الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حواتمة: استهدافات إسرائيلية محددة لإعادة صياغة المعادلات مع قطاع غزة على نمط جديد

نايف حواتمة

2009 / 1 / 3
القضية الفلسطينية


حاوره: احمد كامل

س1: ما هو الحل الذي ترى لما يجري في قطاع غزة ؟
ما يجري في قطاع غزة حرب شاملة وحشية على شعبنا الأعزل من السلاح باستهدافات إسرائيلية محددة لإعادة صياغة المعادلات مع قطاع غزة على نمط جديد، يقوم على وقف إطلاق النار الدائم في غزة، وليس على تهدئة تدوم ستة أشهر أخرى أكثر أو أقل، وهذا في السياق أيضاً "إسرائيل" تستهدف الفصل الكامل بين غزة والضفة الفلسطينية، لأن "إسرائيل" ترفض وسترفض تهدئة شاملة متزامنة متبادلة تشمل جميع الأراضي المحتلة عام 1967(الضفة وقطاع غزة)، وتشمل كل داخل "إسرائيل"، ولذا هذه الحرب ستكون حرباً جوية وبرية وليس فقط جوية، الجوية هي من أجل تمهيد لحرب برية، تستهدف فيها "إسرائيل" احتلال شمال وربما جنوب قطاع غزة، لغلق ما تسميه "أنفاق تهريب السلاح"، وهدف "إسرائيل" من هذا كله كما قلت مؤقت لهذه الحرب التي قد تأخذ أياماً تطول من أجل أن تصل إلى معادلات جديدة، هدوء مقابل هدوء دائم في قطاع غزة والغلاف الذي حوله، ورفض أن يكون هناك تهدئة شاملة تشمل مجموع قطاع غزة ومجموع الضفة الفلسطينية .
س2: كيف تقيم الأداء الفلسطيني في هذه الأثناء أولاً أداء حماس، وثانياً أداء السلطة الفلسطينية ؟
الأداء الفلسطيني يحتاج بالضرورة إلى روح علمية وعملية، وإلى روح نقدية، فالأداء القائم في قطاع غزة كان من الممكن أن يكون أرقى من هذا بكثير، ولكن هذا يتطلب صحة في الرؤية والتكتيك في العمل، ويتطلب نضج الأفكار، وفي هذا الميدان شخصياً أعلنت من عمان قبل أن يبدأ العدوان بأيام طويلة، وعلى امتداد عشرة أيام، بأن العدو الإسرائيلي قادم والميديا الاسرائيلية تكشف عن الخطة الإسرائيلية، ودعوت إلى جبهة مقاومة متحدة استباقية وفوراً وغرفة عمليات مشتركة وبقيادة سياسية وعسكرية مشتركة من الجميع، فالدماء التي تسيل هي دماء أبناء الشعب والجميع، وبالتالي حتى نعزز دفاعاتنا ولا نمكن العدو الاحتلالي مما يريده بأعماله الجوية والبحرية والبرية، التي ستتوالى وبالتالي هذا يحتاج إلى مراجعة وإعادة نظر يومية بأداء يقوم على حسابات دقيقة علمية وعملية، واستخلاصات سليمة، وليس بأداء يقوم على شعارات عريضة تتشظى تحت ضرب النيران.
وفي السلطة الفلسطينية أداؤها يقوم أيضاً على نمط من التكتيك اليومي، وتجنح أحياناً إلى المبالغة بمفاوضاتها الجزئية والمجزوءة، الأمنية الصغيرة مع الاحتلال، مع حكومة أولمرت ـ باراك، دون أن تأخذ هذه المفاوضات مجرها الفعلي الكلي مقابل الكل، بمعنى مفاوضات جدية على قضايا (القدس، الحدود، اللاجئين، المستوطنات، المياه، الأمن والسلام، الأسرى). وأصبحت المفاوضات من أنابوليس حتى يومنا تدور حول قضايا (الحواجز وإطلاق سراح بعض الأسرى، والتوقف عن توسع هذه المستوطنات من عدمها)، وكل هكذا مفاوضات غير مجدية فعلاً، ولذلك دعوت السلطة وأبو مازن مراراً وتكراراً في لقاءاتي معه كما دعاه زملائي ورفاقي في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، إلى وقف هكذا مفاوضات وصياغة مفاوضات تقوم على الكل مقابل الكل، وهذا يتطلب بالضرورة وحدة جميع القوى الفلسطينية بدون شروط مسبقة من أحد على أحد، وعلى أساس القواسم المشتركة التي أنجزنا بإعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني في حزيران/ يونيو 2006، التي ارتدت عنها حماس وفتح وذهبا إلى اتفاق المحاصصة، الذي أدى إلى جحيم الحرب الأهلية والانقلابات السياسية والعسكرية، وهذا ناجم عن نفس الأخطاء التي وقعت بها حماس بدلاً من العمل مع الكل، ومن أجل برنامج الحد الأدنى المشترك الذي نتوافق عليه، وذهب كل منهم إلى الاحتكار فالدمار وما يجنيه هذا على الجميع.
س3: ما العمل الآن وماذا يجب على حماس والسلطة القيام به ؟
في الراهن أعتقد أن في مقدمة ما يجب علينا في غزة جميعاً أن نعمله ومنها حماس بالتأكيد، نبني جبهة مقاومة متحدة لتعزيز دفاعاتنا أمام احتلالات الحرب البرية والبحرية الجارية بين لحظة وأخرى، وأمس باراك دعا إلى الفوج الثالث من قوات الاحتياط البرية، وأعلن أن القصف الجوي هو المرحلة الأولى من العملية العسكرية الإسرائيلية، ولذلك نحن أمام حرب شاملة ستتخذ الأشكال البرية والجوية والبحرية باتجاه شمال وجنوب قطاع غزة، ولهذا جبهة مقاومة متحدة فوراً بغرفة عمليات مشتركة للارتقاء بالتنسيق على الأرض وبالميدان إلى عمل دفاعي جدي هدفه إزاحة العدوان وفق التوسع العدواني، وسياسياً يجب الأخذ بسياسة جادة عملية وعلمية تقوم على البحث عن تهدئة شاملة متزامنة متبادلة لتشمل كل الضفة وقطاع غزة، وتشمل كل "إسرائيل" بعيداً عن الشعارات الكبيرة التي تلاحق أضراراً بدون فوائد على الإطلاق، بل تقدم أسلحة تكتيكية للاحتلال ولأعماله الاحتلالية، وثالثاً المطلوب الآن من حماس أن تعلن عن إنهاء الانقسام والعودة إلى الوحدة الوطنية، وأن نتحد وطناً وشعباً ومؤسسات ضد العدوان من أجل الخلاص من العدوان، ومن أجل تهدئة شاملة، أما قضايا الخلاف فلنتوقف عنها جميعاً ونؤجلها إلى الحوار الشامل بعد أن ننتهي من هذه الحالة الدامية على الجميع الجميع بلا استثناء.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