الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للحرب على غزة اطراف واهداف

جورج حزبون

2009 / 1 / 2
القضية الفلسطينية


لا يستطيع المرء إلا إن يكون مع القابضين على الجمر ، القابعين تحت القصف ، الإسرائيلي الظالم،هم الأهل ، والربع ، والقضية ، فالقصف الإسرائيلي على قطاع غزة هو جز ، أو مرحلة ، من سفر الكفاح الفلسطيني الدامي و الطويل والممتد،وبالتأكيد هي معركة ليست معزولة في هذا الصراع التاريخي الظالم والمعقد، سواء كان عربيا ،كقومية ،حيث لعبت دورا هائلا في الاصطفاف العربي ، والفكر السياسي ، وفي تعبئة عربية دائمة ذات تأثير عميق في وعيها ، وممارساتها في أوطانها ، وأحزابها ، وقواها الحية.
وبالتأكيد وحيث هي كذلك ،فإنها راسخة في الأجندة العلمية ، من مجلس الأمن ، والاتحاد الأوروبي ، إلى الإفريقي ، وعدم الانحياز ، وكانت إحدى العناوين خلال الحرب الباردة ، إذن هي محلية وإقليمية وعالمية ، وبذلك تؤثر وتتأثر ، هي قضية العرب الأولى ، تؤمن لكيانها البقاء والاتصال وقضية الشرق الأوسط ، وقضية اليسار ، وقوى التقدم والحرية وحقوق الإنسان ، وحركات التضامن ....
هذه القضية بحكم إبعادها ، لم يعد ممكنا التعامل معها بانعزالية ، فحين إرادة منظمة التحرير الفلسطينية ، الارتكاز إلى نهج ( القرار الوطني المستقل ) لم يعني في الممارسة ، التفرد والانعزال ،بل عملت على توسيع دائرة علاقاتها ،والذي كان يعنيها من أمر القرار المستقل ، وهو منع تأثير وانفراد دولة أو محور عربي في قرار المنظمة ، التي بقيت الممثل الشرعي والوحيد ، مدركين إن لهذه القضية إبعادا مختلفة ولا يجوز حجرها ، لان في ذلك إضعافها .
هذه القراءة ترفضها حركة حماس ، فالإخوان المسلمون لهم منهجهم الذي يتعامل مع مفهوم الأمة بمعنى ( الإسلامية )لاعتبارات عندهم للمسألة العروبية ، ولان الوطنية عندهم حالة دخيلة وبل من مخلفات الاستعمار ، وان الأصل القضية الإسلامية وبذلك يتم تصويب نتائج الحرب العلمية الأولى واعدة قيام الإمبراطورية الإسلامية ( حسب منهج التدرج ) لتواصل مهامها حتى فتح رومية ( روما ) .
كان لا بد من هذه المقدمة السريعة لإسقاط الضوء على الحالة ا لراهنه فلسطينيا وهذا الانقسام التي لم تستطع الطائرات الاسرائيلة ردمه ، في ذروة عدوانها على شعبنا المغلوب على أمره في غزتنا الأبية ، فكل ذي مسؤولية يطالب بالوحدة الوطنية الفورية ، وتقديم العام على الخاص ،الا من كان ذا هوى ، فهذه طبيعة الأمور في مثل هذه الظروف ، وبالطبع التوافق على برنامج وطني لمواجهة الموقف ووقف العدوان واستكمال مسيرة النضال موحدين لإقامة الدولة الوطنية المستقلة والموحدة ، وبهذا تلتف الجماهير حول قيادتها الموحدة ، وينتهي الانقسام الذي اضعف القضية وشتت التضامن معها ، ولكن حركة حماس لها رأي أخر ،فمن طبيعة منطلقاتها الفكرية ، وصراعاتها التي أغلقت بها باب التصالح ، وقرارها الذي تملك جزء منه ، فان لها في هذه الحرب رأي أخر ، وحاجة أصبحت واضحة تماما .ِ
حماس تريد من الحرب مناسبة لفك الحصار وفتح معبر رفح ، وبذلك والحركة ، ولعل الأهم قيام الإمارة ؟؟! ومن هنا جاءت هذه الحدية في الهجوم على مصر ، بل وتحريك مجموعات الإسلام السياسي عربيا وعالميا تنديدا وهجوما على ( مصر ) حتى يتم إحراجها ودفعها للموافقة على فتح معبر رفح حسب خطتها ، في حين تدرك مصر إن تنفيذ ذلك يعني تكريس الانقسام فلسطينيا وإضعاف النضال الاستقلالي الفلسطيني وقيام كيان سياسي ديني على خاصرتها تتحمل عبئه وتعفي إسرائيل من مسؤولياتها ، التي بهمها هذا مع اتفاق بضمانات لوقف إطلاق الصواريخ أو سواها عليها لتغلق حدودها وتحقق نبؤه رابين وبيرس ( ليأخذ البحر غزة ) وتتخلص إسرائيل من قرارات الشرعية الدولية وتبدو وكأنها نفذتها بالتوافق مع أصحاب القضية أنفسهم وان ما تبقى يمكن إنهائه بالتعاون العربي والدولي بما فيه موضوع اللاجئين .
فالحرب ليست دون أهداف ، ولكل طرف حساباته ،وإسرائيل لن تعيد احتلال غزة ، وحماس لا يقلقها الدمار ، الذي يحتاج إلى بضعة ملاين ربما جاهزة ، ويمكن ببساطة إن تقدمها إيران ، ومع إعادة البناء تنشط الحياة الاقتصادية وتتوسع علاقاتها السياسية ، ولا اعتقد أن استعراض الدبابات على مدخل غزة ومحيطها هو للحرب ،وان جرى استخدامها فلمساحات محددة لتوفير منطقة عازلة ، حيث تكون ننصر في التفاوض على اتفاق ينهي علاقة غزة مع إسرائيل ويرفع الحصار ويطلق الأسرى بما فيهم شاليط وبالتأكيد يوقف الصواريخ وحتى الاتفاق على غزة منزوعة السلاح ، ويكون لحكومة حماس معبر رفح بريا والبحر إمامها مفتوح ، وحماس تضغط وتستعين بالحركة إلام ( الإخوان المسلمين ) ، وفضائية الجزيرة ، التي لم يعد لها مهمة سوى التعبئة لحماس ومهاجمة السلطة وجمهورية مص وهي تقوم بواجبها باعتبارها من كيانات الإخوان المسلمين ، ولقد بات واضحا مدى تحمل السلطة لمسؤولياتها تجاه غزة بالرواتب والمساعدات وبالسياسة والاقتصاد وهي جزء من الوطن ولها نصيب 58 بالمائة من ميزانية السلطة ، وتواجه اليوم العدوان وليس حماس التي اختفت قيادتها وتدعو للوحدة والحوار خوفا على الأرض والشعب والقضية .
إن للحروب غايات ، فلا احد يقاتل رغبة في القتال ، وللحرب قاعدة هامة هي القدرة الاقتصادية ، خاصة مع توسع الأزمة المالية العالمية ، وهو ما تناقشه إسرائيل يوميا ، بعد إن استدعت جزء من الاحتياط ، وبعد إن عطلت الحياة في جنوبها ، إما الطرف الأخر ( حماس ) فهذا ليس بالحساب المهم أن تخرج رغم الثمن الدامي ومئات القتلى وآلاف الجرحى ( بفك الحصار وفتح المعبر ) وكفى الله المؤمنين القتال ، فهذا يؤمن حكمها ن وهذه أهدافها ، ولمحمود عباس شانه الدولي والسياسي وأما مصر التاريخ والجغرافيا فليس لها حساب إلا إن تستجيب لمطالبهم المقدسة أو ليسو هم حركة دينية ؟؟وبهذه القيم تواجه حماس المعركة وإما بحر الدماء والعذابات لكل الشعب الفلسطيني من جنين إلى رفح لا حساب له ، هذا هو الموقف وعلى شعبنا إن يفرض الوحدة لأنها طريق وقف الموت والحرية والوطن المستقل ..

















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الضفة الغربية المحتلة: سياسة إسرائيلية ممنهجة لجعل حياة ا


.. إسرائيل تصادر أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية منذ اتفاقيات




.. مشاركة كبيرة متوقعة في الانتخابات التشريعية البريطانية


.. غزة.. أطفال شردهم القصف الإسرائيلي ونازحون ينزحون من جديد




.. ماذا قدم حزب المحافظين للبريطانيين وما مصيره؟