الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا مبالاة الشعب العراقي لاحداث غزة ، دليل تحضر

علاء الهويجل

2009 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ما لفت انتباهي بشان احداث غزة الاخيرة هو ليس ساحة المعركة نفسها حيث تخوض القوات الاسرائيلية حربا بالنيابة عن المسلمين لضرب المتطرفين وعملاء ايران في العمق العربي ، بل ردة فعل الشارع العراقي لتلك الاحداث والتي تنم عن ادراك وفهم ووعي تام لحقيقة الامور وعدم انجرار واراء الشعارات البالية المزيفة وبالتالي عدم التعاطف مع عصابة حماس الارهابية تلك العصابة التي طالما صفقت للارهاب الذي ذبح العراقيين وبكت كثيرا على نفوق صدام والزرقاوي.
اقول ان الشعب العراقي لم يكن شعبا ساذجا ولا شعبا تنطلي عليه حيل المتامرين على المبادئ والمتلبسين بلباس الدين وهذا بحد ذاته دليل تحضر ودليل نمو في الادراك السياسي لدى عامة العراقيين .
وبالرغم من التحشيد الاعلامي الايراني ولبقية المتبرقعين ببرقع الاسلام ومرورا بقادة حماس وليس انتهاء بازلام البعث المقبور هنا في العراق ، الا ان العراقيين لم يكونوا طوعا لهم فما خرج منهم من مستنكر ما انطلقت المظاهرات التي تدعم حماس .
ولا بد ان نستدرك هنا بالقول ان بضع العشرات من العراقيين خرجوا ذات يوم امام مسجد الامام الاعظم في الاعظمية ، المعقل السابق لتنظيم القاعدة ، كما خرج بضع عشرات اخرين داخل باحات احدى الجامعات الاسلامية في بغداد , وهذا لا ينقص للود قضية حيث كانت دوافع بعضهم اعلامية واخرين خرجوا بدافع الفطرة وقلة الخبرة السياسية .
اقول ان زمن الخروج العفوي والعاطفي والمليوني للشعوب الى الشارع قد ولى الى حيث لا رجعة وليس الذنب في هذا يقع على الشعب العراقي فهو شعب متحضر مدرك لخفايا الامور , بل ان ذلك يدل على ان لا قضية تستحق الخروج للشارع بعفوية وان الاحداث في فلسطين لم تعد كما كانت احداث احتلال وتظلم وقهر يمس فلسطين شعبا وحكومة بل تحولت الامور هناك الى لعبة اسرائيلية ايرانية ليس للشعوب ومنها العشب العراقي ناقة فيها ولا جمل , وان العراقيين عرفوا تماما من يتاجر بارواح الفلسطينيين ومن يبتغي على حساب دمائهم مكاسب مشبوهة واهداف دنيئة .
ولعدم المبالاة الشعبية في العراق هذه مدلولات كثيرة يجب على كل الحكومات والشعوب العربية التنبه لها واخذها بعين الاعتبار ومنها ان الشعب العراقي اثبت بتصرفه هذا بانه ليس شعبا ايرانيا كما يحاول ان يصور الكثير من اعداء العراق ذلك , فلو كان الشعب العراقي شعب اعجمي لخرج كما خرج الشعب الايراني المغلوب على امره والمخدوع او كما خرج انصار حسن نصر الله في لبنان ، او لانجرف العراقيون وراء شعارات احمدي نجاد وملئوا الدنيا بالهتافات والشعارات لكن الشعب اثبت ان لا علاقة تربطه بحكام طهران .
كما ان الشعب العراقي اثبت كذلك انه ليس شعب متطرف قاعدي الاتجاه ، فالكل يعرف ان الشعوب الحاضنة لخلايا القاعدة خرجت عن بكرة ابيها مدفوعة بشعارات القاعدة كما خرجوا في اليمن وكما خرج انصار القاعدة من الاخوان المسلمين في مصر وكما يخرج المتطرفون في عمان .
كما ان الشعب العراقي اثبت انه لم يعد شعب بعثي الهوى والاتجاه فالكل يعرف ان الشعوب الحاضنة للبعث خرجت كذلك في مدن البعث الواحد والقائد الواحد كما في سوريا وبعض مدن لبنان مدفوعين بسوط الدكتاتور وتنظير البعث .
الشعب العراقي ايها الاصدقاء تصرف تماما كما تصرف الشعب الالماني مثلا او الشعب الفرنسي او الشعب الاماراتي ولا اقول كما تصرف الشعب الامريكي الصديق حتى لا يتهمنا البعض بما لم ينزل الله به من سلطان .
الشعب العراقي قرا الاحداث فوجد ان حماس حكومة غير شرعية وتصرفت خارج الاتفاقات الدولية وتعاملت مع دول مارقة مثل ايران وسوريا وتامرت على شعبها ، اذا فحماس لا تستحق ان نخرج من اجلها الى الشارع .
من يستحق الخروج هم ضحايا الشعب الفلسطيني الصابر الذين ذبحتهم الارادات الايرانية الحماسية السورية القطرية بسكين اسرائيلي .
وانا لله وانا اليه راجعون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صورة صدام
salah ( 2009 / 1 / 1 - 10:17 )
بالمناسبة انا شاهدت صورة صدام يرفعها متظاهرو غزة والضفة جنب صورة حسن فتح الباب


2 - العراقيون اشرف مما تتهمهم به
صائب خليل ( 2009 / 1 / 1 - 18:35 )
العراقيون اشرف مما تتهمهم به من اللامبالاة بكارثة إنسانية تبدو سعيداً بمرتكبيها.

اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص