الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذي يقف وراء التكفيريين في جنوب الاردن ؟؟... الحلقة 2

صهيب محمود العلي

2009 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تحدثنا في الحلقة الأولى عن بدايات نشأة هذا التيار وقلنا بان التساهل والتغاضي من قبل الأجهزة الرسمية عن النشاطات العلنية الفكرية التكفيرية قد أدى الى حشد عدد كبير من صغار السن والمراهقين والعاطلين عن العمل وخداعهم وحشو أدمغتهم بالفكر الظلامي الطالباني فهذا الطفل الذي يتمنى أهله وذووه أن يروه وقد أصبح طبيبا او مهندسا او عالما يكتسب العلم والحكمة قد يسهم في بناء مستقبله ومستقبل وطنه .... يرونه وقد أصبح همه الأول والأخير طلب الشهادة بتفجير نفسه في الآخرين لينال الجنة التي يجد فيها كل طموحاته ومستقبله وهو من يعتقد بان المعلم الذي يحمل الفكر المتطرف والذي قامت مديرية تربية معان بتعيينه مدرسا للطلبة و الذي يقف أمامه هو القدوة والمرجعية ومصدر الفتوى والإرشاد فما هي إلا أشهر حتى يتحول هذا الطفل إلى مشروع انتحاري ولنا في الكثير من الشباب الذين غادروا معان الى العراق من خلال الحدود السورية عبرة ومثلا .. كل ذلك بفضل سياسات وزارة التربية والتعليم ومتابعة الأجهزة الرسمية الساهرة على راحة المواطن ومستقبله

من أين يحصل أصحاب هذا الفكر على الدعم المادي؟


تعلمون بان النشاط الاقتصادي في مدينة صغيرة كمدينة معان ضعيف نسبيا فالفقر يغطى معظم الشرائح الاجتماعية باستثناء فئة المهربين وتجار المخدرات وتجار الاراضي ثم تأتي فئة التجار الكبار وهذه الفئة هي من يقدم الدعم بالدرجة الأولى لأصحاب هذا الفكر من اجل الإنفاق على نشاطاتهم الفكرية والعملية والتسليحية فيما بعد.

ارتأى التكفيريون على إيجاد قاعدة مادية تزودهم باحتياجاتهم المادية فباشروا بمشروع سبيل حجاج بيت الله الحرام وإطعام الفقراء والمساكين في المدينة وهو عمل قد يرى البعض مشروعيته وخيريته لكنه لم يؤسس لهذا الهدف بل أسس ليخدم أغراض التكفيريين وعلى رأسها
- الترويج للفكر التكفيري وجلب اكبر عدد من المناصرين وخصوصا أصحاب العوز والحاجة من الفقراء والمهمشين فقاعدة الفقر تخيم على غالبية الشرائح الاجتماعية في المدينة وجوارها والإهمال الحكومي لتلك الشرائح والفئات عزز هذا الأمر فأصبحت فئات كثيرة تقدم نصرتها مقابل لقمة العيش
- إيجاد شرعية قانونية لجمع الأموال والتبرعات من مختلف الهيئات والأشخاص والأثرياء وبحجة إطعام المساكين وكسوة الفقراء وتقديم الوجبات لحجاج بيت الله الحرام مما حدا بهم إلى جمع عشرات الآلاف من الدنانير استخدمت لإغراض الدعاية والإعلان ولجميع النشاطات العلنية والخفية
ومن ناحية أخرى نرى التغاضي الواضح من قبل الأجهزة الأمنية عن تلك النشاطات وعن جميع الأمور المالية بل بالعكس رأينا كبار التجار المحسوبين على الأجهزة الأمنية يقدمون مبالغ باهظة لدعم هؤلاء وهذا ما اثأر الاستغراب حقا فهل يعقل أن تعجز الأجهزة الأمنية على أن تنبه هؤلاء التجار إلى خطورة دعم التكفيريين أم أن الأمر بعكس ذلك

وقد تحول التكفيريون إلى طريقة جديدة وسهلة بالتعاون مع مديرية أوقاف معان ألا وهي جمع التبرعات كل يوم جمعة في جميع مساجد المدينة وتحت مسميات عدة منها مساعدة أسرة فقيرة او عون محتاج او علاج مريض او بناء مسجد طبعا دون ان يكون هناك اية وصولات للمقبوضات او دون وجود لجان مشرفة على هذا الامر وهذا الامر تعلمه مديرية الاوقاف وتعلم انه ممنوع اشد المنع ان ياتي احد من خارج المديرية ليجمع تبرعات دون اذن منها ودون وجود لجان معينة تحمل وصول مقبوضات واختام رسمية ولجنة للجمع ولكن لان مديرية اوقاف معان تستفيد ماليا حيث اطلقت العنان لبعض موظفيها لجمع التبرعات بدون الالتزام بالتعليمات لغايات هي تعرفها.

ولذلك وفر هذا التجمع الظلامي القاعدة المادية من خلال خداع الناس والتستر بمظلة المشاريع الخيرية واستقبال تبرعات المحسنين وبعلم الأجهزة الرسمية ومدير أوقاف معان وكافة المسؤولين غير ان التكفيريين اتجهوا بعد وفرة النقود إلى تبنى مشروع جمعية العفاف الخيرية التي يرأسها احد قيادات التيار التكفيري في معان والمدعومة من قبل حزب جبهة العمل الاسلامي في عمان وهذه الجمعية قد قامت بما قامت به من تحويل وتشويه شوارع المدينة بالعبارات الدينية الخاطئة مفهوما وبصور الحجاب المصري وبإعلانات وفتاوى متشددة تفرض على عقول الناس آراءا وافكارا متشددة مما سيؤدي مستقبلا الى خلق حالة اجتماعية خطيرة في مجتمع يعمه الجهل









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالة جيدة
شكـــر البــا بلي ( 2009 / 1 / 5 - 15:44 )
تحية الى كاتب المقالة واشد على يديك لمحارب هذا الفكر التكفير والظلامي يجب محاربة الفقر في هذه المناطق التى تنشط فيها هذه الجماعات . قبل ان تكون لها مؤيديين ورواد.

اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس