الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشهيد زوج الأربع هل يمثل الأكاديميين والمثقفين الفلسطينيين؟

محمد حاج صالح

2009 / 1 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


يعلق موقع الجزيرة نت في 2/1/2009 بهذه الكلمات عن استشهاد نزار ريان القيادي الحمساوي: " عرف عن ريان خطبه المؤيدة للمقاومة، كان يصب جام غضبه على إسرائيل، لكن أيضاً على السلطة الفلسطينية... وبعد سيطرة حماس على القطاع، تعهد ريان بملاحقة السلطة الفلسطينية إلى الضفة وطردها منها... "
هذا بعض ما صادفني وأنا أبحث بالإنترنيت عن اسم القيادي الحمساوي، بعد أن أرسل لي أحد الأصدقاء المقيمين في أوربا رسالة إلكترونية، تتضمن اقتراحاً بضم اسمي في تحرك إعلامي دعائي وإنساني يستهدف الأوساط الأكاديمية والثقافية. المناسبة طبعاً وحتماً العدوان الاسرائيلي على القطاع، واستغلال كون الشهيد نزار ريان أستاذاً أكاديمياً.
في صفحات الانترنيت قرأت أيضاً أن الشهيد أستاذٌ في قسم الحديث النبوي، وحامل لشهادة الدكتوراة فيه، وأنه كان المشرف على عملية ميناء أشدود التي خلفت 12 قتيلا اسرائيليا. وفي الصور رأيته بلحية طويلة على الطريقة السلفية، وبلباس مدني أحياناً وبلباس عسكري أحياناً أخرى. في إحدى الصور العسكرية كان محشواً بالذخيرة. الصورة، هنا في أوربا، لا تذكر إلا بمقاتل شديد الشكيمة، على استعداد للخوض في أنهار الدماء. وكانت صورمشابهة قد اشتهرت هنا لعسكريين صرب وبوسنيين في تسعينيات القرن الماضي. في كل الصور كان الشيخ الدكتور الشهيد بدينا سمينا. لكن المفاجأة الحقيقية، والتي غابت في أدغال المدح، هي أن الشهيد كان متزوجاً من أربع نساء، كلهن قضين معه، وله اثنا عشرة ولداً، لم ينج منهم إلا واحد، وله أيضاً حفيدان، وهو الذي في الخمسين.
صديقي يساريّ النشأة لم يرب لحية أبداً حتى لو كانت على الطريقة اليسارية الغيفارية، وكان يكن عداء مرضياً للإسلاميين. عداؤه الهوسي هذا كان محط تندر بيننا . لذلك لم أجد حرجاً في أن أكتب له رسالة أنصح فيها بأن الشهيد لا يصلح مادة نشاط لنصرة فلسطين في الأوساط الأكاديمية والثقافية الأوربية.
بعد أقل من ساعتين وصلني رداً مباغتاً، يتهمني ويتهم أمثالي من اليساريين الذي تحولوا إلى اللبرالية ( هذه مسبة غليظة بعرف البعض ) بتهم غرائبية. في الحقيقة هي شتائم.
المفاجأة جعلتني أعد إلى العشرة. لم أتوقع أبداً شيئاً من هذا. لذلك اقترحت عليه أن ننتقل إلى الماسنجر، فوافق. في الحقيقة أردت أن اسمع نغمة صوته وهو يشتم؛ كما لو أنني لم أصدق ما قرأته.
هنا يمكنني تلخيص حججنا نحن الاثنين:
من ناحيتي تمسكت بأن تقديم الشهيد كمثال للفلسطيني الأكاديمي المثقف لن يكون موفقاً في عيون الأكاديميين والمثقفين الأوروبيين، فهو إسلامي ملتح يذكرهم بأسامة بن لادن، وهو متزوج من أربع نساء. هنا لا يخفى ما لدى الأوربي من حساسية تجاه تعدد الزوجات والعدد الكبير من الأولاد، وهو بدين وبلباس عسكري أحياناً. والحال أن الأكاديمي الأوربي نسي ومنذ زمن بعيد، وهو لم يعد يقبل، أن يكون الأكاديمي بلباس عسكري، لأن الأمر يذكره بالنازية، وبالستالينية. الساسة هنا قلما تجد بينهم بدينا، فكيف بالعسكري. كل الأمور غير "راكبة"، وعلى الأرجح أنها سترتد علينا بعكس ما قصدنا. والأهم أن التخصص صار جزءاً من السلوك العفوي عند الأوساط الأكاديمية والمثقفة هنا، فهم سيتساءلون حتما، كيف لأكاديمي ناجح (هم يفترضون على الدوام أن الأكاديمي أكاديمي حقاً، باحث يمضي وقته في طلب العلم، إلى الدرجة التي كثيراً ما تكون على حساب حياته الشخصية. باختصار هم متزوجون عملهم وبحوثهم في الأعم الغالب) إذن كيف لأكاديمي ناجح أن يكون زوجاً لأربع نساء، وأبا لدزينة من الأطفال، وحفيدين. سيتساءلون إما إنه أب فاشل وشريك في المسؤولية مع المعتدي عن موت أحد عشرة ولداً وأربع نساء، أو أنه أكاديمي فاشل لا يجد وقتا لعمله، فتأمين الحاجات النفسية والمادية لأربع نساء واثني عشرة ولدا أمر في منتهى الصعوبة. ردود صديقي كانت عذراً أقبح من ذنب، لكن أهمها وأكثرها إزعاجاً ومدعاة للتفكير بالمدى الذي انحططنا إليه يتمثل في قوله: يمكننا أن نخفي هذا الجانب الشخصي من حياة الشهيد، ونقدمه فقط كأكاديمي.
أي أن نغشّ.
لكن ماذا لو أن هؤلاء الأكاديميون والمثقفون وهم ليسوا أغبياء، بل إنهم هم الذين اخترعوا الانترنيت والبحث فيه، ماذا لو أنهم بحثوا، ووجدوا هذه المعلومات!
الأرجح أنهم سينفعلون بطريقة لا تخدم فلسطين، بل قد تخدم اسرائيل، ونكون نحن من فتح لهم الباب. أليس هذا ما يحصل الآن؟
يا للحظ العاثر!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانسجام في الموقف مطلوب
سلام يوزباشي ( 2009 / 1 / 5 - 00:19 )
جل ما أتمناه أن يكون هذا الموقف دائماً حاضراً، وأن يتم انتقاد تعدد الزوحات حتى ولو كان الفاعل من الإخوان المسلمين السوريين حلفاء حزب الشعب الشعب (أو المكتب السياسي بالقيادة التاريخية لابن العم) وليس فقط للمرحوم نزار ريان ، وزحبذا لو يتم انتقاد التعاليم الإسلامية التي تجير تعدد الزوجات وليس فقط من اختلفت السعودية معه.


