الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منالذب يقف وراء التكفيريين في جنوب الاردن???? ... الحلقة 1

صهيب محمود العلي

2009 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


احتل التيار التكفيري في الأردن حيزا كبيرا في الصراع السياسي منذ عقد التسعينات ويعود انتشار هذا التيار إلى أسباب عديدة ومختلفة منها التساهل الأمني الأردني تجاه أتباع هذا التيار كما يعود هذا التساهل إلى رغبة دفينة لدى بعض القوى السياسية المتنفذة الى إبراز صورة الصراع السياسي الأردني أمام الرأي العام العالمي وكأنه بين طرفين نقيضين هما النظام الملكي الهاشمي والتيار الإسلامي المتشدد خصوصا ذلك ان أتباع التيار التكفيري جلهم من الأردنيين الأصليين المهمشين او ما يطلق عليهم الشرق أردنيين وصفا وتوصيفا وهم سكان الأردن الأصليين فهذه القوى المتنفذة تحرص دوما على تنفيذ مخططاتها وأجندتها لتحافظ على مصالحها بشكل دائم حتى ولو كانت على حساب مصير ابناء الاردن.

نما المد التكفيري في عدة مدن اردنية مثل الزرقاء والسلط ومعان . ومعان باكورة الجنوب الأردني ونواته وهي التي تتوسط قلب الصحراء حيث الفقر والجوع والحرمان والبؤس يرمي بظلاله هنا وهناك فالبادية الأردنية المحيطة بمعان تعاني الأمرين بحسب المصادر الرسمية الأردنية إذ أن جيوب الفقر تتركز في القرى المحيطة بمعان أما مدينة معان والتي تعاني من سخط النظام السياسي منذ عقود طويلة وهي مصدر إزعاج مستمر فالشرارة تنطلق دائما من تلك المدينة الحزينة ثم تنتشر في الأردن لتعبر عن المطالب السياسية والاقتصادية الملحة للشرق أردنيين والأردنيين عامة .

في التسعينات من القرن الماضي اخذ التيار التكفيري في الانتشار في تلك المدينة وبدأت ملامحه تبرز للعيان شيئا فشيئا الى ان اشتد عوده وغلظ ساقه فأصبح حالة طبيعية للمجتمع المدني في معان والسلط ... الا ان مرحلة تشكل هذا التيار التي جاءت متناغمة مع المد التكفيري الللادني في عدة دول لم تحض بأية مقاومة او مناهضة من قبل السلطات الأردنية كانت التي تنظر بعين وتغض أخرى عن النشاطات الاجتماعية والسياسية والفكرية لأتباع هذا التيار في مدينة معان الى ان غدا هذا التيار هو المسيطر على الحركة الاجتماعية في المدينة بفرض شروطه وبنشر أفكاره وأيدلوجيته المتطرفة على مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية التي بات الجلوس على المكاتب المريحة واحتساء القهوة والقيل والقال واستهلاك المصالح الاقتصادية ابرز سلوكياتها وهل يمكن لنا ان نمر على هذا الصمت مرور الكرام دون ان نطرح اسئلة عديدة حول هذا التيار وطبيعة التعامل مع أفراده وحول التسهيلات التي تقدم له بين الفينة والأخرى ولنعود مرة أخرى الى طبيعة التسهيلات التي قدمت لأتباع هذا التيار من قبل جهات متنفذة لأجل تحقيق أهداف سياسية بعيدة المدى

قبل مدة حوالي سنتين تقريبا قامت مديرية تربية منطقة معان بتعيين عدد كبير من مدراء المدارس والمساعدين والمشرفين التربويين المنتمين إلى حزب جبهة العمل الإسلامي ليقوموا بأعمالهم كمدراء ومساعدين وهذا الأمر لفت نظر الكثيرين إذ تم استبعاد جميع النشطاء المثقفين والعلمانيين من ساحة التربية والتعليم لتخلو الساحة لحزب الجبهة وهو وجه العملة الآخر لجماعة الإخوان المسلمين وقد تمت هذه الخطوة برضى وتنسيق مع الجهات الأمنية بالطبع وقد يقول قائل ان حزب الجبهة او ( الإخوان المسلمين) هو حزب يعمل ضمن قانون الاحزاب وضمن الدستور الاردني لأجبناه نعم ولكن ماذا يقدم اتباع هذا الحزب لأطفالنا وبماذا يحشون ادمغتة تلك البراعم البريئة بالعلم أم بالعصرنة والحياة المدنية والتطور واحترام آراء ومعتقدات الآخرين ام يحشونها بالتطرف والتكفير ونشر عقائد الطائفية والعنصرية والفتن الأيدلوجية .. ولكن الأدهى والأمر هو قيام مديرية تربية معان بتعيين طاقم لا بأس به من المدرسين أصحاب الفكر التكفيري وأنصار تنظيم القاعدة المعممين الذين قاموا بواجبهم نحو أطفالنا حق القيام مشكورين على تلك الجهود , فهؤلاء المدرسين الذين انتشروا في غالبية المدارس الحكومية ونخص بالذكر مدرسة فلسطين الأساسية ومدرسة الثورة العربية الكبرى ومدرسة خالد بن الوليد ومدرسة الخليل بن احمد الفراهيدي ومدرسة عمربن الخطاب ومدرسة معاذ بن جبل ومدرسة الإسكان الأساسية وغيرها من المدارس قاموا من خلال عملية التعليم المشوهة بتجنيد عدد كبير من الأطفال وضمهم إلى جماعتهم وتنظيماتهم من خلال النشاطات الفكرية التي يمارسونها في المدارس ولا زالوا... فالإذاعة المدرسية تحت قبضتهم والرحلات المدرسية تتم بموافقتهم وضمن شروطهم والاحتفالات المدرسية تشوبها فتاوى هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس غريبا أن تسمع في كثير من الصباحات المدرسية وخصوصا في مدرسة الثورة العربية الكبرى قصائد تمجد ابن لادن والظواهري ولبس غريبا ان تجد الوسائل التعليمية قد تحولت الى ارشادات تكفيرية بحتة وفتاوى متشددة أرهقت بناتنا وأبنائنا في المدارس دون ان تجد من يقف في وجهها .. وهناك نقطة مهمة جدا تتعلق بمدراء المدارس المنتمين الى جماعة الاخوان المسلمين والذين يظهرون تعاطفا كبيرا مع هؤلاء المدرسين ويوفرون لهم الوسائل والأساليب والأدوات التي تسهل نشاطاتهم في مختلف النواحي وللعلم فان صحفا أردنية كثيرة نوهت الى هذا الخطر لكن دون مجيب

