الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيظل العراق يحلق بجناحين

باقر ابراهيم

2009 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


استأثر الجهد النضالي لتعرية مرامي الاتفاقية الأمنية، التي اصر الاحتلال الأمريكي على فرضها على شعبنا، بأهمية كبيرة.
وذلك لانها تستهدف تكريس استعمار العراق، الذي عاد إلينا اليوم، بزعامة الإمبريالية الأمريكية، بوجه أقبح، ومطامع أبعد مما عرفناه عن استعمار الأمس.
ويتواصل نضال مرير لإيضاح أهداف ومرامي تلك الاتفاقية، بفضل الجهد المخلص في بيانات قوى التحرير وخطب مفكريها ودعاتها.
ويدرك بسطاء الناس وكادحو شعبنا، إن من اولويات أهداف الاستعمار الأمريكي الجديد للعراق، هو نهب ثرواته وفي مقدمتها نفطه، وادخاله في سلك التبعية لمشروعهم الذي أسموه( الشرق الأوسط الكبير ) لينتهوا إلى أن يستكين العراق الرافض الثائر، ويغدو احد ركائزهم المهمة في المنطقة.
إن المحتل المستعمر، الذي غزا العراق وراء اكذوبة تحريره من الدكتاتورية وإدخاله حضيرة" الديمقراطية "، ينهمك الآن في اقامة دكتاتورية فريدة من نوعها تتجلى في نشر عملياته الإرهابية، وفي الدمار ونشر الفوضى والمزيد من إفقار العراقيين وتمزيق أوصال الشعب والوطن.
وأمام كل هذه المآسي، تنفخ أبواق عملاء الاحتلال الأمريكي الصهيوني، لتوجيه الاتهام لفاعلين آخرين غيره، داخياً أم من دول الجوار. ويظل خلط الاوراق وطمس أوليات النضال، لعبتهم ولعبة عملائهم المفضلة.
في التحذير من لعبة الأوراق التي أتينا عليها، يجدر القول انه لا يمكن احتكار ميزة ( الرقم الصعب ) سواء في النضال ضد الغزاة أم في مهمة بناء العراق، لقومية عراقية او دين واحد او طائفة أو جهة سياسية محددة بذاتها.
فتاريخ عراقنا، القديم والحديث، يؤكد بانه ظل دائما يحلق بجناحين: عربي وكردي وتركماني، شيعي وسني، مسلم ومسيحي وصابئي... وغيرهم. وان جميع القوميات والاديان والطوائف، في التركيبة العراقية، تشكل قوادماً قوية لاسناد جناحيه اللذين يحلق بهما.
ان الحقيقة التي تتعلق بادوار كل مكونات العراق الاجتماعية، تنطبق هي الاخرى، على مكوناته السياسية، وأعني بها قوى وشخصيات النضال من اجل تحريره وتقدمه، بالامس واليوم وغداً.
لقد اسفرت معركة الانتخابات الامريكية الاخيرة، عن هزيمة ساحقة لسياسة ادارة ( بوش) العدوانية. ومن بين عوامل كثيرة، كان لمقاومة شعبنا العراقي، دور هام في انزال تلك الهزيمة.
ينهمك أعداء العراق الآن، في لعبة خلط الاوراق، ويسعون الى استثمار الثغرات والخصومات بين العراقيين، وفي الوسطين العربي والإسلامي.
وفي الظروف المستجدة، يتطلع المخلصون لتوحيد الموقف الوطني المقاوم والرافض للاحتلال، بالاقتران مع مطالبة الإدارة الأمريكية الجديدة برآسة ( أوباما ) بتطبيق وعودها للناخب الأمريكي وللعالم، بالانسحاب من العراق دون شروط اومماطلات، أو معاهدة مذلة، مع تحميل تلك الإدارة، جميع تبعات الاحتلال والدمار الذي الحقته ببلادنا وشعبنا.
وسيظل تحقيق هدف الانسحاب، وتحرير العراق، والحفاظ على وحدته، وإقامة النظام الوطني الديمقراطي فيه، رهن بنضال شعبنا وبوحدة قواه الوطنية، وبتضامن الاشقاء والاصدقاء معه.
ما يهمنا تاكيده الان، ان الجهد النضالي الهادف الى اسقاط المشروع الاستعماري للاحتلال والاتفاقية مع أمريكا، يضع مهمة وحدة قوى النضال والمقاومة والمعارضة للاحتلال ولمشروعه في مقدمة مهماتها، بل واجبها الآني الذي لايحتمل التاجيل.
فقد مرت أكثر من خمس سنوات، على الاحتلال، شهدنا خلالها محاولات عديدة ، وبذلت جهود مخلصة كثيرة، من اجل وحدة القوى الوطنية. وما زلنا كمقاومين ومعارضين للاحتلال، نجد ونبحث في سبل التوحيد، واكثرها سلامة وضمانة.
وطيلة هذه الحقبة المهمة، من حركة النضال الشعبي في العراق، بعد الاحتلال، نشات حركات واحزاب وتنظيمات وجبهات عديدة اضافة الى الاحزاب والمنظمات الوطنية المعروفة، كما لعبت الشخصيات الوطنية، ادوارها المشكورة في تلك الحركة.
وما دام هدف التحرير من الاحتلال، وهدف البناء الوطني الديمقراطي للعراق واضحان أمامنا، فلن تزعجنا أو تخيفنا كثرة المنظمات والأحزاب والجبهات والحركات الوطنية. فهي مهما كثرت وتعددت ستجد نفسها امام واجب بلوغ اهدافنا الوطنية، ستجد نفسها بحاجة الى التقارب مع بعضها والتنسيق، وربما حتى للاندماج لاحقا، ذلك لان الإنسان العراقي البسيط قد ملّ خصوماتها وصراعاتها وتفرقها. فلنا في تاريخنا الوطني الموحد عبرة ومأثرة.
وستظل تجربة العراق بوجوب الجمع بين الحفاظ على الاستقلال الوطني، وإرساء النظام الحاكم على أسس ديمقراطية، وسد الثغرات الداخلية أمام الغزو الخارجي ورفض الاستبداد، ستظل هذه التجارب ملهمة ليس لنضالنا الراهن والمقبل، في العراق وحده، بل لكل أشقائنا العرب وللشعوب الأخرى.
ان تجربة قوى النضال من اجل التحرير والتغيير في العراق، بجوانبها الحلوة والمرة، بتمزقاتها وبالسعي الجاد لتخطي التمزق، مفيدة لكل الشعوب العربية والصديقة التي تواجه ذات المعاناة التي نواجهها والتي تحمل ذات الطموحات بتوحيد قواها المكافحة.
وختاما نقول، إذا كان من المفيد ان نتسابق على شي ما ، ونتنافس حول قضية ما، فليكن سباقنا وتنافسنا، في السعي للاسراع بتوحيد قوى النضال الوطني... وخير الرواد من يوحد الناس!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : شهادة طبيب • فرانس 24 / FRANCE 24


.. -يوروفيجن- في قلب التجاذبات حول غزة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الذكاء الاصطناعي يفتح جولة جديدة في الحرب التجارية بين بكين


.. إسرائيل نفذت عمليات عسكرية في كل قطاع غزة من الشمال وصولا إل




.. عرض عسكري في موسكو بمناسبة الذكرى الـ79 للانتصار على ألمانيا