الذي ضاق الامرين من اسلوب الانقلابات. ثم انت شيوعيه ماركسيه. تقولين كل عام وانتم بخير الم يكن هذا التاريخ ذكرى ميلاد ديني غيبي؟؟؟ اين راس السنه الماديه الالحاديه عودي للوطن ونظري وسنتبعك ي...ا ن...داوي


3 - سنصل
عوني حدادين ( 2009 / 1 / 1 - 15:33 )
لنا تجربه مهمه وانا الاردني اعتز بها واحترمها وهي تجربة الحزب الشيوعي العراقي والسوداني -- رغم الاخفاقات هنا او هناك قد وصلوا السلطه وهم الاكثر وعي وتنظيم والوصول للسلطه لا اقصد سلطة الكرسي لاني ابغضها بل سلطة الشعب ومن الشعب وفى خضم الحدث -- وكما قال الشاعر درويش اخر اليل نهار وسنصل ---

اخر الافلام

.. بين بزشكيان وجليلي.. من الأوفر حظًا لقيادة إيران؟


.. منتخب سويسرا يجرد إيطاليا من اللقب ويقصيها من الدور ثمن النه




.. بدء التصويت في الانتخابات التشريعية الفرنسية | #عاجل


.. الدعم السريع: حررنا الفرقة 17 مشاة من مقاتلي البرهان في سنجة




.. حلف النيتو يفرض عقوبات ضد الصين على خلفية دعمها لموسكو