2 - الكل مسئولون
المعلم الثاني ( 2009 / 1 / 5 - 16:06 )
المعلم الثاني

[email protected]

الكل مسئولون



هل المطلوب من اسرائيل أن تكون أكثر حرصا على سكان غزة الذين انتخبوا حماس من قادة حماس نفسها؟!! هل نطلب من العدو الرأفة بمن يرقص في الشوارع يوم يقتل مدني في اسرائيل ؟...لماذا نتبجح بقلة الوقود والكهرباء في غزة ...ألم يكن هناك ما يكفي من مصادر الطاقة لصناعة أسلحة ومفرقعات ؟ ..الأنفاق التي نقلت أطنان الأسلحة والقذائف إلى داخل غزة ...ألم يكن الأولى استخدامها لإدخال الدقيق والدواء ولبن الأطفال ؟ أم أن حماس ظنت أن العالم كله يتحمل مسئولية إعاشة قوم لا ينتجون غير الصواريخ والعيال؟...كيف أتعاطف مع من يشكو من قلة الغذاء ومع ذلك أنجب و أنجب...كيف لي أن أصدق أن حياته جحيم ؟ إنما هو إما مجرم في حق الأجيال التي يأتي بها إلى الدنيا إما هو مختل لا يقدر نتيجة أفعاله ! الحيوان لا يتكاثر في قفص بينما اخواننا في غزة ما شاء الله كثيرو البنين والبنات...كيف لي أن أتعاطف مع من لايزال يسمي القرى والمدن (مخيمات) ليستجدي الصدقات الدولية وهذه (المخيمات) مبنية بالطوب والأسمنت وبها الماء والكهرباء والحياة فيها ليست أسوأ من الحياة في معظم قرى العالم العربي؟...أبعد ستين عاما من (النكبة) لا زال البعض يعيش على الصدقات من الأمم المتحدة و مع ذلك


3 - الراجل هرب من زوجاته
عبد الحق أنور ( 2009 / 1 / 5 - 16:56 )
يبدو أنه زهق من زوجاته وقال أجرب الحوريات أحسن.. أكاديميين كذابين آخر زمن.


4 - تعليق
eblece ( 2009 / 1 / 5 - 19:52 )
كل ماقاله
المعلم الثاني
في التعليق رقم 2
صحيح!!

اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل