الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق الخداع: التظاهرات الشعبية ولعبة الانظمة الرسمية

سعيد موسى

2009 / 1 / 2
القضية الفلسطينية


((مابين السطور))
ما ان تبدا المجزرة الصهيونية لتحصد من الارواح الفلسطينية العصية على الانهزام, ومليار ونيف عربي ومسلم لايحركون ساكنا,ما ان تبدا تلك المجازر الصهيونية التي لا تقيم لاي من اتفاقيات جينيف الرابعة اي وزن, ولا تضع للكثرة العربية الاسلامية كغثاء السيل اي اعتبار,ما ان تبدا تلك المجازر التي لم تتوقف ليس منذ النكبة العربية الاسلامية 1948,بل منذ البصمات الاولى لجريمة المؤامرة لزرع الكيان الصهيوني المسخ على انقاض الشعب والكيان العربي الفلسطيني, وتنافس القوى الاشتراكية قبل الراسمالية لتثبيت بنيانه السرطاني الاستيطاني في فلسطين قلب العروبة والاسلام, ما ان تبدا تلك المجازر التي ربما تتطلب علم احصاء جريمة ومجزرة متفرد لتدوين الرموز الدموية الرقمية لثقافة الجريمة الصهيونية, بل ربما نحتاج الى علم احصاء تشخيصي لسرطان الصمت العربي الاسلامي في مواجهة الغطرسة الصهيونية والانحياز الدولي لباطل اريد له ان يسمى حقا على انقاض حق اريد له ان يسمى باطلا, مكا ان تبدا المجزرة الصهيونية القديمة الحديثة المستمرة, حتى تجد الشعوب العربية والاسلامية بعاطفية فطرية تاخذ بالتذمر والذي يتطور الى تململ فغضب يقترب من الثورة الشعبية الصادقة, فتستنفر الانظمة اجهزتها المخابراتية قبل اجهزتها العسكرية,في محاولة لاحتواء اتجاه الانفجار الشعبي لتحديد مسار الغضب زمانه ومكانه وربما شعاراته, فتستنفر تلك الاجهزة المخابراتية رجالاتها في الجامعات والنقابات والمؤسسات كي يعلوا صوتها مكبرا باقسى الشعارات في مواجهة المجزرة الصهيونية فيتبعها الجمهور الذي يحتاج دائما الى تنظيم وقيادة ليكون كما خطط له تابعا بالشعار والفعل, وهذا لايعني ان هذه الرؤيا شمولية مطلقة, بل هناك بضع نتوءات التظاهرات يكون هديرها خارج النص, لكن انطلاقا من النقابات ومجالس الطلبة غالبا ما تكون تحت السيطرة, لتحصد الانظمة الرسمية بذراعاتها المخابراتية حصاد زراعتها للقيادات ودعم نفوذها اوساط النقابات والمؤسسات, فتنفجر بواسطتهم مشاعر التذمر والململة والغضب, وسرعان ما تتحول تلك التظاهرات العشوائية الصاخبة الصادقة,الى تظاهرات منظمة يقال عنها حضارية بالشعار المكتوب ورمزية التقليد الممل بحرق علم صهيوني هنا وحرق علم امريكي هناك, ويطلق العنان للاغنيات والاناشيد الوطنية وارتفع صيحات الغضب لعنة للصهاينة وللصمت العربي على مجزرة اخوانهم في فلسطين, فيقع المتظاهرون المندفعون في شراك منظمي المهرجانات والتظاهرات المحدد تجمعها ويتم السيطرة عليها, وتسمية ما دونها تخريب واندساس, وبهذايتم السيطرة على مئات ملايين المتظاهرين المندفعين بغيرة وغضب صادق الى الشوارع وفي باحة الجامعات,فتجد الجماهير من ينظم وسطها بشعارات منظمة اشد غضبا تقزم شعاراتهم, وربما نقدا اكثر جرحا وحرجا للانظمة الصامتة, وبهذا تحدث عملية الاحتواء, كي تتفرغ الاجهزة المخابراتية والامنية والعسكرية, للتجمعات التي تخرج عن الجماعة المنظمة كشذوذ عن تظاهرات الاغلبية الصاخبة, والتي جلبت من حولها الاغلبية بشعارات تكاد تطفيء ثورة الجماهير او تذوب ثورة الجماهير في ثورة اكثر صخبا هي تظاهرات الاحتواء المخابراتي للانظمة الرسمية المتذاكية, ولانسمي ذلك غباء شعبي بل لان انطلاقة الجماهير عاطفية صادقة, لكنها كزوبعة سرعان ما تبتلعها العاصفة التظاهرية الشعارية الرسمية, وفي المحصلة هي تجمعات لتنفيس غضب الجماهير تحت السيطرة كي لاتنحرف عن وجهتها حسب خارطة الاجهزة المخابراتية الرسمية.


وعليه نجد ان الانظمة الرسمية تتباهى بحجم التظاهرات الموجهة لديها مقارنة مع دول المزايدات المواجهة,واي خروج عن النص يتم سحبه من وسط الجماهير دون ان تشعر بصغائر الامور حيث تدوي الحناجر الغاضبة, وتتدافع الجماهير الزاحفة ولا يعنيها التمحيص في بعض سلوكيات رجال الامن والمخابرات, او ربما تتهم بعض العناصر الشاذة بانهم يتبعون جهات مشبوهة من شانها اذية الجماهير, فتصبح الاجهزة المخابراتية ديمقراطية وحامية الحمى, وفي المحصلة هدير اصوات تغنيها عن هدير الدبابات, وشجاعة تظاهرية جوفاء لها نطاقها تغنيها عن الاشارة لعجزها وانهزامها,انها الاعيب رسمية حقيرة لتوجيه الغضب الصادق بل ولاستثمار هذا الغضب, كي يشار بالبنان للعواصم العربية والاسلامية بالثورية والديمقراطية, ناهيك عن استضافة بعض الحزبيين وقادة المؤسسات ليلقوا بخطبهم ويثنون على الجماهير الحية المناضلة المجاهدة وكل هذا لحماية النظم من اتجاهات تلك الثورات العشوائية الصادقة الخطيرة.


والغريب في الامر ان تلك الجماهير الغاضبة المظللة تعطي ظهرها لانظمتها, وتصرخ باعلى صوتها في مواجهة الدول العربية والاسلامية الاخرى وتصفها بابشع وصفات التخاذل والخيانة, ولاغرابة في شعار"وين كم ياعرب, وينكم يامسلمين, وين الملايين"وكل تظاهرة عظيمة محتواة يقف خلفها نظام خبيث محتوي, والجديد في استثمار المجازر الصهيونية, واستثمار الغضب الجماهيري, اكثر من الاحتواء لتفادي خطر الغضب, هو توجيهه باستثناء النظام الوطني للتجمع التظاهري, لنظام وطني وسياسي اخر بمزايدات تزيد من فداحة المجزرة الصهيونية, حتى تهتف الجماهير في اطار هخذا النظام بشعارات الخيانة والتآمر لنظام عربي على علاقة صراعية ما مع نظامه حسب توجيه خدام الاجهزة الاستخبارية وسط المظاهرات, بل الاكثر غرابة انيتم توجيه ذلك الغضب لسفارات دولة بعينها وكانها تشكل مجموع النظام العربي الاسلامي المتخاذل دون غيرها, وكل هذا برضى وتوجيه مخابراتي رسمي, ربما كان هذا سيكون جائزا لو لم يكن الفلسطينيون بمفردهم وتفرد الصهاينة بهم في ساحة الصراع, بل التظاهرات الاكثر مصداقية هي التي يتخللها جرأة لنقد انظمتها بقسوة قبل نقد انظمة غيرها, طالما ان الجميع على خارطة الافعال صامتون, وليتهم صامتون فعلا بل انظمة اخذت بالتشكيك في كل فعل لنظام اخر يدعي انه حريص على مصلحة الشعب الفلسطيني ووحدة صفوفه, وكل هذه الالاعيب يدفع ثمنها من تقع عليهم المجزرة بالالة العسكرية الصهيونية الصماء, والانظمة يتبعها جماهيرها آخذة بالمزايدات على بعضها, فلا الصامت والدبلماسي منها مقبول, ولا صاحب الشعارات مع افتقار الفعل الذي ينادي به غيره وينسى نفسه مقبول, ولا حتى صهر وجهات النظر من اجل انقاذ الشعب الفلسطيني مقبول!!!!


والمصيبة بل الطامة الكبرى ان ينقسم شعبنا وقواه التي تكابد المعاناة, وتذوق ويلات المجزرة, بين هذا النظام وذاك, حتى ينبري البعض بكل ما اوتي بقوة متجاوزا اصول المجزرة الدموية, ليشارك في مجزرة سياسية عربية واسلامية للانظمة الرسمية, ليدافع كل عن فريق ويغفل او ربما لايعنية مئات الشهداء الذسن يسقطون دفاعا عن شرفهم وارضهم وعرضهم, بل وكرامة ومقدسات تلك الامتين العربية والاسلامية, ليصبح اطفالنا وشيوخنا وشبابنا ونسائنا الذيبن تهدم فوق رؤوسهم بيوتهم ورقة رخيصة للتنظير لمصالح قوى اخرى تدعي ان كل هدفها تحرير فلسطين وغيرها خائنة, في حين انه بين هذا وذاك, بين الوضيع والشريف المزايدة بالشعار وليس بتحريك واستنفار الجيوش المهترئة التي استمرئت الانهزام والصمت, ودون فعل عسكري استنفاري كلها كذبة والعوبة نظامية رسمية ومخابراتية, وليذبح الفلسطينيون ويذهبون للجحيم , وكفى الله الانظمة واذرعتها المخابراتية شر قتال بني صهيون, حتى من يشعر بالعجز وتكبيل الارادة بالفعل, فانه يصب جام غضبه على نظام اخر والجماهير المظللة تتبع هذا وذاك, والثمن هو تبديد الغضب الجماهيري واطلاق يد الصهاينة لمزيد من المجزرة بحق ابناء الشعب الفلسطيني, وحتى اخر مايشاهده الشهيد هي تلك الملايين من الجماهير الغاضبة الهادئة, لكن مالا يلامسه الاخرون انها جماهير وقعت تحت تاثير شعارات التخدير للانظمة الرسمية التي تحقن بواسطة الاجهزة الامنية المخابراتية, لك الله ياشعب فلسطين, لك الله ياغزة العزة, وما زلنا لا نياس من الصراخ بالتمسك بصمام الامان الوحدة الفلسطينية والالتفاف حول قيادة تمزج بين السياسة والمقاومة, والتخلص من الاستقطاب السلبي العربي والاقليمي المدمر, ما ان يوغل الصهاينة في مجزرتهم حتى تكون الجماهير المسيطر على تظاهراتها, قد بُح صوته, وتم تنفيس غضبها والانظمة واجهزتها المخابراتية لن تكل ولن تمل من توظيف الدم الفلسطيني لتحقيق مصالحها وتقوية نفوذها, الا تعقلون؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران :ماذا بعد مقتل الرئيس ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيران تعيد ترتيب أوراقها بعد مصرع رئيسها | #التاسعة




.. إسرائيل تستقبل سوليفان بقصف مكثف لغزة وتصر على اجتياح رفح


.. تداعيات مقتل رئيسي على الداخل الإيراني |#غرفة_الأخبار




.. مدير مكتب الجزيرة يروي تفاصيل مراسم تشييع الرئيس الإيراني وم