لقد اصبحت مدارس البنات من جهة اخرى تعاني الحالة ذاتها اذ اضحت مدارس البنات في مدينة معان مرتعا خصبا لدعاة التطرف فظهر الحجاب المصري الذي يغطي الطالبة من رأسها الى اخمص قدميها فأصبحت لا ترى من العالم إلا الحجرة الصفية فقط واصبحت مقتنعة بأن المرأة يجب ان تبقى في بيتها حتى الممات ثم شن أتباع التيار التكفيري حملة ضارية على الزي المدرسي الرسمي وبالتعاون مع جمعية العفاف الخيرية التي قامت بزرع الإعلانات واللوحات والملصقات في جميع أنحاء المدارس وطرقات المدينة تحذر من لبس الكفار والكافرات الى ان أضحت البيئة التعليمية اقرب الى بيئة الغاب في القرون الوسطى كما ان المحاضرات الدينية التي تحرض على الآخر وتلغيه قائمة بشكل مستمر بدعم من الجهات الرسمية وبتغاض ملحوظ منها

ان شعارات التكفير لا زالت الى الآن تزين جدران مدرسة بنات معان الأساسية ومدرسة بنات الضاحية منذ أكثر من ثلاث سنوات فهل عجزت دائرة مخابرات معان عن طمس تلك الجهالات التي يتشبع بها أطفالنا في كل صباح ومساء وهل أعلنت وزارة التربية والتعليم الأردنية إفلاسها الفكري عندما سمحت للمدرسين أنصار القاعدة بالإشراف على غسل أدمغة أطفالنا الأبرياء ليتحولوا بعد ذلك إلى قنابل موقوتة لا ندري متى تنفجر









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسماء المدارس
سعد الخير ( 2009 / 1 / 1 - 21:48 )
عزيزي صهيب فقط انظر الى اسماء تلك المدارس وانت تعرف من اين ياتينا فكر الارهاب والتكفير.وانظمتنا تقتات على هذه الفضلات وانا للعقل وانا اليه راجعون..


2 - احسنت كثيرا واصبت في تشخيصك
احمد الجعافرة ( 2009 / 1 / 2 - 10:10 )
والله يا اخي انك فشيت خلقي في هذا المقال فكم كنت اتمنى ان يتكلم الناس وخصوصا المعلمين منهم عن هذا المد التكفيري الذي يجتاح مدارسنا الاردنيه وهي ليست في معان فقط بل في جميع مدارس المملكه هناك اقوال وافعال تشعر ان الاجهزه الامنيه متواطئه معها الى حد كبير جدا واذكر هنا حادثة العرس الذي اقيم في مدينة اربد قبل فتره حيث شاهدنا وسمعنا عناصر جماعة القاعده في الاردن يهتفون ويقولون شعرا في مدح ابن لادن والزرقازي دون ان تتعرض لهم الدوله الاردنيه بمجرد مسائله
فلنقل انها الديمقراطيه الاردنيه مجازا ولكن لماذا لاتنفرج الديمقراطيه الاردنيه الا امام القتله والمجرمين والارهابين لماذا تغلق الابواب اما العقلانين من الاردنين وخير مثال على ذالك هذا المقال الرائع الذي تفضلت به
اقول لماذا لم ينشر في الجرائد الاردنيه اذا كانت الاجهزه الاردنيه تدعي الديمقراطيه ؟
عزيزي صهيب لقد بلغ السيل الزبى من هذا النهج التكفيري والرافض لعيش الاخر معه والمصيبه الكبرى هو تضليلهم للاطفال والشباب تحت يافطة ان هذا الشيخ يأتي بعلمه من القرآن والسنه
فهل يعقل ان القرآن والسنه توصي بقتل البشر ؟
لك مني تحية وشكر خاص على هذه المقاله الرائعه

اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-