الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امتنا بين الملهاة والمأساة

محمد نبيل الشيمي

2009 / 1 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


هل ما زلنا خير أمة أخرجت للناس؟...سيقول البعض نعم..مادام الإسلام قائما والقرآن مصدر التشريع..ولكن الراصد لواقع أمتنا يصاب بالأسى والخزى..الأسى النابع عن الشعور بالعجز والمهانة ...والخزى من مواقف جبانة تعكس حالنا المتردى. ذلك أن أمة غنية بمواردها البشرية والطبيعية حباها الله بكل النعم..هذه الأمة باتت أمة مستهلكة ومستهلكة. أما لكونها مستهلكة ذلك لأنها عجزت تماما عن أن يكون قرارها نابع من ذاتها ومصائر شعوبها تقرر فى عواصم الغرب وما سايكس بيكو وسان ريمو ببعيد عنا. لقد حدد الغرب لأمتنا ما يريد هو وزرع بداخلها بذور التشرذم والاختلاف وأثمر ذلك ما نراه الآن. العرب غير قادرين على اتخاذ موقف موحد قبل العدو الأزلى بل إن منهم من يساند العدوان صراحة وضمنا ذلك على الرغم من امتلاكهم أوراق ضغط لا تمتلكها أى قوى أخرى بدءا من سلاح البترول والمال وحتى البشر والمكان. العرب قصروا قبلا فى الدفاع عن الكويت ثم تركوا العراق يسقط. العرب فشلوا فى التعاطى مع المشكلة السودانية وهاهو السودان فى طريقه إلى التفتت والتقسيم ثم أين العرب من المشكلة الصومالية..؟ العرب يحاربون فى ساحات الرهانات واسطبلات الخيل..العرب يختزلون انتماءاتهم وانتصاراتهم فى مباراة لكرة القدم أو سباق الهجن..وهذه هى الملهاة.
أما المأساة فحدث ولا حرج..العرب أمة مستهلكة بدءا من رغيف الخبز وسترة الجسد وكبسولة الدواء والآلة والسيارة..من يصدق أن العرب ينفقون على الاستهلاك ما يزيد عن 80% من دخولهم القومية والباقى يوجه إلى البنوك الأوروبية والأمريكية. حتى الذين يقولون أن هناك استثمارات أقول لهم كم هى؟..ثم لماذا تقوم بعض الأنظمة العربية بشراء الأسلحة والذخائر من الغرب وهى لم تحارب من قبل ولن تحارب ؟ الرد على ذلك هو رغبة تلك الأنظمة فى مساندة اقتصادات الدول المرتبطة بها عضويا والتى تساعدها على البطش بشعوبها واستمرارها فى السلطة بغير رغبة الشعوب ( قام أحد الأنظمة العربية خلال حكم تاتشر بشراء أسلحة بما يزيد عن 10 مليارات جنيه استرلينى مثلت طوق النجاة لحزب المحافظين البريطانى فى الانتخابات البرلمانية) وتركت الأسلحة واسأل أين هى الآن..انها فى مصانع تدوير الخردة أو ملقاة للصدأ فى الصحراء.
نعم.. لم نعد خير أمة أخرجت للناس. فالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يعنى تحديث الأمة وتطويرها، يعنى الأخذ بأسباب العلم والمعرفة، يعنى الديموقراطية وتداول السلطة وإقرار حقوق الانسان، يعنى عدم تزوير الانتخابات ، يعنى صحافة حرة، يعنى ضرب الفساد بقوة..يعنى سلامة وجودة التعليم، يعنى تمكين المواطن من العيش بشرف وكفاية وألا يلهث وراء رغيف خبز وكوب ماء نظيف..يعنى القضاء على الاحتكار والعلاقة الغير سوية بين السلطة والثروة..يعنى حق المواطن فى عمل شريف وسكن ملائم...يعنى كتاب ومفكرين ومثقفين ملتزمين بقضايا وطنهم ولم يسيروا فى معية الحكام الظالمين الجاثمين على جسد الأمة ينهشون فيه حتى لم يتبق منه إلا أطلالا تبكى ماضى العزة والكرامة.
فهل نحن كذلك؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ساهمت تركيا في العثور على مروحية الرئيس الإيراني المحطمة


.. كأس الاتحاد الأفريقي: نادي الزمالك يحرز لقبه الثاني على حساب




.. مانشستر سيتي يتوج بطلا لإنكلترا ويدخل التاريخ بإحرازه اللقب


.. دول شاركت في البحث عن حطام مروحية الرئيس الإيراني.. من هي؟




.. ما المرتقب خلال الساعات المقبلة حول حادثة تحطم طائرة الرئيس