الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة الموت..البرلماني الغيور(حكايتان)

تحسين كرمياني

2009 / 1 / 5
الادب والفن


(لعبة الموت)
قرر(الإمبراطور)نقل مراسيم شنق المناهضين إلى الساحات العامة،كي يعتبر أولو الأحلام والحرية ومن يقف بوجه قداسته..!!
***
تم شنق واحد وعشرين شاباً رفضوا الذهاب إلى الحرب وسط حشد جماهيري تم سوقهم قسراً..!!
***
وقف الأطفال مشدوهين وهم يتضامنون مع الشباب الذين واجهوا حبال المشانق بصلابة إرادة وأهازيج تندد بالإمبراطور،رأوا كيف تهدلت أجسادهم وكيف تركوهم في العراء..
في الليل..قال كل رجل لأبنه:
ـ لا تفكر في الأمر،انه مجرد لعبة..!!
***
ذات يوم انتبهت امرأة لفقدان حبل غسيلها..
قالت لها جارتها:
ـ حمّالات الحطب يسرقن الحبال هذه الأيام..!!
وفي ذلك اليوم وجدت امرأة جثة طفل يدحرجه النهر..!!
***
بعد مرور يومين اكتشفت امرأة واحد وعشرون طفلاً مشنوقين في بستان جفت أشجاره لعدم وجود ماء..!!
***
عجزت الناس تفسير الجريمة وألقتها على ذمة شرطة(الإمبراطور)..!!
***
بعد أسبوعين من دفن الجثث،ضبطت امرأة جوقة أطفال متلبسين،كانوا يحاولون إقناع أطفال أخر كي يضعوا الأنشوطات المتهدلة من الأشجار اليابسة في رقابهم..
عاطت فيهم:
أجابوها بصوت واحد:
ـ نريد أن نلعب لعبة الموت يا خالة..!!
***
(2)

(البرلماني الغيور)

لم تصدق العيون ولم تتمكن الأفواه استكمال مشهد الدهشة..
كان قد صعد إلى ذروة غيرته وراح يقذف حمم لسانه الأخلاقية على كل شيء..
فهو(برلماني)معروف،صاحب مواقف إنسانية نبيلة وهو رجل ضرورة وقائد لابد منه لقيادة سفينة المرحلة الحرجة من حياة الشعب والمملكة التي توعكت فجأة..
(هكذا تصفه كل يوم صحيفة توزع مجاناً،تبين فيما بعد أنها لسان حال حزبه)..
ظلّ رافعاً(حذاءه)وهو يتوسط القاعة الخرساء،متوعداً أن هذا الحذاء(الإنكليزي) الذي يرفعه سيقطعه على رأس كل من يتجرأ المساس بحزبه المقدس..
تخلص السيد(البرلماني)من صواعق غيرته وهمد جسده من براكين غضبه وجلس على مقعده كليث منتصر..
تحركت الأفواه وتلاقت الألسن وهي تستفسر حائرة قبل أن يعلن السيد(رئيس)الجلسة تأجيل النقاش حول نزع أسلحة الأحزاب الصغيرة إلى جلسة لاحقة،فغادر الجميع القاعة..
آخر من خرج(البرلماني الغيور)،كانت الهواتف النقّالة تصوره من أماكن سريّة وهو يمشي(وفردة)الحذاء بيده..
بعد مرور شهرين وخمسة أيام،كان(البرلماني الغيور)في جلسة سريّة مع أقرب أقرباؤه..تمخضت الجلسة عن ميلاد حزب جديد وصحيفة جديدة..
قدّم(البرلماني الغيور)استقالته من الحزب الذي دافع عنه(بحذائه)في جلسة مشهودة، وقام بتبديل كامل للون ملابسه وسيارته الشخصية والمركبات التي تحميه ورجال حمايته و(سيم كارتات)هواتفه النقّالة..
أجاب عن ذلك في صحيفته الجديدة:
ـ على المرء أن يتخلص من كل المتعلقات السابقة كي يهيأ نفسه لمتعلقات جديدة..!!
***
الناس غير مشغولة بمتابعة تلك الأحداث التي تدفنها الكواليس،فهي تبحث عنها جاهزة عبر الفضائيات التي تحفر عميقاً عن كل شاردة وواردة..!!
***
جاء الخبر من فضائية مهمتها مواجهة الخصوم فيما بينهم وإشعال عود ثقّاب على الطاولة التي تجمعهم..
لقد ظهر(البرلماني الغيور)وعرف الناس أنه ترك حزبه الجديد وقدم استقالته من (برلمانيته)وسافر كي يتفرغ لحياته الخاصة وإدارة أعماله واهتمامه بعائلته..
أبن أخ(البرلماني الغيور)عن طريق المصادفة التقى صديقاً قديماً في(بيروت)شرح له عمله:
ـ أدير العمارات الخمس لعمّي..!!
***
لقد رأى الناس كيف قام(البرلماني الغيور)بنزع حذائه وإشهاره بوجه نده لحظة أوضح لمقدم البرنامج المدرسة التي تخرج منها(البرلماني المستقيل)..
قال بصوت غاضب:
ـ كان معي يصبغ(بساطيل)الجنود في كراج(النهضة)زمن(الإمبراطور)..!!
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقات المشاهد الخطيرة يطالبن بالتمثيل العادل بين الجنسين


.. محمد إمام ينتهى من مشاهد فيلم شمس الزناتى في الفيوم




.. محمد صلاح طلع على المسرح يرقص مع محمد هاني وحماقي


.. كل الزوايا - الشركة المتحدة تنعي الكاتب الكبير فاروق صبري رئ




.. حاجة تحزن والله.. الفنانة رانيا فريد شوقي تعبر عن انزعاجها م