الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نسينا مؤتمر السقوط الايديلوجي للبعث ؟!

طالب الوحيلي

2009 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في الايام الاولى لتشكل محاكمات الطاغية صدام ، عرضت احدى القنوات الفضائية بعض خفايا النظام البعثي الصدامي ، وقد نسي البعض مفردات ذلك الماضي او تعمد تناسيها ، اما محاولا اللوذ بنعمة النسيان خوفا من اثارة ذكريات الماضي ، اوعلى ما يبدو انه لم يكتو بنيران ذلك الحزب وآثامه التي ولدت لنا هذا الخراب في كل شيء، ولعل فصل محاكمة الطاغية الذي انتهى باعدامه قد كشف جانباً من خباياه، الا انها في نظر اتباعه ومواليه لها ما يؤولها ويبررها كأي فصل جرمي يستهدف الشعب العراقي ، وهم قد برروا وسوغوا حتى المقابر الجماعية التي تدل على مئات الآلاف من جرائم صدام ومؤسسته الارهابية بما فيها من ايده وصفق وزمَّر وهلَّل ودعا له على منابر المسلمين! وهم ذاتهم اليوم من يسعون الى احراق الاخضر واليابس وهم يظنون ان لا عراق بدون تلك المؤسسة الظالمة ، وقد انطلى هذا الظن على بعض اطراف العملية السياسية الحالية حتى وصل الحال بهم الى تقريب عناصر الحزب الفاشي الى مراكز القرار والادارة والقضاء تحت عناوين المصالحة الوطنية او الاستعانة بالخبرات التي اكتسبها اؤلئك على حساب النبلاء من ابناء العراق الذين ابعدوا عن مواطن حقهم وابداعهم .
المؤتمر او حفلة الموت التي عقدت عقب اسقاط حكم احمد حسن البكر، واغتصاب صدام للحكم الفعلي بعد ان كان قد هيمن تماماً على كل شاردة وواردة في دهاليز وواجهات الدولة، جمع هذا المؤتمر كافة قيادات حزب البعث وعلى كافة المستويات وعبر سيناريو معد سلفا يذكرنا بمسرحية (الزعيم) لعادل امام، وقد وقف سكرتير رئيس الجمهورية السابق بكل ذلة وانصياع لصدام الذي ظل يسحب انفاساً من السيكار الهافاني بطريقة تشي بالكثير ابسطها اهانة (رفاقه) في قيادة (حزب الامة العربية) واعلانه انه فوق الجميع دون استثناء، وما ان بدأ السكرتير يسرد قصته المفبركة مع المرحوم محمد عايش حتى اعلن الطاغية ان كل من يرد اسمه عليه ان يقف ويردد الشعار ويتوجه الى السجن، وهكذا صمت الجميع، كأن على رؤوسهم السيف! وتساقطت الاسماء، وكل من ورد اسمه وقف مذهولاً غير مصدق لما يجري، والطاغية منشٍ بذلك، وهذا ما يؤكد ما قيل انه لا ينتشي الا حين يرى ضحاياه وهم يعذبون، واي عذاب اشد حين يعتقد البعض انهم (قادة) البلاد فلا يجدون امامهم سوى الموت الزؤام..
اسماء عراقية كانت الوجه الايديولوجي المعقول لحزب البعث امثال عدنان الحمداني وعبد الخالق السامرائي ومحمد عايش ومحمد محجوب وغانم عبد الجليل ومرتضى سعيد وشقيقه.. الخ، تلك الاسماء التي كانت الطرف النقيض لعزة (ابو الثلج) وطه الجزار وطارق الماسوني والاسماء الاخرى التي كانت مجرد نكرات تحولت فيما بعد لتكون القيادة العليا لجوق القتل والتدمير، حيث كان ذلك اليوم موعداً لسقوط حزب البعث كأيديولوجيا وظهور المنظمة السرية بوجهها المكشوف بعد ان كانت تعمل بالخفاء.
لقد كان صدام على يقين من الرعب الذي اصاب جميع من كان في تلك القاعة وهم يعلمون ان لا صاحب لهذا الرجل ولا اعتبار لديه لأي تأريخ او موقف سوى بقائه منفرداً في القول والفعل، ومما افسح المجال للحاضرين لكي يبتلعوا ريقهم حين ضحك الطاغية ملمحاً لقارئ الاسماء بان لا يذكر من ليس له علاقة بالقيادة المزعومة لانه قد (كبس) محمد دبدب، ثم ذكر اسم واحد دوري فعقب على ذلك صدام بان كل دوري حاضر الآن قد خاف (بما فيهم عزة)!!.
بعد ذلك لم يتمكن من فلت اسمه من تلك القائمة من ضبط مشاعره فراح يبكي فرحاً ويهتف هتافاً بليداً لا يليق به كقيادي في حزب (ديمقراطي) جداً! ويقف احدهم مطالباً باعدام الخونة وكل من له صلة بهم، فيمسك صدام بشاربه ويقول (ولك قضبة من شارب القيادة) معلنا بانه هو القيادة ولا احد سواه..
لقد كان تبرير صدام بهذا الانقلاب ،هو المشروع الوحدوي بين العراق وسوريا، وتلك اهم مفردات شعارهم فاذا به يتحول الى جريمة خيانة عظمى!،ولا ندري متى يحكم البعثيون على صدامهم بهذه الجريمة، وقد سلم البلاد الى هذا الحال، وبدل ان يلعنوه راحوا يقاتلون في سبيل تلك الجيفة التي لا يليق بها سوى تلك الحفرة النتنة التي انتهى اليها ،وذلك الوجه القبيح الذي تلاعبت به اكف الاجنبي، وانتهى به الحال الى القصاص العادل امام مظلومية الشعب العراقي..لم تصحو ضمائر بقايا وايتام ذلك النظام بل هم على عهدهم اشد فتكا بشعبنا المظلوم ومصدر الخراب والفساد ، وكان الاولى بالمحكمة الجنائية العليا ان تحاكم حزب البعث على الجرائم التي ارتكبها ومنها الكارثة التي اوصل العراق اليها ، كما يجب ان تتبنى القوى السياسية مشروعا موحدا لاجراء محاكمات شعبية لحزب البعث كايديولوجيا وكحزب حاكم ،لا ان تستسلم هذا الاستسلام المريع امام قسوة الجرائم التي ارتكبها بقايا ذلك النظام بعد ان اختبؤا وراء اقنعة واهنة وطيلسانات لا تخفي قبحهم وفضائحهم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات